17 نوفمبر، 2024 3:45 م
Search
Close this search box.

غموض السيد الكاظمي ورده على خصومه؟!

غموض السيد الكاظمي ورده على خصومه؟!

بات السيد رئيس الحكومة أشبه بالطّلسم! لدى غالبية العراقيين وحتى لخصومه السياسيين وذلك بسبب هدوءه وبرودة أعصابه تجاه كل الأحداث التي تواجه العراق وتواجهه شخصيا مهما صغرت أو كبرت! ، وبالفعل هو يجعل الجميع حائرين في كيفية فهم شخصيته ، وكيفية تفكيره؟ ، وكيف سيكون رد فعله تجاه الحدث وكيف سيعالجه ، وخاصة واقعة أغتياله الفاشلة التي جرت يوم الأحد الفائت؟!0 أن السيد الكاظمي لم يكن معروفا على الساحة السياسة وليس له تاريخ وأسم في معارضة ومقارعة النظام السابق! ، وبمعنى آخر ليس له تارخ نضالي في عالم السياسة ، حيث لم يسبق له أن أعتقل أو أضطهد أو طورد من قبل أجهزة الأمن أبان حكم النظام السابق! ، ومما يزيد غموضا في شخصيته هو ليس له أي أنتماء حزبي وسياسي سابق! ، فلم نسمع عنه أنه كان منتميا لأي حزب من الأحزاب المعروفة (الحزب الشيوعي – حزب البعث – حزب الدعوة – المجلس الأعلى – حزب المؤتمر الوطني ) ، وهذا يعني ويؤكد عدم خوضه معترك العمل السياسي ! 0 فقط كل الذي يعرف عنه أنه عمل مساعدا للدكتور (كنعان مكية) (رئيس موؤسسة الذاكرة العراقية) ، تلك الشخصية المثيرة للجدل والتي يثارعليها لغط كبير!! ، ورغم أن عمل الكاظمي كان أعلاميا توثيقيا ، ألا أنه وبلا شك أكسبه الشيء الكثير والكبيرمن أسرار السياسة وعالمها الغامض وتعلمه من السيد كنعان مكية أبجديات العمل السياسي والأعلامي! ، وذلك لخبرة (كنعان مكية) ولباعه ولتاريخه الطويل في العمل السياسي ، ولشهرته كمعارض للنظام السابق! ، والأهم في ذلك أن موؤسسة الذاكرة العراقية أحتوت على 3 مليون وثيقة تركها النظام السابق!! ، ومن يدري لربما ( كنعان مكية) هو من فتح له أبواب السياسة وبروزه في عالم المخابرات أولا ، وفي عالم السياسة ثانيا ، والذي لربما سيفتح له مستقبلا كل الأبواب فتحا مبينا!!0 فعمل السيد الكاظمي كرئيس لجهاز المخابرات زاد من تراكم خبرته الأمنية والمخابراتية والسياسية معا ، بأعتبار أن من يكون رئيسا لهذا الجهاز يكون كل شيء مفتوح أمامه ككتاب يفرأه متى ما يشاء ، ومن أين يشاء وخاصة بالنسبة للسياسة ودهاليزها والسياسيين وأسرارهم !!0 لقد تصور أعداء الكاظمي وخصومه السياسيين بأن محاولة الأغتيال ( ستقرص أذنه ، بأعتبار أن العيار اللي ميصبش يدوش!!) كما يقول أخواننا المصريين، ولكنه فاجأ الجميع بما فيهم خصومه السياسيين ، بأنه وبعد أن أمتص صدمة محاولة أغتياله ، خرج أمام العالم رابط الجأش فويا غير مبالي بما حدث مبتسما كأنه جبل جليد! ، وأستطاع أن يسلط الأضواء عليه من جديد ولكن من موقع القوة والتحدي هذه المرة وذلك بزيارته لمدينة الصدر! جهارا نهارا ، وهو يتمشى بين الجماهير التي أستقبلته بالحفاوة ، يستمع الى مطالبهم ويأخذ الصور مع هذا وذاك بكل شجاعة وبلا أدنى خوف غير مبالي بما حدث له! ، أنه التحدي الكبيرلخصومه السياسيين ولا تفسير غير ذلك! 0 ومن وجهة نظري الشخصية كمراقب للأحداث ، أرى أن زيارته لمدينة الصدر تحديدا لم تأت من فراغ بل كانت ضربة المعلم لخصومه السياسيين ولكل من أراد به السوء ! ، وحسبها بالسنتمتر والمليم! ، وفعلا كانت حسبة رجل مخابراتي من طراز فريد!! 0 فهذه الزيارة بعثت بأكثر من رسالة ، ليس لخصومه السياسيين فحسب بل الى الدول العربية والأقليمية تحديدا! ، منها أنه جاء ليبارك للتيار الصدري وزعيمه السيد مقتدى نجاحه وتفوق تياره بالأنتخابات وتحديدا بعد تطابق نتائجها مع عملية العد والفرز!!، وأيضا ليعلن للجميع بأنه لم يعد يتيما سياسيا كما يتصور الكثيرين بما فيهم خصومه السياسيين وأعداءه حتى يسهل أكله بل أن لحمه مر أجاج!! ، فاراد أن يؤكد ويثبت بزيارته وبيقين تام أمام العالم أجمع بأنه مع التيار الصدري قلبا وقالبا لا سيما وأنه ومنذ توليه رئاسة الحكومة كان هناك تقارب واضح وتفاهم عميق بينه وبين السيد مقتدى الصدر في الكثير من الأمور!!0 كما انه اراد أن يقول للجميع بان عباءة السيد مقتدى الصدر هي ملاذه وامانه وحصنه الأمين ، وكأن لسان حاله يقول ( أنا مع السيد ومن يقدر لي!!؟) ،

فعباءة السيد أشعرته بالأبوة والحنان والسند وكانت خير ملاذ آمن له ، لذا جاءت زيارته لمدينة الصدر وهي تحمل آيات الشكر والولاء، ولسان حاله يقول للسيد الصدر، أنك ملاذي وأماني وأتباعك وأنصارك هم أهلي وناسي ويدي ممدودة لك لنبني بها العراق سوية ونتصدى لكل من يعادينا ويعادي العراق! 0 أرى ومن وجهة نظري بأن الزيارة أغاظت خصومه السياسيين وأعداءه وكل من يريد به شرا فقد جعلتهم يفكرون بأنهم أمام رجل صعب المراس يعرف كيف يلاعب خصومه ويتلاعب بأعصابهم ويجعلهم يضربون الأخماس بالأسداس ، فمحاولة أغتياله الفاشلة وزيارته لمدينة الصدر أكسبته تعاطفا شعبيا كبيرا 0 لا سيما بعد زيارته لبعض الدوائر والمؤوسسات الحكومية في المدينة ، كما وأن السيد الكاظمي عرف كيف يداعب ويستدرر عواطف وقلوب العراقيين الطيبة البسيطة ، عندما قام بدفع عربة أحدى النساء المسنات على كرسي متحرك!!0 كما أرى ومن وجهة نظري الشخصية أن الكاظمي ، لربما سيحاول من كسب المزيد من التعاطف الجماهيري ، بقيامه بزيارات أخرى مماثلة الى مدينة الشعلة أو الأعطمية ! ، والى بقية مناطق بغداد ولربما لمحافظات الوسط والجنوب! باعتبار هذه المحافظات هي معقل التشرينيين الذين جاءوا به للحكم بعد اسقاط سلفه السيد (عادل عبد المهدي)! ، وزيارته لهم تأني من باب رد الجميل! لا سيما أن أهالي هذه المحافظات ذاقوا الأمريين من أبناء جلدتهن وطائفتهم ومذهبهم حتى قال قائلهم ما قيل في بني العباس وكأن الزمن يكرر نفسه!! ( ليت جور بنوا مروان عاد لنا وليت عدل بنوا العباس في النار)!! 0 أخيرا نقول : لا احد يدري كيف يفكر هذا الرجل؟ وماذا يخبأ لخصومه السياسيين ؟ وماذا سيخبأ للعراق؟0 لننتظر ونرى

أحدث المقالات