كان قدر العراق ان يحكمه على مدى قرون وعصور حكام وحكومات مارسوا شتى انواع الظلم والجور والتعذيب والتنكيل بحق هذا الشعب وكان حصه الشيعه والكرد حصه الاسد في هذه المظلوميه والقتل والتنكيل فلذلك نجد ان اغلب بيوتات العراقيين فيها اما شهيدا او سجينا او فارا او معاقا وهذا كان قدر العراقيين على مدى هذه العصور والازمنه’حيث الحروب والمعارك سواء مع دول الجوار او حروب ومعارك داخليه حيث تعرض خيره الشباب العراقي الى القتل ولا سيما في عهد حزب البعث البائد حيث ما ان يكاد يخرج العراق من حرب الا ويدخله هذا الحزب ومن يتسلط عليه في حرب ثانيه والتي احرقت الاخضر واليابس واخذت مئات الالاف من شبابنا وتركت الاف المعاقين والاف من الارامل وبطبيعه الحال هذه المعارك تترك اثارا سيئه على المجتمع العراقي ولحد هذا اليوم يدفع العراق والعراقيبن ثمن استهتار وتهور الحكومات السابقه .
في ليله الاثنين 5 /6 من شهر مايس ( ايار) من عام 1996 وعند رجوعي من احدى العمليات والمهام في العاصمه بغداد وبعد اكمال المهمة وفي ليلة رجوعي الى السليمانيه القي القبض علي من قبل كمين عسكري تابع الى استخبارات الفرقه 34 ( والذي كان مقره اطراف خانقين ) وكان معي الدليل ويدعى احمد من اهالي كلاروالذي تبين و اكتشفت اثناء التحقيق انه يعمل وكيلا لامن خانقين ومرتبطا بشخص يدعى نقيب عطيه من امن خانقين بغد التعذيب والمعاناة لايام وبعد ذلك تم نقلي الى استخبارات الفيلق الثاني حيث بقيت هناك بضعه ايام وخلال هذه المرحلتين اي استخبارات فرقه 34 واستخبارات الفيلق الثاني تعرضت فيها لانواع مختلفه من التعذيب الجسدي والنفسي ، بعد ذلك تم نقلي الى منظومه مخابرات الشرقيه في بعقوبه بقيت يومين عندها تم نقلي الى حاكميه المخابرات( دائرة التحقيق والتحري) في بغداد ومنها بدات معاناتي مع هذا القسم او الشعبه والتي كانت مختصه بالتحقيقات لكن اراده الله سبحانه وتعالى والتمسك بنهج ال البيت عليهم السلام كان لهم اثرا كبيرا في خروجي من ذلك المكان المرعب بعد رحله طويله وسلسله من التحقيقات وصعودي مرتين الى محكمه الامن الخاص ( محكمة الثورة سابقاً ) في مديريه الامن العامه حيث لم يتم محاكمتي في دائره المخابرات علما ان الحاكميه كانت لديها محكمه خاصه لكن قضيتي صحيح كانت على المخابرات لكن المحكمه كانت في مديريه الامن العامه في البلديات محكمه محكمه الامن الخاص اللي كانت سابقا تعرف بمحكمه الثوره وفي ذلك الوقت كان يتراسها المدعو عجيل العجيلي الله سبحانه وتعالى منقذي مما كنت فيه .
بتاريخ 6/6 وهو نفس اليوم التي تم اخذ بصماتنا تم نقل الكثير منا الى ابو غريب للخاصه التابعه لابو غريب اهم شيء او احقر اسلوب انه يتم التعامل مع السجين او المعتقل على اساس رقم وليس على اساس اسم حيث كنت احمل الرقم {750 } فقد وجدته في الحاكميه امور كثيره فقد رايت ابطالاً يتحدون الجلاوزة والمحققين بانه لو انهم لو استطاعوا ان ينتزعوا كلمه (( اه ))من افواههم فانهم سوف يعترفون لهم بكل شيء لكنه هذه (( الاه )) لم ولن تخرج بل خرجت ارواحهم المقدسه وارتفعت الى بارئهم ولم تخرج اه من افواههم بالمقابل وجدت احقر المخلوقات سجين وفي المعتقل يتجسس على اخوته ، كذلك وجدت سجانين لم يكونوا بشرا بل كانوا ممسوخين ذئاب بشرية تتلذذ في نهش اجساد السجناء والكثيرين منهم كانوا يصومون يصلون يقرأون القران فحقا هم خوارج العصر لان الشهر الاول من عام 1997 صادف شهر رمضان حيث كان السجان في النهار صائما وعلى الرغم من ذلك فهو يتلدذ بتعذيب السجناء وفي الليل يقرؤون القران حقا انهم خوارج العصر في الحاكميه وسجن الخاصة التابع لابو غريب لدي قصص ومواقف لاشخاص لن انساه ابدا فقد شاركت المرحوم الدكتور ابراهيم البصري نفس الغرفه في السجن الخاصه لابو غريب حيث كنا موجودين في غرفه رقم اثنين وهذا الرجل واقعا لديه مواقف مع السجناء ومعي خصوصا وحقيقه يستحق ان نذكر اسمه بكل فخر واعتزاز وشموخ ايضا صادفت الشبكات ضخمه منهم السراق والعصابات ومنهم من المجاهدين سواء كانوا تابعين لبدر او من كان شبكه كبيره كانت تعمل للسفاره الايرانيه ايضا شبكه كبيره وصلت الى السرب الخاص للمخلوع صدام حسين حيث كان معي شخص يدعى رائد سعد الدليمي واخيه النقيب محمد رائد سعد كان بالقوه الجويه ونقيب محمد الشقيقه كان في الاستخبارات العسكريه كانوا من ضمن الشبكه اللي كانت تعمل مع المؤتمر الوطني العراقي الموحد ايضا ايضا كان معي شبكه كانت تعمل للسفاره الايرانيه والشبكه كان يتراسها شخص اسمه السعدي ابو علي وايضا كان معي شخص اخر من اهالي الكوفه لا اذكر اسمه كانت تهمته العمل مع الموساد الاسرائيلي والكثير من القضايا والشبكات لانه في تلك السنه تحديدا في عام 96 كل القضايا قد تم تحويلها الى المخابرات فيبقى الموقوف فتره يتم التحقق من خلفيته السياسيه والامنيه فاذا لم تكن عليه اي مؤشر امني عندها يتم نقله الى الجهه فمثلا كان موجود معنا اشخاص بتهمه قضيه الاثاراو تزوير دفتر خدمه او التعامل بالدولار وغيرها من هذه القضايا فمن لم تثبت عليه اي قضيه امنيه او سياسيه عندها يتم نقلهم الى جهات ذات الاختصاص وخلال تواجدي في الحاكميه تم التحقيق معي اكثر من مره بعدها تم عرضي الى المحكمه محكمه الامن الخاص في مديريه الامن العامه في البلديات والذي كان يتراسل العجيل العجيلي وفي المره الثانيه تم اصدار الحكم ببراءتي من التهمه الموجهه اليه حيث كانت الاحاله وفق ( الماده 156أ ) وهي ماده يكون حكمها الاعدام بدون نقاش لكنه الله سبحانه وتعالى كان سندي وهو من سخر لي اسباب ان اصل الى هذه المنزله وان اخرج دون ان تثبت علي اي تهمه لان ما خدم قضيتي هو انني اثناء تحركي حتى في كردستان كنت دائما اتحرك باسم مستعار ولا زلت احتفظ ببعض المستمسكات والاسماء التي كنت اتحرك بها سابقا والشيء الثاني انه كنت وحيدا في القضيه يعني من السهل تغيير الافادات نعم تتعرض الى التعذيب بل الى شتى انواع التعذيب والتهديد لكنه عندما لا يثبت عليك شيء وليس هنالك دليلا ماديا ملموسا بتورطك بنشاط سياسي عندها يتم اطلاق سراحك فخلال فتره عملي في المعارضه كنت حسبت حساب اليوم الذي سيلقى القبض عليه يعني كان في حساباتي انه قد يتم القاء القبض عليه ولهذا كنت في حركاتي وتحركاتي في الكردستان والذي اسكنه منذ الانتفاضه يعني منذ عام بدايه 92 فكان تحركي باسم مستعار وليس لدي اي نشاط ظاهري حيث عندما تم طلب معلومات فالمعلومات كانت تقول انه هو استاذ في الجامعه وليس هنالك اي مؤشرات امنيه عليه وايضا عند القاء القبض عليه لم يجدوا عندي اي شيء سواء كانت اسلحه خرائط او اي ادله جرميه والاهم من هذا انه في تلك الفتره الحكومه العراقيه كانت قد قطعت الطريق الرسمي بين كردستان وبقيه مناطق العراق فكان للناس يترددون عن طريق ما يعرف بالطريق الغير رسمي (القجق) فهذه الامور ايضا كانت من صالحي وقد خدمتني كثيرا وبالتالي كانت النتيجه خروجي من الحاكميه بعد رحله طويله استغرقت ثمانيه اشهر و 27 يوما ولحد هذا اليوم ما زلت اعاني من اثار التعذيب والاثار النفسيه لما عانيته وشاهدته في الحاكميه كاي عراقي شريف رفض ان يكون اداه وبيدق وخادما وجاسوسا له صدام وزمرته فكان لزاما علينا ان نسير على نهج الامام الحسين سلام الله عليه وهو هذا الطريق الذي يكون فيه النجاه والفلاح.