ورد في الاثر ان المال في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة فاذا أضيف ان الواسطة والمحسوبية اذا لم تملكها قد تصبح غريبا في وطنك !
لطالما كتبت عن حب الوطن ويجب علينا ان نربي اولادنا على حبه والتفاني بالتضحية من اجله فهو حبيبنا الغالي لكن هذا الحبيب لم يتساوى فيه اولاده المحبين له ليس لانه لايحبهم ولكن القائمين على ادارته من الطبقة السياسية التي اصبحت نقمة علينا وليس عونا لنا ! اذااننا منذ ٢٠٠٣ مع التغيرات التي شهدها المشهد السياسي العراقي وظهور الطبقة السياسية المتنفذة من امور البلد حتى صنعوا من انفسهم طبقة اعلى من باقي طبقات ومكونات المجتمع مهما وصل اليه الاخرين من علم وشهادات ومستوى عالي من الثقافات والمعارف فبتنا امام طبقة مختارة تكاد تكون ( طبقة الله المختارة ) لهم امتيازات لايحلم بها مجرد حلم المواطن العادي لانه ببساطة ليس من الطبقة المختارة او من ذويهم فأصبحت وزارة الخارجية حكرا عليهم وعلى اولادهم واقاربهم من الدرجة الاولى والثانية ولااستثني اي سياسي منهم ليس لديهم على الاقل اثنين او اكثر من منتسبي وزارة الخارجية وهذا التميز ليس فقط في التعين في وزارة الخارجية انما في جميع الوظائف وحتى المراجعات الحكومية فالمواطن العادي يعاني مايعاني من الروتين الحكومي ورتابته في جميع الوزارات والدوائر في حين الطبقة المختارة ومن يتشدق بهم هو في حل من كل هذه الاعباء المقيتة القاتلة ! والسؤال الذي يتبادر الى الذهن الم يكفل لنا دستورنا العدالة والجميع سواسية ام ان هذه العدالة تشمل فقط الطبقة المختارة ولم يشملنا الدستور بها لاننا لسنا من هذه الطبقة او ذويها وبات هذا التميز يطاردك حتى عندما تهاجر وتريد ان تؤسس لحياة جديدة بعيدة عن هذه الطبقية المقيتة تصحو على صوت يقول لك انت لست ابن هذا البلد الاولوية لاابن البلد حتى لو كنت في بلد عربي ومسلم وليس اجنبي ليجبروك ان تعود لتسأل نفسك هل كانت لي الاولويات في بلدي ؟ ام انني اين ماذهبت غريب ! وتبقى الغربة والامها تطاردنا وكلما اخذتنا الالام الغربة في وطننا علينا ان نرجع للمقولة التي تقول بلادي وان جارت عليه عزيزة وتبقى ياعراق ابو الاوطان مهما عانى اولادك من غربتك التي فرضت عليك وعليهم ..