19 ديسمبر، 2024 12:07 ص

البشرية ما عهدت الديمقراطية في مسيرتها , وإن جربتها في بعض الفترات , لكنها إنتهت بتداعيات دامية , وقصصها معروفة في اليونان , وفترة الخلفاء الراشدين  ، التي  قتلت ثلاثة منهم .

فالديمقراطية من وسائل إطلاق المطمورات , فما تبعثه من خير وقدرات إبداعية , يترافق مع إتجاهات ربما تدمر معطيات الخير.

فالشر كالنار يحرق كل شيئ!!

البشرية وصلت إلى ما هي عليه من الرقي والتقدم  بسبب الإستبداد والحكم الشديد , الذي يقمع الشرور بقوة الحديد والنار وسلطة الدستور والقانون القويم.

وعندما ننظر تأريخ الديمقراطية منذ الثورة الفرنسية (1779) , وليومنا الحاضر , نجدها تسببت بتداعيات وحروب فظيعة , فالغلبة للقوة مهما توهمنا.

وفي الدول الديمقراطية المعاصرة , يتحدثون عن الدولة العميقة , وتعني التي تديرها القوة بأنواعها  ومستوياتها , كالمال والإعلام والسلاح وغيرها.

فالدول الديمقراطية محكومة بالقوى المتنوعة التي لها آلياتها وقوانينها وأجنداتها , ولا تستطيع الإقتراب منها , لأن أجهزتها التنفيذية ستكون في مأزق.

وعندما تحاول بعض المجتمعات السائرة في ركب السمع والطاعة , والماضية على سكة التبعية وإلقاء المسؤولية على الغير , تصبح الدولة في خبر كان , وتتأسد فيها الفصائل المسلحة وتتحكم بمصائر البشر.

وهذا ما يحصل في بعض دولنا التي ترفع رايات الديمقراطية , وقد إندلقت فيها  الشرور بأدواتها  فلا تعترف لا بدولة ولا بقانون , وتمضي وفقا لما تعتقده وتراه الصراط المستقيم , وغيره الأعوج الرجيم!!

فالديمقراطية بحاجة لمقومات متنوعة , إقتصادية , علمية , ثقافية , إجتماعية , قانونية ودستورية , إضافة لقوة ذات سطوة وقدرة على لجم جماح أي إنحراف سلوكي.

ومعظم الدول الديمقراطية المعاصرة ذات قوة عسكرية فائقة , ومتطورة جدا.

فلا ديمقراطية بلا قوة مؤثرة ومهيمنة.

فالبشر لا ينقاد إلا للقوة!!

و”الأقوياء بكلِّ أرضٍ قد قضوْا….أن لا تُراعى للضعيف حقوقُ”!!