23 ديسمبر، 2024 9:02 ص

غرابة العقول واستغراب الردود في الموروثات الإسلامية

غرابة العقول واستغراب الردود في الموروثات الإسلامية

ينتقدني من لا يملك عقلا راجحا لأني أكتب وأبحث عن الأدلة العقلية التي تتناسب مع الحدث حتى وإن كان لكاتب هذا الحدث الف عالم ومليون باحث لأني أعتقد أن من يبحث عن الكذب لا بد أن يجده في كتب التاريخ ، والمعروف أن التاريخ يكتبه المنتصر وعليه لي قناعة شخصية هي أن أغلب سطور التاريخ هي كذبة وفي أحسن الأحوال هي تضخيم لحالة بسيطة أو تبسيط لحالة ضخمة وبالمحصلة النهائية فالكذب هو الوشاح الذي يلف كل التاريخ شاء أحدنا أم رفض.

كتب اغلب كُتاب موقع كتابات مقالات طويلة وعريضة وكل يوم يتحفونا بالسقيفة وكل شهر بل كل ساعة يكتبون عن فضائل الإمام وأولاده ومعركة الطف وما إلى ذلك وكل يوم يلعنون الخليفة معاوية ونحن لا نعرف بالضبط سر العداء بين الإمام والخليفة معاوية ولكن بالتأكيد أن كل أهل السنة مع الإمام إن كان علينا أن نقارن منهما أفضل من الآخر وهذه من المسلمات التي لا يشاطرنا عليها أحد ويدعي غير ذلك لأننا لا نعرف العمل بنظام التقية ولن نتعامل بالتقية حتى لو كانت سكاكين العالم كلها تحز رقابنا لأننا نعتقد إن الساكت عن الحق شيطانا أخرس وفكرة التقية هي نفاق اجتماعي لا نتعامل به لأننا نعتقد أن القوة في ابداء الرأي وليس الهروب بطريقة (القول المبطن ) .

أما أنا فكتبت عن فكرة كيف يكون الرسول رسولا مع هذا الكم الهائل من التهم لأقرب المقربين وكتبت كيف يكون الإمام علي شجاعا ونحن من نعتقد بقصة تنتقص من شجاعة الإمام ، وكتبت كيف يكون الأبن البكر للإمام علي وامه سيد نساء العالم وأولاده غير معصومين قياسا بأولاد وأحفاد شقيقه الأصغر الإمام الحسين وبنفس الوقت كتبت عن العباس بن الامام وهو خارج نطاق المعصومية وكانت النتيجة نفسها شتائم في شتائم ولم اجد ردا عقليا متجردا وحياديا وهذا دليل على صدق عنوان المقالة (غرابة العقول واستغراب الردود في الموروثات الإسلامية ) .

للتوضيح فقط أقول نحن أهل السنة نؤمن بنزاهة وورع الإمام وأولاده ولن يتضايق احدنا أو يكتب ناقدا أو شاتما لأي سطر كُتب من قبل هذا الكاتب أو ذاك لأننا نؤمن بالحوار ونعتقد أن من يكتب عن فضائل الإمام وأولاده لابد أن يفكر ولو لوهلة في لحظة ما بأخلاق هؤلاء الرجال وبهذه الحالة لابد أن يتصف هذا الكاتب أو القارئ الكريم بعشر ما يحمله الإمام من أخلاق فاضلة وبالتالي فالفائدة هي لجميع المسلمين فالسائر على نهج الرسول أو الإمام أو أولاده هو سندا لي ولغيري من المسلمين لأننا نعتقد إن السائر على درب هؤلاء العظام من المستحيل أن يخرج عن السكة الإسلامية والدين الحنيف إن كان فعلا يتصف بأخلاقهم ، أما من يتكلم بأخلاقهم دون أن يفعل أفعالهم فهذا هو الدجال بعينه .

 استغرب كثيرا كيف وجهت لي سهام الشتائم والقذف وتجاوز الكثير منهم وحتى المثقفين أمثال الكاتب صادق الركابي والذي يفترض به أن يكون أكثر أدبا من الباقين ، لكني لا اكترث بما يكتبون لان الكتابة هي دليل مترجم على صلابة ومتانة الأخلاق المنزلية وهذه ايضا من المسلمات فكلما يشتمك هذا أو ذاك ولم ترد عليهم فانك الأرقى أخلاقا وخلقا ، وكان بإمكاني أن أرد على شتائمهم ولكني تركت الحكم لبقية القراء لأن الرد بالمثل يمنحهم الحق وأنا اريد ان أحصر الحق تحت شواطئ مركبي ليكون أكثر قوة من زورقهم المتهالك في عرض البحر.

الجميل قرأت الكثير من التهم فمنهم من قال إني من أصول يهودية وغيره قال إني كارلوس جهاز المخابرات الصدامي وغيره قال إني حفيد هند بنت عتبه وآخرون قالوا إن الدكتور فواز الفواز لا يترك هذا الاسلوب بالكتابة إلا بعد أن نشبعه من الشتائم والمشكل إنهم لا يعرفون إني وفي كل مراحل حياتي أضع حياتي على كف يدي إن كان في الامر نوعا من التحدي ولا يعرفون أني رجلا محظوظا لدرجة أن حظي يدلني على أن أجد البيضة الفاسدة من مجموع الف بيضة وبنظرة واحدة ( الحظ هبة ربانية يمنحها الباري لبعض عباده ) ليس لأن الفواز مكشوف عنه الحجاب ولكن حظي له سطوة كبيرة . 

على الكُتاب والقراء الكرام أن يقتدوا بالسيد اياد الزاملي فهو من سادة العراق وهو خريج كلية الشريعة ومتدين وينتمي لشيعة الإمام علي ولكن نراه لا يقف في طريق أي كاتب مهما كانت الكتابة فيها من الضغط على مشاعره ويحق لي أن أقول أن الزاملي  فعلا رجلا ديمقراطيا بحق .

عليكم أن تعوا أن موقع كتابات موقعا شاملا يحتمل كل الآراء فلا وجود للون واحد أو نهج واحد في هذا الموقع الرائع فمن يكتب مدافعا عن الإمام عليه أن يتحمل من يكتب مدافعا عن الخليفة معاوية وربما سنقرأ من يكتب مدافعا عن إبليس معتبرا أن إبليس كان من المظلومين وليست قصة إبليس كما نعتقد ويبقى الرأي هو رأي شخصي لكل منا وعلينا أن نحترم الآراء مثلما يجب على الباقي أن يحترم رأينا .

على القارئ الكريم أن يقرأ الردود على هذه السطور حينها سيتأكد من غرابة العقول ( من الغرابة ) وتفاهة الردود ( من التفاهة ) في الموروثات الصنمية التي زرعت في عقول البعض من المسلمين وليكن شعارنا من الأن ( مسلم متخلف خيرا من مسلم مثقف ) .