18 ديسمبر، 2024 9:54 م

غاردينيا حبيبتي

غاردينيا حبيبتي

حل الخريف اغلقت النافذة ، لريح باردة قد تاتي لتكسر اجنحة حنى قلبي لها،
التفت الى خلفي، لأرى صورها ،صحف ،اقداح للشاي والقهوة فارغة ،جمعتها لإرميها في سلة النفايات.
عزفت عن رميها ، قد تكون اخر ذكرى لشفاه غاردينا،عدت لأرى حافاتها وقد تلونت من احمر شفاهها.
زفرت مع دوائر الدخان لسكارة ما وددت يوما ان اشربها لكن الحالة الموجعة احوجتني ان اشتري علبة سكائر وعند سؤال صاحب الدكان من اي صنف تود
رددت: ياعم هات اي صنف لأجرب؟
في هاتفي الذي تشظت فيه زجاجة حماية الشاشة وبدى مثل خرائط لخيوط ماء في ارض موحلة اعدت تقليبه بحثا عن ما يربط افكاري المشتته .
هل صحيح ؟اعيد صورها للرؤية؟ هل ياترى اصبحت غاردينيا ذكرى في حياتي؟
ام انهاصحيح ستدخل المستشفى غدا لعارض ألم بها؟
ام ان انكشاف سر العلاقة بيننا لأهلها كما ادعت جعلها تمحو كل شيء صوري ،رسائلي ،حتى رقم هاتفي .
اه غردينيا كم انا مشتاق لوجهك الماد ليني الربيعي الحاني المعطف بين شدقات فمك، كم انا مشتاق بل متلهفٌ ظامئ ٌ لابتسامتك الكاترينية لعيونك ا اي وجه للنساء السينمائي يشبهك؟ ،جمعتي كل جميل لديهن في وجهك أ تعلمين كم انا متلهف لحركة اناملك وهي تجمع شظايا شعرك الهمجي المتناثر فوق خدودك يسابق ريحا لم تاتي بعد.
اخ،لو تعلمين اي نار، وحريق في موقد جوفي؟ يمزق احشائي ، يلهب اترابي ،ينام وجعا في.ٌ ليلا ونهارا ،لا اعرف السبيل اليك او ما اخبارك او ماسبب رحيلك المفاجئ؟ لم اقتنع بكل الاخبار فالأخبار غامضة او كاذبة، ماذا لو تفاجئيّني بالاتصالِ؟ او رسالةٍ ولو فيها اول حرف من اسمك؟
اعتذر عن مغادرة الموقف الذي انا فيه اعيدُ في ذاكرتي اخر ما قلتي وكتبتي لي اُصففُ الكلمات ،اكون جملاً وادخلها قواميس لأفسر او اعيد تفسيرها.
اتذكرين ؟حين قلت لك بدأت بكتابة قصة لحبنا لكني حائر في النهاية، فاجبتي: اجعلها مفتوحة النهاية، لكن الان ادرك انها عملية جراحية لقلب مفتوح.
سأمت ما انا فيه،وتغيرت كل الالوان لتصبح داكنة ،لون واحد رمادي .
رحلت غاردينيا فجأة، اغلقت الابواب في وجهي ، واغلقت هاتفها ، قالت سأدخل غدا المستشفى لأجراء عملية جراحية وسا مسح من هاتفي كل ما يمت بصلة لك خوفا من تفتيشه في غيابي، واخر ما كتبته:
(اتمنى لك حياة سعيدة وكل خير وارجو ان تفهم ظرفي وان لا تؤنبني وساعدني في محنتي وادع لي ان اخرج من هذه العملية وكن بجانبي لأني احتاج القوة لاجتياز الموقف)
ورغم عدم اقتناعي بالعذر من رحيلها المفاجئ لكن من داخلي ومن قوة الالم والحز بمنشار اعمى تمنيت لها كل خير ودعوت لها بالشفاء لكنه القلب يفتش عنها يحبو اليها كطفل يبحث عن صدر امه، ووجع تراكن
كل ما يحيط بي يذكرني بها، يقرع ناقوسه في مخي، كلما رن هاتفي ،او تلقيت اشعارا ،هرعت مرتجفا اليه لعله منها
لأني احبها.