23 ديسمبر، 2024 1:38 م

غايات وانتخابات !

غايات وانتخابات !

طالما أتفق الشعب على هول المصائب الجارية في العراق، وغياب الجودة في الإداء الحكومي والبرلماني؛ فالطريق نحو التقدم سالكة، وممكنة. لا تحتاج سوى الاتفاق على وسيلة الوصول، وهنا جوهر المشكلة…!

ليست المشكلة أن الجماهير حديثة عهد على الوضع الديمقراطي، سيما مفردة الانتخابات؛ إنما في الوسائل المستخدمة من قبل القوى السياسية، فالكثير منها يعتمد السفسطة وإثارة المخاوف لدى الفئة المستهدف؛ بغية الاستقواء بحاضنة مكوناتي ليس لاستخلاص رؤية ومشروع ناهض، بل الهدف من العملية شرعنه المطالبة بكرسي الرئاسة كغاية سامية.

الغايات المعلنة كثيرة، غير إن الواقع يسقط كل الفرضيات والأقاويل التي تدور حول تلك الغايات. رغم فقر التجربة العراقية؛ بيد إنها مكثفة لدرجة نستطيع من خلالها استخلاص العبرة والوصول إلى وضع عام مريح يتأتى بواسطة الفرز والعزل ومصارحة الفاشل عبر ورقة الاقتراع، سيما إن الجميع يتطلّع نحو الأفضل.

لابد ان المواطن العراقي لم ينضج بما فيه الكفاية في الدورات الانتخابية السابقة لكن الان نشاهد نضوج على مستوى الفكر السياسي بالنسبة للمواطن العراقي فكثرة التجارب جعلته خبيرا وان لم يرد ذلك.

الشعوب التي تنعم بالديمقراطية, تقدّس وسائلها؛ فهي الضامن لديمومة الإستقرار والحياة الكريمة التي تحياها بفضل خيارها؛ فصار الشعب حاكماً لنفسه, عارفاً لمتطلباته ساعياً للمزيد عبر التغيير.

فالتغيير يعد حجر الزاوية من الديمقراطية كنظام, يصطلح عليه بـ(التداول السلمي للسلطة) وهو بمثابة المعيار الذي يعكس مدى تقبل تلك الشعوب لروح النظام؛ فإن عرفت ما تريد وعملت وفقه عُدت شعوباً متطورة تستحق اللحاق بركب العالم المعاصر وتعيشه روائعه؛ إما إذا تعاطت مع كوابح عجلة التقدم, ستتحول إلى قوة ضاغطة على الفرامل التي لا تعمل دون ضغط..!

أنا مطالب بالجلوس مع نفسي وأحساء خسائري وحصر أولوياتي التي أطالب بها، أعمل وفقها، أبحث وأضيّق دائرة المتنافسين. سنشترك بمطلبين أساسيين، الأمن وتسوية الخلافات السياسية؛ أبعاد هذه الأزمات يجعل الأجواء أكثر صفاءً وستكون مدى رؤية الفرد العراقي أقوى من العين البرلمانية، الأمر الذي يحوّل الجميع إلى جنود ساعية لإرضاء الشعب.

لن يكون عندها رأياً لعاطفتي ولا مجاملة لصديق أو قريب على حساب مستقبلي واستقراري، وأمنيتي؛ فالمعادلة واضحة، سيخرج من دائرة التنافس كل من لم يوفق في تحقيق ما أطلبه، وسأبد لحظة الصفر للبحث عن رجال دولة لا طلاب سلطة.