22 ديسمبر، 2024 11:19 م

غربة المواطن واغتراب المسؤول

غربة المواطن واغتراب المسؤول

طبيعة اي تنظيم سياسي مهما كان حجمه يكون مشتقا من واقع المجتمع الذي ينبثق منه، اي ان التنظيم جزء من المجتمع ولا بد للجزء ان يسير فيما تقتضيه مصلحة ذلك المجتمع بحيث يصبح التنظيم خياليا طوباويا اذ لم يحاكي في مفرداته مشاكل مجتمعه، من هنا نجحت اكثر المذاهب الواقعية (اذا ماروعيت الاسس الصحيحة في كل شي) والعراق حاله في ذلك حال بقية دول العالم ولا بد له ان يسير على خطوات هذا المنهج، اذا كانت التنظيمات الموجودة فيه سياسية حقا، اي تعود في تكوينها الى الاسس العامة التي تحكم او تتحكم فيها الاعراف السياسية.
ان فكرة الانتخابات قائمة على اساس تمثيل مجموعة من الناس لشخص او جماعة تعبر عن طموحاتهم  يكون صوتهم في تشريع القوانين وتنفيذها ومن هنا كانت التعددية، تعدد التنظيمات بتعدد اطياف الشعب، لان لكل فئة من الناس مطالب، وهذه المطالب هي التي تحدد نجاح سير الحكومة فكلما كانت استجابة الحكومة اسرع وخدماتها اوفر اعتبرت حكومة ناجحة والعكس صحيح، وهذه العلاقة الطردية تكاد تكون المقياس الاول لنجاح الحكومات في العالم بأسره, وما الماساة الكبيرة التي يمر بها المجتمع العراقي، بجميع اشكاله واطيافه وتنوعاته، ما هي الا غربة المواطن واغتراب المسؤول، فبينما يعاني المواطن من انعدام ابسط حقوقه في الحياة نرى المسؤول مرفها ومغتنا يعمل على زيادة رصيده المالي والطموح الجامح في زيادة املاكه وعقاراته، وليس هذا هو الاهم لان هناك ماهو ادهى من ذلك فهناك من يؤسس لتقنين هذا الاغتراب وجعله مادة دستورية، فلقد صرح احد اعضاء مجلس النواب المبجلين في احد الجلسات من على شاشة قناة المسار الفضائية في 24/7/2012 ممن ينادي بعدم احقية مطالبة اعضاء البرلمان باحتياجات محافظاتهم، مدعيا بذلك انهم يمثلون كل العراق وليس محافظة واحدة، ولو ان جواب رئيس مجلس النواب كان ملجما له حيث قال (هذا امر مشروع لان اهل مكة ادرى بشعابها) ولكن هذا لايكفي ولانريد من البرلمان محاسبة مثل هكذا اصوات لانه بالتاكيد عاجز, لكن الحل يكمن في استيعاب الناس لاهمية صوتهم الذي اوصل هؤلاء الى مقاعد البرلمان، وعن وعيهم في الغاء كافة المؤثرات التي تعمل جاهدة على تسيير الاصوات لتصب في معينهم…
اكاد اجزم ان كثير من البرلمانيين اوصلته الفتوى لهذا المقعد من قبيل (غير مبرء للذمة انتخاب غير فلان) وقد حصل ذلك فعلا، او اوصلته النزاعات الطائفية الدخيلة او مصالح اقليمية ودولية، فأين هذا العضو من معاناة الشعب؟ هب انه خدمه الحظ للوصول لهذا المكان، فهل يحجب الغربال قرص الشمس؟!  معاناة الشعب لا يتغافل عنها الجاهل او الكافر فكيف بمن يتخذ الدين عنوانا!!!!.
 اننا لانعترض على كيفية الوصول لكن من الاخلاق العربية الاسلامية مشاركة الناس في مشاكلهم حيث ان الرسول الكريم قال ((من لم يهتم بامور المسلمين فليس منهم ))…
[email protected]