22 نوفمبر، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

غلاء المعيشة،، صندوق النقد والشعوب الخانعة

غلاء المعيشة،، صندوق النقد والشعوب الخانعة

الحكام والحكومات في البلدان الضعيفة اداريا والمحكومة بوليسيا والتابعة سياسيا ترضخ لتعليمات بل طلبات لا بل اوامر صندوق النقد الدولي، يبدا الامر بسقطة واحدة، ماهي الا سقطة من قبل حاكم او حكومة مستبدة بوزراء فاشلين او برلمان فاسدين فيخاطبوا البنك الدولي او صندوق النقد من اجل قرض او دعم او تسهيل كان قد نتج عن سرقات الحاكم او عمالته كما في العراق ، او تخبطه واستبداده بحجة التطوير كما في مصر ، او ضعف الموارد وسوء التقنين كما في بلدان فقيرة (بالمناسبة ليس هناك بلدان فقيرة في الاساس فكل بلاد الله وارضه غنية متقاسمة الثروات والمعادن او الطبيعة بشكل متكامل) لكن التآمر الخارجي والعمالة الداخلية تفقرها او تغنيها.
اقول يبدا الحاكم الفاسد واتباعه باللجوء الى حكومة العالم الخفية متمثلة بواجهتها المالية(صندوق النقد) نتيجة احد الاسباب السالفة التي لايد للشعوب فيها ولا سبب للطبيعة، وانما هو يذهب طوعا بعد توريط منهم او اغراء او غباء منه او فساد ، فيبدا صندوق النقد بفرض شروطه الاستعمارية المغلفة ، عندما ياتي موعد السداد او التجديد يبدا خبراء البنك المزعومون بتقديم المشورة والنصح لاخراجك من الازمة الخانقة التي يمر بها بلدك والتي صنعتها بيديك ، وهذه المشورات هي اوامر لامناص من تنفيذها، وتبدا من الايعاز لك برفع الدعم عن السلع الاساسية حيث “لايجوز اقتصاديا دعم سلعة من قبل الدولة في دستورهم” فيبدا غلاء الخبز كما في مصر او غلاء الوقود كما في العراق ، رغم ان مصر تنتج المواد اللازمة والعراق ينتج النفط. فتنهار الطبقة الفقيرة وينشرخ الامن الغذائي للبلد.
ثم الايعاز بخصخصة المؤسسات والشركات العامة المملوكة للدولة والتي قوامها الجماهير فيتم تسريح موظفيها وعمالها والاستغناء عنهم وتحويل ملكيتها لاشخاص فتنهار الطبقة المتوسطة وينشرخ الامن الاجتماعي.
ثم الايعاز بتقليص الوظائف للتخفيف عن كاهل الميزانية العامة التي جعلناهم الان شركاء بها ، وتخفيض سن التقاعد فتخسر الدولة قمة خبراتها وتخسر المؤسسات الحكومية عصارة مراسها مع غياب الاعمار التي قضت عقدين في العمل فسرحت قبل ان تعكس هذه الخبرات على المؤسسات لتطويرها وياتي موظفون جدد لايجدون من يتدربون على يديه فتنهار الطبقة الارستقراطية وينشرخ امن الاجيال ،
وهكذا يسحب صندوق النقد دماء الدول المدينة والمرتبطة معه باتفاقيات عن طريق حاكم احمق او فاسد او وزير مالية فاشل او رئيس وزراء اطرم حتى تتحول دولة غنية كالعراق الى فقيرة وضعيفة الاقتصاد يعاني مواطنوها من غلاء الاسعار وكأنهم من دول الجفاف ، ودولة كبيرة مصدرة مثل مصر الى دولة مستهلكة ومضطربة اقتصاديا بعاني اغلب مواطنوها الفقر المدقع وكانها من جمهوريات الموز.
هل للشعوب دور فيما وصلت اليه دولتهم مع صندوق النقد وحيتانه؟ نعم الشعب هو المسبب الاول وهو الضحية ، فالحكام يخافون من بطش الصندوق ومن وراءه فقد يصل به الامر الى رفع دعم الدول الكبرى عنهم وبذا يصبحون خارج الحكم بطريقة او باخرى ، ولكن الذي يخاف منه صندوق النقد ومدراؤه واصحابه ولايمكن لهم اجباره او تهديده هي الشعوب، فاذا اعتذر الحاكم بثورة شعبه او اهتزاز حكمه الذي يضمن لهم موارده، خفف الصندوق الضغط او ربما تراجع عما ينوي فعله ،فاذا ثار الشعب فسيضيع عليهم كل شيء،
واذا راى الصندوق الشعب ساكتا عما يجري من خطوات تثقل كاهله يستمرئ الامر ويحاجج الحاكم ان “شعبك متقبل لزيادة الاسعار ورفع الدعم وتسريح الموظفين وتخفيض الرواتب وخصخصة المؤسسات” فعلام تماطل ،، إستمر .
وبطرق الاتكاء على غضب الشعب ووعيه، وقبل ذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي والصناعة والزراعة والتطوير والسيادة ، تخلصت دول من قبضته بشكل ما او تماما كما فعل نمور اسيا وفعلت تركيا وماليزيا ومثلهم قليل ، فتلك شعوب حية مخيفة وانتخبت حكاما مخلصين ودهاة.
فصندوق النقد ومن وراءه لايريدون شعوبا غنية ومترفة خصوصا من ليس في فلكهم او بقوتهم ، والعامل الوحيد الذي يجعله يستمر بالافقار والاستغلال وشفط الثروات والدماء ، هي الشعوب الخانعة التي لاتثور.
ولا عزاء للفاسدين ولا الخانعين.
نسخة منه للناشطين المدنيين و الى سياسيينا الطامحين

أحدث المقالات