23 ديسمبر، 2024 5:41 ص

غزة لا تحارب بل تقاوم

غزة لا تحارب بل تقاوم

الحرب تكون بين دولتين او قوتين لكل منهما ما يميزه بانه قوة من حيث الارض والجيش والاقتصاد والطبيعة الجغرافية للارض ومؤسسات الدولة والاعتراف الدولي ، وبخلاف ذلك فان اي تصادم عسكري لا يعتبر حرب بل مقاومة او دفاع او ارهاب .

غزة التي هي ليست دولة ولا حكومة ولا تتمتع بابسط امتيازات الدولة انها قطعة ارض مساحتها كالنملة والفيل حيث نسبة مساحتها من فلسطين تقريبا 1,33% وهذا يعني كذلك بالنسبة لسكانها، هذه النسبة من الارض والسكان وبالتالي يفوز هنية وحماس بالانتخابات السابقة يعني ان لهم انصار في الضفة الغربية التي هي بمساحة 21% من فلسطين اي مساحة غزة لا شيء امامها الا انها امتلكت قلوب وعقول سكان الضفة

لنتحدث عن الاحداث الاخيرة للمواجهة الصاروخية بين غزة وكيان الاحتلال ، قبل الحديث احب ان اذكر انني اتحدث عن قضية وليس عن ما صدر سابقا من مواقف باتجاه العرب من حماس ، نعم عثرت المقاومة والجيش السوري في الاراضي السورية على معدات حماسية استخدمها الارهابيون ضد الشعب السوري وضد حزب الله بل وهويات تابعة لهم ومن بين المعدات حفارة انفاق زودتهم اي لحماس من ايران، وكذلك موقفهم من طاغية العراق وحتى الشيعة بشكل خاص ، المهم ان حماس الان اعتقد اتضحت لها الصورة ، نعود للحدث ، هذه المواجهة ليست حربا نعم ليست حربا بل مقاومة منظمة عن حقوق مغتصبة ومقدسات حاول العدو تدنيسها ،كيف حصلوا على السلاح الصاروخي ؟ نعم لايران دور في ذلك ولجهود ابطال حماس في استخدام مخلفات الحرب الصهيونية عليهم وانقاض في البحر ادت الى هذا الكم الهائل المتطور من الصواريخ ، هذه المقاومة بلا ادنى شك كسرت حاجز الخوف واكذوبة قوة العدو ومهزلة القبة البلاستيكية ، لا نتحدث عن استنباط بل عن وقائع جرت على الارض ، تطورت المقاومة من الحجارة الى السكين والدهس والبالونات المتفجرة لتاخذ طريق خطير على الكيان الصهيوني.

المتباكون على احوال شعب غزة هم اناس بلا كرامة لانهم يريدون العيش بذلة واغتصاب حقوقهم ، وهذه الاحداث افرزت حقائق وكشفت اوراق وعززت الثقة بالنفس ، وانا كمواطن عربي اسال كيف استطاعت هذه المدينة الصغيرة من اذلال الكيان المحتل بينما دول عربية في ثلاثة حروب خسرت مع الكيان الصهيوني وهذا يؤكد عمالة بعض حكام العرب وانهم بلا شعور واحساس عقائدي مثلما تحمله المقاومة ، هذه الدول العربية التي تمتلك امكانات عسكرية وجغرافية وبشرية ومادية وخسرت مع الكيان المحتل لتاتي غرة بما لا تملك الا صاروخ وعقيدة لتنتصر على العدو لتثبت تخاذل ابطال الجامعة العربية.

الكيان الصهيوني الذي يحتل سطح ارض فلسطين بينما تحت الارض على كل مساحة فلسطين هي تحت قيادة المقاومة ولا يستبعد الكيان الصهيوني ان يكون معمل الصواريخ تحت مفاعل ديمونة ، ومعسكر التدريب تحت مطار بن غوريون ، ومقر قيادة حماس تحت الكنيست ، والحي السكني للمقاومين تحت تل ابيب ، وقد اعترف نتن ياهو برعبه من حماس عندما قال انها مدينة تحت الارض وانا اصحح له المعلومة انها دولة تحت الارض .

واما لماذا لم يتجرا المحتل المختل بهجوم بري على غزة كما كان يفعل سابقا ؟ فهذا بسبب قاسم سليماني رحمه الله الذي استطاع ان يتوسط للمقاومة مع بشار الاسد ليزودهم بصواريخ كورنيت الحرارية المقاومة للدبابات وناقلات الاشخاص فعلمت حكومة الاحتلال بما سيجري عليهم لو تجراوا وارتكبوا حماقة الهجوم البري .

واخيرا بداوا بالتوسل بالحكام الماسوف على حكمهم لغرض التوسط لدى حماس وايقاف المقاومة بدون شروط بل ان بايدن اصابه ايضا الرعب واتصل في يوم واحد سبع مرات باحد حكام المنطقة لحفظ ماء وجه الاحتلال .

في الدروس الجهادية لابطال حزب الله اول مبدا يتم ترسيخه في عقول الابطال ان العدو الصهيوني فقاعة واياكم ان تتاثروا بانهم اكبر قوة عسكرية وعندما يؤمنون بذلك تجدهم يسطرون الانتصارات وهذا ما حققته المقاومة اللبنانية في 2000 و2006.

هنالك اصوات نشاز لبعض من يدعي انه محلل او مفكر او باحث بشان المنطقة لكي يهمش او يستصغر بطولة مقاومة غزة والعزف على وتر الفقر والقتل والمجاعة ولا يعلم انها احد ادوات دفع زخم البطولة ورفد عقيدة المقاومة لغرض طرد العدو من اراضيهم ، انتم قرقوزات تتحدثون وفق املاءات من اسيادكم

غزة قلبت كل التوقعات وبعثرت اوراق المطبعين .