2 نوفمبر، 2024 8:18 م
Search
Close this search box.

غزوة  أتحاد الادباء

غزوة  أتحاد الادباء

الاعتداء على اتحاد الادباء الكائن في مركز بغداد له دلالات كبيرة اهمها سطوة المليشيات المتعددة الولائات على الشارع العراقي , اليوم لن نناقش أثر هذا التعدي على رمز الثقافة العراقية بل سنتحدث عن الخطوات  الامنية التي سبق ان اتخذها السيد حيدر العبادي ومنها ان تكون بغداد منطقة منزوعة السلاح هذا اولا , وثانيا لقد رفعت الحواجز الامنية من بعض المناطق وتم تعويضها بجهد استخباري وامني .

حدثت ” الغزوة ” في وسط بغداد لم تكن بأطراف بغداد ولم تحدث في  المناطق الساخنة , والمهاجمين ” العتاة ” عددهم (50) مقاتل , ليس واحدا او اثنين , كم سيارة نقلتهم وماكمية السلاح الذين كانوا يحملونه , الم يمروا بنقاط سيطرة الم يلاحظهم احد من القوات الامنية او من الاستخبارات ؟ والا كيف وصلوا هل هبطوا من السماء ؟

غياب  وضعف الدولة ومؤسساتها  الامنية يساعد على الفوضى والفساد ويؤدي الى خلق منظمات متطرفة تسعى الى الانتقام وأراقة الدماء .مايحدث اليوم في الصومال والعراق وليبيا  دليل قاطع على ذلك, وكادت مصر ان تضيع لولا تماسك قوى الجيش والقوات الامنية , لذلك من يريد ان يقضي على هذه القوى المتطرفة التي اتخذت اشكال عديدة ومسميات مختلفة عليه ان يعمل على بناء الدولة بمؤسساتها المختلفة و من يعمل على اضعاف الدولة فهو يساهم بشكل او بأخر على بقاء الدمار والتمزق في المجتمع .
حتى المليشيات التي تدعي اليوم الوقوف مع الحكومة سيأتي يوماً تقف ضدها لان مصالحها ستتعارض مع الدولة القوية المتوقع بنائها مستقبلا لان امتياز هذه المليشيات بقوتها وتفوقها على القوات الامنية التابعة للدولة وحين يختفي هذا الامتياز فلن يكون لها نفع وهذا يتعارض مع ماتريد تحقيقه .
لايحق للقوى التي هي خارج مؤسسات الدولة ان تستقوي على الدولة حتى ولو كانت الدولة ضعيفة فهذا يعني ضياع هيبة الدولة بل يجب العمل على ارساء مفهوم الدولة ,  اسباب بقاء داعش لغاية اللحظةلان  كل الاطراف السياسية والمليشياوية تعمل على اضعاف الدولة , فهناك من يتهمها بالطائفية والفساد وقلة الخبرة وهنالك من يتعالى على الحكومة وهناك ايضا من يعتقد انه متفضل على الدولة لانه تحالف مع هذه القوى او تلك .

لن نخشى على الاتحاد ولا على رواده ولكننا نخشى من دخول عناصر تهدد امن بغداد وتحدث الفوضى فيها في ليلة سوداء كما فعلوا في مبنى الاتحاد , اين الحيطة والحذر ؟  الجميع يتحدث عن خلايا نائمة لداعش في بغداد , كيف ستفرق  الناس بين  العدو والصديق  , هل الامر صعب على داعش ؟ السيارات متوفرة والهويات المزورة هي الاخرى متوفرة وضعفاء النفوس بأزدياد ؟ هل تعلمون كيف احتل داعش الموصل وصلاح الدين والانبار ؟ احتلها بأشاعة الرعب والخوف , تفجير هنا وتفجير هناك واقتحام هنا واقتحام هناك , لم تحدث معارك حقيقية دخلوها غيله , واحتلوا المحافظات بالخديعة والمؤامرة .

الا تعتقدون ان ماحدث في اتحاد الادباء هو جس  نبض  لمعرفة حجم  القوات الامنية والجهد الاستخباري وكيف سيكون الرد على هكذا فعل ؟
الموضوع اكبر من اعتداء على مبنى  , الموضوع متعلق بأمن بغداد ,  ان هؤلاء لايحترمون سلطة ولاقانون  وبات الامر معروف للجميع ان القوات الامنية تخشى المليشيات ولاتتعرض لهم , فهل ستصبح هذه المليشيات فوق القانون  .

أحدث المقالات

أحدث المقالات