غابت شمس تشرق كل صباح تجدد الأمل، وتشعرك بالأمان ودفء المكان.
ضغط التراب صدرًا نبضه يحمي من الشتات!
خطوات أقدامه تسعى بخطى ثابتة تحفر الأرض، ليتدفق ينبوع يروي عطش الصغار.
يشتد عودهم وتقوى سواعدهم، لينحني الجبل وتتساقط خصلات الثلج من قمته الشامخة. يبتسم مطمئنًا فرحًا!
لقد أنجز المهمه وبنى متكأً لصغاره يريحهم.
سوف أضرب على باب دارك الجديد لأخبرك ماذا فعلوا بعدك!
خاب ضنك!
تبدد كل شيء مع ما وهن عظمك لأجله!
تفرقت حزمة الأعواد وتفرقت الأيدي.
لم تحصد مازرعه، فقد بارت الأرض وعلى سطحها الشوك.
الأخوة الذين ربيتهم بحبك وتحت ظلك، أصبح الكره والحقد يلاصقهم.
لم تجمعهم دارك، بل جمعتهم غرف المحاكم. ولم يربطهم التراحم، بل ربطهم الصوت العالي والتراشق
بالاتهامات.
كبيرهم لم يرحم صغيرهم
وشديدهم لم يرأف بضعف شقيقته!
كان الإرث هو لغم قطع شملهم، ولم يكن يحميهم من تقلبات الحياة!
وهذا ما أتعبت نفسك لأجله حولوه إلى صراع
نسوا فيه الدم الذي يوحدهم.
لم تمت مرة واحدة في كل صراخ بينهم، بل قتلوك ألف مرة!
تزدحم المحاكم في قضايا الإرث التي تطول
لسنوات بسبب تعقيد الخلاف بين الورثه، الذي يدفعه
حب الذات والأنانية وغياب الضمير، وإن كان الخصم ابن أمه وأبيه، بل أكثر من ذلك يسعى البعض منهم لتعطيل الحل، نكاد في أحد الورثه وإن كان هو شخصيًّا متضرر.
ننسى الأهم، وهو صلة الدم فنتصارع ونسرق ونعتدي على الحقوق، ولا نعلم أننا راحلين لا محالة.
وسيبقى هذا الإرث الذي خلفناه ينخر في الأبناء والأحفاد حتى يعيشوا الغربة والفراغ.
(ينسى الناس أنهم فقدوا آبائهم بأسرع مما ينسون فقدانهم لنصيبهم في الميراث).
نيكولو مكيافيلي
قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) سورة النساء آية (١)
يشتكي كثير من المجتمعات قضية التحايل والحرمان
في الميراث، فكم يتيم حرم حقة وكم أمرأه اغتصب حقها.
(وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند).