18 ديسمبر، 2024 10:43 م

غدآ تستدير الشمس !

غدآ تستدير الشمس !

أنظروا ,
تقشّر .. دِهان سِنجار ,
وتمطّى الغبار
في الشقوق ,
وكل عباءات الشياطين ,
على الجدران , بلا نبضٍ و ظل
تقضم أجنحة الذباب ,
وفي كل صباح تكشف الدواليب
عن صدرها المهشّم / المنثور
صررآ , في باحات البيوت
فتشرأبَ الثياب , في ذبول ,
بالرماد الداكن والقشور
تستعرض الآثار ..
لجريمة دبرها قاتل مأجور .
وأصغوا ,
الى الصمت في الخارج , يعوي
في مدن الألعاب , والدروب
والى لوعة الزرع في الحقول
يبثها وشمٌ أخضر قديم
يحكي لهفِ فلاحٍ
راح يبحث فيه ..
عن عود به محض أخضرار,
أو جذر شاحب
لاذ بالفرار.
وفي رحلة الطريق الى المنافي ,
يتأرجح الليل بالأحياء ,
فوق البحار
بضجيج الأطفال
وأحاديث فتية
في أولِ العمرِ ,
وشعر البنات المدللات / المسدول بالفرات
يذرفُ دمع الملح ِ
في قارب معزول , جناحه مكسور
يشق عباب البحر والظلام
بلا سرير الى يباب صباح جديد ,
أيُّ محنةٍ , ساقها الدهر بالخطايا ياسِنجار؟
أي محنة يحرق فيها الإنسان
في قفص من نار , وتمضي
دون أن يهتز عرش الإله
أو تبكي الرسول ؟!
تكلم يا أبا الصبايا ؟
من إقتلعَ القمحَ والشعير
من ذرى الربايا
وأنبتَ الجدبَ في الحقول
وغلغل الخراب
بأبشع مصير ؟
من غلّق الأبواب
وجاء بالبلاء
يمزق الأجساد ,
بمخالب الكلاب السود ؟
وأقصى الضياء
ونصّبَ على جباة الصغار
علم الضلالة السقيم ؟
لكن سيأتي الغد , وتستدير الشمس
ويكتب التأريخ , على أعمدة النور
واجفان النوافذ ,
وعلى القبور المظللة بالسَّدِرِ
وأبواب البيوت
انا على صخر سنجار
كتبنا ربنا الله
وعلى الشجر اليابس , والسعف المحروق
ومن لحم سرير مما وَلَدتْ ودمْ
نهضت منائر حشود ,
كعهد البلاد
وماء الرافدين ,
شيبآ وشباب
جدّلت بهم ضفائر عزّ وشهداء
ومن طيّباتِ الأعراقِ , نساء
وفتية صغار
أقروا أعين الثكالى
بأهرامٍ من الفخرِ والإباء ,
وأن غدا سينقضي فيه العناء
ويعود الأهل بالفخر
ويرتدي ثرى الأرض , أبناء
فهبوا شيّدوا ياأخوتي في الجنوب,
وفي الوسط والشمال
خير أركانٍ لسِنجار,
بدهِانٍ وطابوق جديد
ولا تسرفوا بالقهوة
في بناء الدار بالأحلام
وسؤال الغرباء ,
ولله درها سِنجار
لله درّها سِنجار
تجلّت بدم المظلوم
وأنتصرتْ
على ظلام ذلك المساء ,
ولا درّ درّه كل شهي للوعود
يراها بلا أنيس أو حميم
وفي نوائبها , كاذب
دموعه جرار
في سرادق العزاء ,
لطيم !