البغداديون عادة ،، في أحاديثهم ،، يتداولون امثالا عميقة جدا ، ومؤداها ابلغ عندما تصيب الحقيقة في مقتل ، ومثلنا اليوم ينطبق على من لا يرى نفسه ولا يدخل في أعماقها ، أو من لايريد أن يتطابق معها ، فوجه الغراب اسودا ، وليس للغراب قدرة على مشاهدة وجهه ولا يعرف شيئا عن المرأة ، فهو يستطيع أن يشاهد وجه غريمه الغراب الآخر ، فعندما يشتد الخلاف بينهما يعيير أحدهم الآخر بسواد الوجه ، ويذكرني حوار ممثلي الكتل والأحزاب على الفضائيات دوما بهذا المثل ، فيقول احدهم إلى الآخر انت فاسد ، ويرد عليه الآخر انت حرامي ، والأول يحضر الدليل والثاني يتلعثم كالذليل ، ومقدم البرنامج يشعل الفتيل ويستمر الصياح ويحتد النقاش وتعلوا اصداء التقاذف والتمثيل ، وينسى الجميع أنهم في خانة واحدة ، وأنهم وراء كل شاردة وواردة ، وان وجوه الجميع كالحة مسودة ، لا ينظرون إلى المرأة لأنها عندهم كاذبة ، ويظل الجميع يتهم الآخر بسواد الوجه وينسى الكل أنه وجهه هو الاخر يعلوه السواد ، وسيظل الكل يقول للآخر كالغربان وجهك اسود …..