23 ديسمبر، 2024 7:56 ص

غثيث الكلام وطبع الحجر!!

غثيث الكلام وطبع الحجر!!

واقعنا المعرفي الثقافي التعليمي التواصلي بأنواعه ومسمياته يعاني من أزمة مصطلحية , فالتسميات المتداولة بتوصيفاتها وعناوينها البارزة تعني لكل شخص ما تعنيه , وما يتصوره شخص ما لا يتوافق مع ما يتصوره أحر وهكذا دواليك.
ومن هذه المصطلحات ” الفساد” , الذي ضجت به المواقع والصحف ووسائل الإعلام ,, ولايوجد تعريف واضح متفق عليه , يمكن أن يؤدي مهمة التوصيف المتداولة.
فالبعض يرى أن سرقة الأموال فساد , وسارقها يحسب أن ما يقوم به من حقه , وغنيمته وعنده ألف فتوى وفتوى تبرر ذلك , فهو يغنم من رزق ربه الذي يرزق بغير حساب.
ولهذا فأن موضوع الفساد لن يتحلحل من مواضعه , لأن معناه متباين تماما ما بين القائم بالفعل والذي ينتقده أو يتصوره على غير ما يراه فاعله.
وهكذا فكلما تواصل الحديث عن الفساد تجده قد تنامى وتطور , وتفاخر أصحابه بما يقومون به ويكسبون.
فالفاعل يرى أنه يسعى في مناكبها , ويضع يده على الرزق الذي خصه به ربه الذي يعبد , وشيخه الذي يقلد , فلتكتب الأقلام وتصرخ الأفواه , فلن يتغير شيئ , لأن ما يحسب فسادا هو ليس بفساد!!
ويا ليتهم إستحوذوا على الأموال وإستثمروها في البلاد بدلا من إيداعها في المصارف العالمية , لتتحول إلى أرقام وحسب , لا يجرؤون التقرب منها إلا بسلطان.
وعلينا أن نشجع الفساد الصالح , أي أن يتحقق الإستثمار في البلاد , بإطلاق المشاريع والبناء , وتحفيز الإرادة الوطنية العاملة الساعية نحو التقدم والرفاه.
فلا تحاربوا الفساد بل شجعوا عليه , بشرط أو يقوم المستحوذون على المال بإمتلاك العمارات والمشاريع الصناعية داخل البلاد , ففي فسادهم الذي تتصورون فعل وطني وإستثمار في طاقات الشباب وتأهيلهم لبناء الحياة الحرة الكريمة.
وعليه نريد فسادا صالحا للبلاد والعباد , أما القول بالقضاء على الفساد , فنوع من الهذيان , والثريد حول صحون الويلات والتداعيات.
فاستثمروا في بلادكم أيها الفاسدون الأحرار , فهذا هو التعبير الصدق عن وطنيتكم , وبفسادكم الصالح نكون!!
و” أي تعسٍ كتعسِ دارٍ عليها…يتوالى الفساد بعد الفسادِ”!!