الرياضُ ما كانت تتوقعه ان تقع في مأزق واستمرار الغارات يعني أن عاصفةَ الحزم تسير بالاتجاه الخطاء والتحالف يبحث عن مخرج يحافظ على ما تبقى له من ماء الوجه اذا كان يملكه . ،بعد ان غابت امال المشيخة السعودية ومن معها وطمست في وحل مكابرتها ْوضاعت امانيها وغابت تمنياًتها على إطالة العدوان ، إلا أَن كُلَّ المعطيات والواقع يؤكدان أنهما فشلتا فشلاً ذريعاً من ان تُركع هذا الشعب الصامد واخذت تبحَثُ عن مخرج يخرجها من النفق المظلم الذي وقعتا فيه دون ومضت امل.
كل المعطيات على الأرض كانت تشير ‘إلى أن الضربات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده السعودية ضد الشعب في اليمن، لا يمكن لها أن تحسم هذه الحرب على الأقل على المدى القريب، لانها تدورُ في حلقة مفرغة بدليل أن تقدم الوحدات الشعبية على جبهات مختلفة ظل متواصلا خاصة بعد التقدم الكبير الذي أحرزه هؤلاء بسيطرتهم على عدن واستمروا في تقدمهم في مواقع اخرى رغم شدت الضربات … واليوم تبحَثُ عن مخرج يخرجها من النفق المظلم التي وقعت فيه.
لقد ازدادت المخاوف من وصول شظايا الحرب اليمنية إلى باب المندب والمنابع النفطية السعودية. السؤال المرعب هنا، أية كوارث اقتصادية لحقت باقتصاديات اليمن كدولة فقيرة مقارنة مع دول النفط والغاز كالسعودية والعراق وإيران وقطر فإن ثروة اليمن من مصادر الطاقة حسب المقاييس العالمية محدودة للغاية، إذ يقدر إنتاجه الحالي بنحو 130 ألف برميل يوميا فقط مقابل ما يزيد على 9.5 مليون برميل تنتجها السعودية كل يوم.
هذه الحرب الهوجاء تركت اثر ووصمة عار في جبين من اشعلها من الدول التي تحالفت من اجل الاطاحت بشعب يريد حريته واستقلاله وتبحَثُ عن مخرج يخرجها من النفق المظلم التي وقعت فيها.
ولقد بلغت الغارات اكثر من الفين واربع مئة وسبع عشرة غارة ، وان عدد القتلى من الاطفال بلغ مئتين وعشرين طفلا والنساء مئة وخمس عشرة على اقل تقدير وحسب معلومات اولية وقد ركز بشكل اعمى باستهداف البنية التحتية والمنشاة المدنية والحيوية من بينها منازل المواطنين والمطارات والموانئ والمؤسسات الاقتصادية والجسور والطرقات الرئيسية كما دمر محطات الوقود والغاز والكهرباء والمصانع الغذائية ومعامل الاجبان والالبان ومزارع الحيوانات واتت الغارات على احياء سكنية باكملها مسوية المنازل في الارض.. أن الضربات الجوية التي نفذتها قوات التحالف بـ”عاصفة الجرم” دمرت مقدرات الشعب اليمني وجيشه ومعداته وطائراته ولكن لم نستطيع ان تزعزع من صمود واصراره على الانتصار.
أن في جميع الأحوال يخطئ من يتوهم أن بإمكانه إبادة أو اجتثاث شريحة منهم و الذين يمثلون شرائح متجذرة في تاريخ اليمن – ولو كانوا يعرفون الخطيئة ما فعلوه. من يفهم طبيعة وتاريخ وتركيبة اليمن يدرك أن الخيار العسكري ليس هو الحل، انما ..الحل الوحيد في يد كل أطراف الأزمة وتفهم دوافعهم المختلفة ومصالحهم المتناقضة والمتشابكة والمتصارعة وعليهم التوجه نحو ايجاد المشتركات الضرورية .
وهل يعقل او خافٍ على أحد أننا الأمة الأكبر في العالم من حيث الإرث الديني والحضاري والمادي والبشري تتوهم في تحديد خريطة عملها. لقد خسر النظام السعودي ومن معه جميع أوراق القوة في اليمن. وتلقى صفعة كبرى على أيدي جماعة «أنصار الله»، وصمود شعب اليمن حتى سارعت الرياض، ومعها الضغط الدولي، امام صمود هذا الشعب وسارعوا الى الطلب في وقف اطلاق النار .
ان مهام استعادة ثقة الشعب اليمني في قياداته القادمة بعد انتخابها وإثبات جديتها في دفع العملية السياسية نحو حل شامل ودائم يفسح المجال أمام مشروعات تنموية قادمة تنتظر أن يلتئم اليمنيون حولها ويعلنوا توحدهم لتباشر الدوران نحو مستقبل سعيد وسوف لن تتأخر دول العالم المتحضرة بعدها من أن تكون جزءاً مهماً كدول داعمة للتنمية ومشاركة أساسية فيها. وقف الحرب يعيد للشعب اليمني الأمل في مستقبله ويتطلب من مكوناته الارتقاء لمستوى المسؤولية التاريخية وبمستوى المرحلة الصعبة وإدراك المنعطف الخطير الذي هم بصدد تجاوزه نحو مستقبل سعيد لليمن واليمنيين، وكما أن اليد الواحدة لا تصفق و بدون مساعدة الشعب اليمني لايمكن من ان يصل الحمل الى مقصده، وكما ان النصر لن يكون إلا باتحاد اليمنيين وتغلبهم على جراحهم لاستئناف العملية السياسية وفقاً للمبادرات السليمة ومخرجات مؤتمر للحوار الوطني الشامل يتفق عليه الاطراف كافة وبروح وطنية للمشاركة فيها بعيداً عن الاجندات الخارجية التي لم تجدي نفعاً ولم تجلب إلا الدمار والخراب .