في احدى فقرات او البنود الواحد وعشرين من هذه الخطة , لم يقل نتنياهو بأنه سيفتح طريقاً آمناً لحماس لمغادرة غزة , بعد افراجها عن الرهائن الأسرائيليين وتسليم اسلحتها , لكنه صرّح بأنه سيدرس فتح طريقٍ آمنٍ لمغادرة حماس .! والطريق غير آمنٍ اصلاً ومحفوف بالمخاطر والألغام السياسية والأمنية وحتى الإعلامية , كما انه طريقٌ مجهول الطول والعرض ” وربما ضيّق للغاية .! , فبإفترضٍ مجازيٍ اذا ما وافقت حماس على هذه ” المغادرة ” , فستتذرّع اسرائيل بوجود اعدادٍ اخرى من المقاتلين الغزّاويين داخل شبكة الأنفاق الملتوية , كما ستطالب بتسليم ما قد يعني < مفاتيح > شبكة الأنفاق مجازاً ايضاً , وبذات الإفتراض في حالة تسليم بعض مقاتلي حماس اسلحتهم ” بعد الأفراج عن الرهائن ” فسوف تقتادهم اسرائيل وتسوقهم قسرا للدخول الى داخل الانفاق وتقاطعاتها بمعية الجيش الاسرائيلي , وسترغمهم على الإدلاء بالأمكنة والمنافذ حتى التي لا يعرفوها في دواخل هذه الشبكة المتشابكة مع بعضها , وهل سيترك الأسرائيليون هؤلاء الذين نفذوا عملية 7 اكتوبر , هل ستتركهم دون تمزيق اجسادهم ارباً إرباً , وفق المنطق والعقيدة الصهيونية الشريرة المعروفة عبر مراحل التأريخ
ثُمَّ , وفي فقرةٍ اخرى من هذه الخطة ” التي لم يجر التخطيط لها بمهارة وبعجالةٍ لافتة .! فتنص على انسحابٍ ” تدريجي ” للجبش الأسرائيلي من غزة , ودونما تحديد سقفه الزمني وكم سيستغرق ” وقد اطلق عليه تنياهو في خطابه يوم امس أمام ترامب بالأنسحاب المتواضع .! , على الرغم من انّ الأنسحاب ” اذا كان جاداً ” لا يتطلّب اكثر من يومين – ثلاثة أيام على اقصى تقدير , فتموضع وانتشار القوات الأسرائيلية في غزة ” ليس كما جيش مقابل جيش ” ولا حفر خنادق ومتاريس ومواضع , وانما يعتمد على تحريك الآليات العسكرية واعادة انتشارها وتموضعها .! , وكأنّ هذه الفقرة تقولُ بصمتٍ مُدَوٍّ أنْ لا انسحاب فعلي سوى استدارة بعض المجنزرات والمصفحات أمام عدسات الكاميرا .!
إذ اقتصرنا هنا التعليق المختزل على فقرتين فقط من مجموع الفقرات ال 21 لخطة ترامب لإيقاف الحرب , فالفقرات الأخريات قد لا تستحق التعليق بسردٍ اوسع, ومعظمها بذات مسارات هاتين النقطتين الأخيرتين , والإنحياز المطلق الى جانب تل ابيب فكأنّه من العطور السياسية اللائي تزكم انوف العدالة والمنطق .
ايضاً هنالك شكوكٌ جمّة بموافقة حركة حماس على بنود هذه الخطة بقضّها وقضيضها وتفاصيلها , وبما يقضّ المواجع , ويقلّب المواجع , وانّ الإفتراض بإطلاق حماس لكافة المحتجزين الأسرائيليين لديها , دونما تحقيق شروط وقف عمليات القتل الجمعي ووقف عمليات تفجير المنشآت والأبراج السكنية , وبما يسبق ذلك من انسحاب اسرائيلي متكامل من كل مدن واراضي قطاع غزة , فذلك يعني انّ حركة حماس ستفقد كلّ ما لديها وكُلّ ما ترتديه بلا مقابل وبلا ثمن , وقد تضطرّ حماس اضطراراً الى اجراءٍ آخرٍ مغاير ومفاجئ , لا نودّ تسميته حرفياً , خشيةً وتحسّباً من حذف نشر المقال وايقاف حسابنا في facebook وعموم السوشيال ميديا , وبمقدور القرّاء استنتاج ذلك ومعرفته .!