23 ديسمبر، 2024 7:33 م

غداً : ” يوم ولد الخايبه “

غداً : ” يوم ولد الخايبه “

في وطن ولد الخايبه , ذاك الذي كان ملتقى الحضارات , فيه تتعايش وتنصهر مع حضارات وادي الرافدين ثم تفيض غزواً معرفياً لكل العالم , يوم سيحتفل فيه العراقيون بيعة واعية لوطنهم العزيز, يستذكرون فيه انفسهم ويعتذروا للعراق ـــ ان ينسى الأنسان ذاته ماهيته انتماءه ودوره ـــ فتلك اكبر االخيانات ولايقبلها العراقيون لأنفسهم , بنخوة وحمية يخلعوا ذل ازمنة الأنكسارات والأنتكاسات والهزائم ليخطوا خطواتهم التي كان مفروضاً ان ينجزوها مع بداية 09 / نيسان / 2003 , لكنهم تأخروا والتأخر لا يلغي حتمية البداية .
يوم انتظروه ليغيروا فيه معادلة بؤس الحاضر المحكوم بسواد المصير عبر اجيال عبرت جسور تاريخ الجوع والجهل والمرض والتخلف الشامل , يوم من ذات الأيام التي ارتكبوا فيها اخطائهم وخطاياهم وبايعوا موتهم وخذلوا وطنهم تنكروا لهويتهم سحقوا وحدة مشتركاتهم , تمزقوا تشرذموا واتسعت ثغرات ضعفهم واصبحوا وليمة تحاصصها لصوص المرحلة , ضحكوا على انفسهم مثلما ضحك العابرون على ظهر غفلتهم , حصل هذا وكانوا شهود زور على ضياعهم من داخل صناديق الأقتراع لثلاثة دورات انتخابية , منهم من قاطع العراق ومنهم من خذله عندما وضعوا ثقتهم واصواتهم في غير مكانها , غفلة استغباء دفعوا ضريبتها عشرة اعوام , راح ضحيتها حاضرهم وسلامة الوطن معه , ولا زال افقهم ملوناً بسواد الأحتمالات المخيفة محاصراً بتوام الفساد والأرهاب المصنع اقليمياً ودولياً والمهرب عبر شرايين العملية السياسية  .
ـــ هل سيلدغوا ( وبطيبة خاطر ) وللمرة الرابعة من ذات الجحر الملعون , من دون ان تتوجع ضمائرهم وتستفزهم استغاثات شهدائهم ودموع اراملهم وايتامهم وانكسارات معوقيهم ونازحيهم وتفصيلات رعبهم وخوفهم من القادم لمجانية موتهم اليومي … ؟؟؟ .
هوة احباط وعجز وتخاذل وعمى بصيرة , حفرناها لأنفسنا , نحن الذين نغني الحان الأستغباء , ليطرب عليها من كتب نصوص الشعوذات والحبر كان الشحيح من دماء ـــ ولد الخايبة … ؟؟؟ .
غداً واصواتنا هي نحن , سنقف معها عند ابواب صناديق الأقتراع , لنعيد من داخلها ترتيب اوراقنا الوطنية على طاولة تجربتنا المريرة , برجاحة عقل ويقضة وعي نعيد السؤال المصيري , هل سنبايع العشيرة والطائفة والقومية , ونستبقي للعراق صفر جهالتنا , هل حقاً سنستغبي الى الحد الذي نمنح فيه الثقة للصوص المرحلة ودلالي مزادات الجوار , نخذل وحدة ارادتنا وتقاليد محبتنا لوطننا ولبعضنا وعيشنا السلمي من داخل خيمة مشتركاتنا , نخدع ذاتنا ونكذب على واقع بائس صنعناه لأنفسنا , ثم نتنازل عن مصيرنا صفقة اضافية الى تعاملات الدلالين والوكلاء , ام سيستغيث فينا التاريخ وتستيقظ الذات وينهض الأستثناء في عراق ـــ البقية الباقية ــ ( 1 ) , لنبايع العراق وحده في 30 / 04 / 2014 ثم نرمي صفر الأفلاس الأخلاقي والضميري والقيمي بوجه بهلوانيات طائفيي وعشائريي وعنصريي مرحلة التمزق والتقسيم والتحاصص .. ؟؟؟ .
ــــ  لمن سنمنح ثقتنا ونهدي اصواتنا … ؟؟؟
 للمشروع الوطني العراقي .. ام .. للمشروع الطائفي العرقي … ؟؟؟ .
حراك الواقع واختناقات المجتمع , حبلى بالأنفراجات الكبيرة , سيخلع فيها المشروع الوطني العراقي ما تراكم على كاهله من ثقل عقود الخراب الشامل للدولة والمجتمع , ذلك الأرث البغيض الذي تركته مرحلة المشروع القومي العروبي , واكملت ما تبقى منه العشرة اعوام الأخيرة لمشروع التجزئة والتقسيم , جميعنا سواءً كنا داخل او خارج الوطن , سنتحمل النصيب الأكبر من ضريبة الأنتكاسات الراهنة املنا الا تتواصل اربعة اعوام اضافية , شخصياً : لو قاطعت الأنتخابات اوخذلت العراق بضياع صوتي داخل اكياس المشروع الطائفي , سأشعر بوخزة اللامبالات ووضاعة الترقب السلبي وتفاهة الموقف, فليس هناك حياد بين المشروع الوطني العراقي والمشروع الطائفي العرقي  .
ليس هنا بصدد الأحباط وخيبات الأمل , بقدر ما يلزمنا هظم التجربة وحساب ضريبة الدماء والأرواح والتشرد التي دفعها الوطن واهله , وبصحوة ضمير ومراجعة رصينة , علينا ان نعالج اشكالات المرحلة ونضع اوراق المأزق على طاولة المصالح العليا للشعب والوطن , نعيد الفرز والتمييز السليم بين هجين الحثالات التي تتطفل على الضعف العراقي وبين الخيرين من مخلصي البقية الباقية , ونرفع عن بصيرتنا رمـد التضليل وعمى الأستغباء والأستغفال والتسفيه المنظم لدور الرأي العام العراقي , نحاكم الواقع , لا على اساس الهويات الفرعية للتمزق والقسمة , بل على اساس صدق الأنتماء والولاء لعراق موحد الهوية وطني المشتركات .
هنا يجب وبالضرورة ان نشارك في عرس الأنتخابات بوعي ديمقراطي وارادة مجتمعية , كل حسب قناعته وميوله ورغبته على ان يكون الوطن حاضر كمشترك تلتقي في مجراه جميع المكونات , فنحن والعراق .. كل منا يرتقي بالآخر , وموعدنا معه في 30 / 04 / 2014 ..
( 1 ) ” سلاماً عراق البقية الياقية ” عنوان قصيدة للشاعرة العراقية تحرير الخرسان