17 نوفمبر، 2024 2:05 م
Search
Close this search box.

غاندي في اربيل!

اقامة نصب تذكاري للزعيم الهندي المهاتما غاندي في اربيل عاصمة اقليم كوردستان-العراق يحمل اكثر من رسالة ومعنى، خصوصا في هذه الظروف التي يمر بها العراق والمنطقة بشكل عام، فقد شهد يوم الثلاثاء 17 أيلول-سبتمبر2019 ازاحة رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الستار عن نصب غاندي في حديقة(بارك) سامي عبدالرحمن وسط اربيل بحضور عدد كبير من الشخصيات والمسؤولين، وتم يوم الاربعاء الثاني من تشرين اول وضع اكاليل من الزهور احتفالأً باليوم العالمي ل اللاعنف الذي اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 15/6/ 2007 بالإجماع على مشروع قدمته الهند وساندته 142 دولة باعتبار يوم الثاني من أكتوبر “اليوم العالمي للاعنف”(International Day of Non-Violence) ويتم الاحتفال فيه وهو ذات اليوم الذي ولد فيه المهاتما غاندي زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف، ليشكل مناسبة لنشر رسالة اللاعنف عن طريق التعليم وتوعية الجمهورباهمية السلام.

غاندي في اربيل مدينة الامان والسلام والتسامح حيث يمثل هذا الحدث تغييراً وتحولاً في هذا الجزء من العالم ونقصد (اقليم كوردستان) الذي تعرض الى اقسى واشرس واعتى انواع الظلم والعنف بكل انواعه واشكاله والذي وصل الى حد جرائم الابادة الجماعية (الجينوسايد) واستعمال الاسلحة الكيمياوية ضد شعبه، وكان على الدوام مسرحا لحروب ومعارك كل حكومة وحاكم جديد للعراق يجرب قوته وسطوته، لكن ارادة الخير وحب السلام والتسامح تغلب وتطبع شعب الاقليم بحيث تجعلهم اكثر شعوب المنطقة رفضاً للعنف بكل اشكاله، وهو ما دعا برلمان اقليم كوردستان في 21/6/2011 الى تشريع قانون مناهضة العنف الاسري رقم (8) لسنة 2011، في حين مازال مشروع قانون العنف الاسري يراوح مكانه في مجلس النواب العراقي.

وعلى بعد عشرات الكيلومترات من اربيل قام اهل الموصل باقامة تمثال لقائد عسكري عراقي (عبدالوهاب الساعدي) ساهم بتحرير مدينتهم، وارادوا رد الجميل اليه في تمثال بسيط في احدى ساحات المدينة، لكن القوات العسكرية منعت المئات من ازاحة الستار عن تمثال الساعدي، وليلاً قامت قوة ما بازاحة التمثال من مكانه ونقله الى جهة مجهولة.

خوف الحكومة وقوى سياسية اومسلحة في العراق من تمثال لمقاتل عراقي أحبه الناس ووجدوا فيه بساطة وشجاعة وانسانية في التعامل مع ابناء مدينتهم، يُبين حجم العنف والتسلط المسيطر على عقول وسلوك الكثير من الذين لهم سلطة في بغداد التي شهدت مشاهد عنيفة في تظاهرات شهدتها مع بعض المدن العراقية يوم الثلاثاء الاول من تشرين الاول وقتل وجرح العشرات من المتظاهرين والقوات الامنية، بينما اقامة تمثال لغاندي في اربيل يؤكد على الانفتاح والتسامح ونبذ العنف في اقليم كوردستان.

القاضي

عبدالستار رمضان

عضو الادعاء العام

اقليم كوردستان-العراق

أحدث المقالات