كثيرا ما نسمع عن قانون الاحزاب وانه سيتم عرضه والتصويت عليه في البرلمان وان هناك اختلافا في وجهات النظر بين الاعضاء حول فقرات القانون ومع ذلك لم يفكر احد منا وسأل نفسه من هي تلك الاحزاب التي يراد سن قانون ينظم عملها وهل فعلا ان هناك احزاب في العراق وان هناك تعددية حزبية في الطيف العراقي اعتقد هناك تضخيما ومبالغة في موضوع الاحزاب عندنا في العراق والحقيقة هي ان الاحزاب السياسية في العراقي موزعة على الشكل الاتي:
اولا .الاحزاب الاسلامية .
ثانيا .الحزب الشيوعي .
ثالثا .حزب البعث المقبور.
رابعا .احزاب صغيرة تسير بركب هذه الاحزاب الثلاث .
• فأما الاحزاب الصغيرة فهي ببساطة عبارة عن شخصيات تكون لديها وفرة مالية فتقوم بتشكيل حزب بعد ان تختار له اسما معينا او أن شخصا لديه تمويل خارجي فيقوم بتأسيس حزب معين يقوم بتسيير مصالح الجهة التي تموله وهذه الاحزاب تملك جماهير واسعة جدا ولكن على الورق فقط .
• حزب البعث المقبور هو عبارة عن حزب فاشي اسسه اليهودي المعروف ميشيل عفلق واعتقد انه اصبح في مزبلة التاريخ ولاحاجة لذكره او التعرض له فما تعرض له الشعب العراقي من سياسات هذا الحزب كافية للتعريف به .
• الحزب الشيوعي اعتقد ان الاخوة المتبنين لفكرة الحزب الشيوعي استطيع ان اقول عنهم ان مصابين بالجهل المركب وذلك لان الحزب الشيوعي قد فشل في البلد الام وهو الاتحاد السوفيتي السابق وانتهى بتفكيك الاتحاد السوفيتي الى دول متعددة (محتارة بخبزة شعبها الان)
اذن لم يبق من احزابنا الا الاحزاب الاسلامية وهذه هي التي اريد ان تعرض لها في مقالي هذا وعبر عدة نقاط .
1. ان الاحزاب الاسلامية وعلى اختلاف مرجعياتها الدينية لاتستطيع ان تخرج من دائرة الولاء للطائفة والمذهب وان رفعت شعار العبور للطائفية وغيرها من الشعارات المنمقة .
2. الاحزاب الاسلامية مهما كانت أيديولوجيتها واهدافها وقواعدها الجماهير فهي مرتبطة بمؤسس الحزب والذي دائما يكون شخصية دينية وتستلهم نشاطها منه وبمجرد رحيله عن هذه الحياة تنتهي او تضمحل تلك الاحزاب او تنحرف عن مسارها .
3. كل حزب من الاحزاب الاسلامية مهما كانت قوته وشعبيته فانه مهدد بعزوف الناس عنه والابتعاد عن الانضمام اليه بمجرد صدور فتوى دينية من المرجع الديني او الشخصية المتنفذة في الطائفة او المذهب وبالتالي فان جهوده تذهب ادراج الرياح .
4. الاحزاب دائما تكون محكومة بالمناطقية حيث انه من النادر ان تجد حزب معين ذا صبغة دينية معينة ينتشر في وسط جماهيري لا ينتمي لطائفة الحزب او لمذهبه .
5. اعضاء الحزب الاسلامي وخصوصا الذين يشكلون الخط الاول للحزب دائما تجد بينهم نوع من التناحر وتغليب المصلحة الشخصية وبمجرد ان يحدث طارئ معين او اختلاف في وجهات النظر تجد انه من السهولة ان تقوم الشخصية التي اختلفت مع اعضاء الحزب الام بان تنشق وتعمل لها حزب اخر ولا يكلفها ذلك سوى تغيير الاسم واضافة كلمة معينة كأن تضاف كلمة الديمقراطي او تنظيم الداخل او اي كلمة اخرى .
6. اغلب الاحزاب الاسلامية تشكو من ضعف التخطيط والرؤية المستقبلية واغلب ما تكون قراراتها مبنية على الفعل ورد الفعل وقرارات آنية بمرور الزمن يثبت خطئها وعدم دقتها .
7. اغلب الاحزاب الاسلامية لايؤمن بالتسلسل المنطقي في العمل الحزبي والخبرة في العمل اي ان الحزب الاسلامي وبمجرد ان يتم تأسيسه مباشرة تراه يعتبر نفسه بموازاة الاحزاب التي قد يكون مضى على تأسيسها العشرات من السنين فهو بين ليلة وضحاها يريد ان يكون الرقم الاول في كل الميادين .
8. الاحزاب الاسلامية دائما تؤمن بنظرية انا على صح والكل على خطأ وانا حق والكل على باطل اي انها تنادي بتهميش الاخرين والغائهم وان ادعت ظاهرا خلاف ذلك .
9. الاحزاب الاسلامية غالبا ما تترك متبنيات الطائفة التي تنتمي لها بحجة التعايش مع الوضع الراهن اوبحجة التقية او بحجة عدم تنفير الناسوغيرها من الحجج التي لا تصمد امام النقد فمثلا تجد ان الحزب الاسلامي يبدأ مسيرتهبإطلاق الذقون ولبس الخواتم وعدم لبس ربطة العنق وعدم مصافحة النساء وغيرها من الامور التي يشكل بعضها من ثوابت الطائفة او المذهب ولكن نلاحظ بعد مدة من الزمن يتم الاستغناء عن تلك الثوابت واحد تلو الاخر .
10. الاحزاب الاسلامية دائما تشكو من عدم القدرة على المطاولة والاستمرارية وعدم الثبات على الخطوط العريضة التي تم تأسيس الحزب بموجبها واصبحت فيما بعد من اهدافه ولذا فإننا دائما نجد ان الحزب الاسلامي يغير اسمه بين فترة واخرى وهكذا .