23 ديسمبر، 2024 8:29 ص

جمعٌ كبيرٌ

يحث الخطى خطيبٌ

يشق الصفوف

متخطياً الرقاب ليمر

يعتلي منصة من المرمر

قاعة كبرى

أبهة وجاه

ما أجمله ما أبهاه!

يهتف بالجمع المبهور

الله…الله!

فاغر فاه

ورِث أباه

حضر الناس وغاب الله

ويؤبنني وأنا أراه

آهٍ… آهٍ… آهٍ… آه

يصرخ فيَّ

يحني رأسه ليَّ

يقرأ بالفاتحة عليَّ

في خطبته الأصلاحية

ضمن جماعته الحزبية

إن الكلمة مسؤولية

درت أرباحاً مالية

مرتاحٌ اذ يخطب ساعة

جمهرة تحت السماعة

لا يحتاج الأمر قناعة

إحني رؤوس الخلق جماعة

وأسلب منهم أي شجاعة

*

*

*

أصلحه الله

ينادي بالإصلاحِ

الفاسدون فقراء مُعدمون

الفاسدون أرامل وأيتام

الفاسدون مواطنون

منتظرون شفقة المسؤول الحزبي

تعيّن مديراً بالغصب

يطل على الناس

من مكانه الحزبي وسط دائرة الدولة

قل أعوذ برب الناس

يتصفح الوجوه

هل من معارف ورَشَاوَى

هل من واسطة حزبية،

فتحظى بالأولوية

وأما البقية

فينتظرون

ربما ينالوا شفقته بعد حين

إن لم يتعكر صفو مزاج حضرته

*

*

*

فتشت عن الله وسط الجموع

فتشت عنه في كلام مولانا

فتشت عنه في بيت الله

لم أجده

تبين أني لم أفقده

أتعرف شعور البحث طويلاً

عن شيءٍ لم تفقده؟!

أوهموك أنه ضائع منك

ليُعينوك بالبحث عنه

ومن ثم يسيطروا عليك

ليس لله بيت

بيت الله عقلٌ وقلب

غرّت العيون المظاهر

دعو الله جهرة

فقط! للمظاهر

*

*

*

أنا في اخر الجمع وحيداً

وهو في برجه العالي

أينعت الرؤوس ناضرة

للآلهة المنصبين على الرقاب ناظرة

يستعرض بهم كثرته،

وسطوته

يفخر النخاسون بكثرة العبيد

سيدرون ربحاً لو باعهم

والعبيدُ فرحون بأعدادهم الكبيرة

يراهم أعداداً

فيرونه زعيماً!

يراهم قطيعاً

فيرونه راعياً!

ستنبح كلابه كثيراً

لو خرج أحد الأعداد خارج المعادلة

فواصل الخروج يا صاحبي

فكلما ابتعدت ستسمع الألحان

ستتملكك سكينة

وطمأنينة

وسيخف صوت النباح

خذها مني نصيحة يا صاح

كلانا من ذوي الدم المباح