تطرح الرؤية الدبلوماسية المستوحاة من “غزو الكويت” إحتمالية تكرارها مع “الأُردن”. بحيث يصبح “فيلق القدس” الإيراني المتخفي بزي وتجهيزات والعلم العراقي على حدود الأُردن. في حال كسب المعركة ضد الثوار في الأنبار التي تربط بغداد بدمشق وعمان. وتضيف الرؤية أن لقاءات العاهل الأُردني الأخيرة ببعض الزعماء العرب والأجانب وكبار المسؤولين الأمنيين هو لبحث خطورة هذا الموضوع. المستنبطة من أن التوجيهات الإيرانية صدرت للمالكي باجتياح الأنبار بأي ثمن إثر تراجعه عن ذلك جراء الخسائر التي مني بها جيشه، والتموضع عند حدودها العراقية مع سورية والأُردن والبدء بتهديد أمن المملكتان- السعودية والأُردنية-.
الأنبار وحدها بقيت عقبة على طهران والمالكي. ولأن المالكي يحاول بتدميرها إمتلاك شروطاً أفضل تؤهله لدور إقليمي والأنبار مغرية لأي حاكم عراقي يتطلع لهذا الدور فقد أصبحت إزالته شرطاً لضمان أمن الأُردن والمنطقة الذي هو أمن النفط بالبعد الإستراتيجي.
يضاف إلى ذلك أن “الربيع العربي” والحرب السورية أنتج مخاوف جدية وأثار طموحات مزيفة، فكان لابد من إنهاء نظام المالكي الحالي. وقد ذهب المالكي إلى نهايته برجليه. يحلم باحتلال الأُردن ثم السعودية بعد تدمير الأنبار بالغازات الكيميائية (غوطة جديدة). وكان قادراً على الحصول على ما يريد دون حرب ودون ثمن. فيما لو تخلى عن طائفيته ووحشيته. ولكنه إختار المجازفة الجغرافية. لم يدرك أحد أهمية خطوة المالكي والفرصة النادرة لاصطياده غير “العاهل الأُردني” ذهب بعيداً في الإثارة والتحريض وقراءة الواقع. نجح الملك في جعل موضوع إحتلال الأُردن بعد الأنبار خطراً يتهدد أمن النفط- وهو كذلك- وفي تحريض واشنطن على التدخل. لم يسبق لرجل واحد وفي منزلة الملك الأُردني أن حقق مثل هذا. الحرب تحتاج لقرارات خطيرة دولية وإقليمية، وسينجح الملك بسرعته وعلاقاته وأهمية اللحظة وإدراك الرئيس أوباما خطورة مايحدث الدفع باتجاه قرار دولي- إقليمي لاستعادة الأنبار من يد المالكي وفيلق القدس الإيراني.
سيكون لحرب الأنبار نتائج بالغة الأهمية. فقد كشفت هزال أنظمة المنطقة وحاجتها للحماية. وبقدر ما أراحت الحرب الجميع وتحجيم المالكي وإعادته بظروفه الإيرانية والسورية إلى حدوده مهزوماً فقد أقلقتهم لأن قرار الحرب وإنقاذ الأنبار بقوات عربية تشرف عليها الولايات المتحدة وضع هؤلاء جانباً في لعبة المنطقة والنفط. ستمهد هزيمة المالكي للحرب فيما بعد. وحين تنزل القوات العربية بإشراف أُممي- أميركي أرض سورية ثم العراق سيكون الشعب العراقي متعباً، والقوات العراقية مرهقة بالمغامرات، ودول المنطقة قلقة من واقع الإنهيار.
بعد إنهيار نظامي الأسد والمالكي ستبدء لعبة الحرب الأهلية المعلنة. تماماً كما حدث من قبل في لبنان مع إختلاف الأسباب وقد تتمدد. سيصبح العالم العربي مشغولاً بواقعين عظيمي الخطر والتداعيات في كل من سورية والعراق وسيلحق بهما الأُردن أو ستسبقه تركيا، وكلاهما يستدرج النفط للتدخل دفاعاً عن النفس وفي الوقت ذاته فإنه يخلق شروط وظروف التحكم بمستقبل أنظمته ووحده الجغرافية الكبرى، أي السعودية.