أوجعوا رؤوسنا بالقول بالإزدواجية , والكيل بمكيالين , وما يتصل بهما من المسميات , وما تعلمت بلداننا من تجاربها , وأكثر ما تستطيع الإشارة إليه , إنها الإزدواجية , وكأنها أنجزت عملا كبيرا.
بعضها تتجاهل عن قصد , وتتغاضى عن بديهيات وحقائق متكررة وأكيدة , وتحالفت مع القوى الكبرى ضد الدول الشقيقة لها.
فلماذا يتناسون قوانين الغاب , وفي مقدمتها ” القوي يأكل الضعيف” , فالضواري تتقدم بثقة لمعرفتها بقدرات أهدافهاوضعفها أمام مخالبها وأنيابها.
القوي يجول ويصول منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ويزداد سطوة ونفوذا مع الأيام , حتى أصبحت مصائر الدول بقبضته , فلا تحيص ولا تفيص دون ضوء أخضر منه.
ترى هل أنها تتجاهل , وتتظاهر بالغفلة وعدم رؤية الأحداث الدائرة حولها؟
توجد مشكلة سلوكية معقدة ومربكة , لابد من التطرق لجوهرها , وخلاصتها أن العديد من دولنا بلا سيادة كاملة , وأهم ما يتوجب عليها القيام به , تأمين مصالح الطامعين بالبلاد والعباد , وأي خلل في ذلك يدفع لتغيير أنظمتها وبأساليب لا تخطر على بال.
ومجنون الذي يتصور أن الاسود تعنيها سلامة الظباء , فهل وجدتم أسدا لا يأكل حَملا؟
ولهذا قُدِّمت الأمة وجبات دسمة على أطباق الإستسلام المكتوب عليها ” إفعل ما تشاء ودعني أفعل ما أشاء” , فكلنا أصحاب هدف واحد , فلنفترس معا , ما دامت الظباء رابضة ومخالبنا قويةوأنيابنا مكشرة!!
و ” لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن…فالقوم في السر ليس القوم في العلن”!!