22 ديسمبر، 2024 11:43 م

غارات قاتلة .. وأخطاء مستمرة

غارات قاتلة .. وأخطاء مستمرة

الإعتراف بالخطأ أسلوب دائما ما ينتهجه المجتمع الدولي او أنها طريقة امتصاص ردات الفعل المتوقعة عند وقوع اي مذبحة أو مجزرة تقع ضد المدنيين الابرياء من قبل طائرات التحالف الدولي التي تشن حربها ضد التنظيمات الارهابية خاصة في العراق وسوريا وليبيا وكذلك افغانستان .
 لكن لا يعني ان هذا الاعتراف او الخطا الغير مقصود الذي دائما ما تلجأ اليه التصريحات او تحتمي تحت هذا العنوان في استهداف العزل من المدنيين , يعطي المبرر في تكرار مثل هذه الحوداث دون الوقوف عند معالجتها او تشخيص اسبابها لتلافي وقوعها مرة اخرى .
لكن في منظور غير مقروء هناك رسالة شديدة التحذير مفادها إصال تحريك تلك المدن ورفضها بان تكون حاضنة مستمرة دون ان تتخذ موقفاً صريحاً ومعلناً او ان تتمرد على تواجد التنظيمات المسلحة داخل مدنهم .ان الظروف التي وضعت هؤلاء الابرياء من المدنيين بين الخطأ والصواب وبين المعلومات الاستخباراتية الخاطئة خاصة في مثل ظروف الحروب في هذه البلدان , والتي لا يتم فصل التداخل بين التنظيمات الارهابية وبين المدنيين بسبب تواجد هذه التظيمات في هذه المدن اصبح يشكل عامل ارباك للاهداف المنتقاة او المستهدفة , وبالتالي يصبح اغلب المدنين عرضة لمثل هذا النوع من الجرائم الانسانية بحكم استخدامهم دروعا بشرية من قبل التظيمات المسلحة , اقول ان هذا الاعتراف لا يلغي الجريمة او يمنع عدم تكرارها , لان وقوعها بين فترة واخرى ووقوع هذا العدد الكبير من الابرياء في كل غارة يبرهن حقيقة مفادها ان الثقوب التي تنخر الاستراتيجية الحربية للتعامل مع المدن الخاضعة تحت نيران الاطراف المتنازعة لاتمنع او تقي مثل هذه الحوادث , وان ما يجري في كل مرة بسقوط هذا العدد من الضحايا تقع تحت قناعة الكثير من المؤسسات او المنضمات الدولية المراقبة التي تتابع حالات المدنيين تقول ان في مثل هذه الصراعات لا مفر من سقوط مدنيين , وبالتالي نحن امام مسلمات الحروب والصراعات الغير تقليدية وحروب الشوارع والعصابات وهو الاسلوب الوحيد الذي ينتهجه التنظيمات المسلحة للاحتماء من هجمات قوات التحالف , والاختباء في المناطق المأهولة في محاولة لتجنب الغارات , وكذلك ان اسلوب التحالف الدولي او الضربات الجوية هي ايضا اسلوب فرضته طبيعة الحرب ضد هذا التنظيم الذي لا يلجأ الى المقابلة المباشرة بسبب عدم توازن القوى بين الطرفين .
 وما حصل اخيراً في ريف منبج بحلب السورية عندما سقط العشرات من الابرياء نتيجة قصف التحالف الدولي وقبلها في المدن العراقية التي خضعت لسيطرة تنظيم داعش وخاصة في منطقة القائم الحدودية مع سوريا وهذا مثال لعشرات الحالات التي اودت بحياة المئات من الابرياء التي يحاول التحالف الدولي عدم الإتيان على ذكر الارقام الحقيقية مقارنة مع ما تنشره من احصائيات لقتلى التنظيمات الارهابية , اقول ان ما يجري يعطي اكثر من رسالة مفادها : ان القوة المفرطة التي يتعامل معها التحالف الدولي لا تقل وحشية من سلوكيات التنظيمات الارهابية ضد المدنيين العزل وانهم يعيشون بين إرهاب الجماعات المسلحة على الارض وجحيم ما ينزل على رؤوسهم من السماء الذي لا يحسم معركة في مثل هذا النوع من الحروب الا بمزيد من الضحايا والمجازر ضد الابرياء العزل .