” لا ادري اذا ما يتوجّب عليّ الإعتذار من جمهور القرّاء , او من جهةٍ أخرى لا اعرفها او أسمها .! , حيث انّي استعرتُ عنوان – نقاط بلا احرف – من إحدى قصائدي السابقة , كما لا ادري اذا ما كانت استعارتي هذه وفقَ الشرع والفقه او انّها كسرقة ! ” .
لا أحدَ بمقدوره التفسير والتحليل , لماذا على العراق وشعبه ان يغدو ضحيةً مضطهدة لإدارة موسوعة غينيس للأرقام القياسية , بتجاهلها وإغفالها مئاتٍ ومئات من هذه ” الأرقام ” الفريدة من نوعها , التي تتحقق وتُنجز سلباً وخزياً في العراق وبنحوٍ متكرّر وبديمومة . ” غينيس ” تحرم الرأي العام العالمي من الإطّلاع على الغرائب والعجائب في بلاد الرافدين , وكأنّ الأمر مقصوداً وعن عمد , في اكثر من زاوية .!
لم يتفاجأ العراقيون بالجنرال الايراني قاآني يحطّ الرحال في بغداد , لا لقاء المسؤولين الرسميين في الدولة , بل كالعادة للقاء قادة وسادة الفصائل المسلحة والأحزاب ذات العلاقة , وتأتي هذه الزيارة سريعاً بعد جولة الحوار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة , والكاظمي لا يزال في واشنطن .! , ومن الطبيعي او اكثر أنّ هنالك تعليمات او إملاءات جديدة من قاآني الى هذه التنظيمات , والتي لابدّ ان تُنَفّذ حرفياً , وربما تتضح بعضها عملياً في الأيام القادمة او اكثر قليلاً .
واضحى من المسلّمات البديهية قدوم شخصيات من الجارة الشرقية الى العراق ” لا يمثلون وزارة الدفاع ولا الخارجية الأيرانية ” لإجراء مقابلاتٍ نادرة وخاصة مع بعض الساسة – السابقين – , لكنها في الأساس مع مسؤولي ميليشياتٍ واحزاب وتنظيماتٍ اخرى , وكأنّ السياسة الخارجية للدولة يديروها اولئك السادة , شاءَ مَنْ شاء وأبى مَنْ أبى , وهذا هو الإنطباع الفكري السائد لدى كلّ العراقيين , بالرغم من أنّ مؤشّراتٍ خافتة الضوء تبدو ملامحها من بعيد , توحي بتغيير الحال وبأيٍّ من الأحوال .!
ثُمَّ وبقدر تعلّق الأمر بِ Status Que – الوضع الراهن , فننآى الإشارةَ ” مؤقّتاً ” حول ذلك وما حولهُ ! وربطه بالمفاوضات المتعثرة بين الأيرانيين و 5 + 1 في العاصمة النمساوية الى ما بعد تنصيب الرئيس الأيراني الجديد في شهر آب المقبل , لكنّه وإذ لايزال الوفد العراقي في العاصمة الأمريكية يستكمل مشاوراته ومقابلاته مع مختلف المسؤولين الأمريكيين حول عديدٍ من القضايا ذات العلاقة بالتعاون الأمريكي – العراقي المشترك , وكانت آخر اللقاءات مع ” نانسي بيلوسي ” رئيسة الكونغرس الأمريكي , فَلَمْ نرصد في مختلف وسائل الإعلام بعد , لإستقراء ما سوف يترتّب من نتائجٍ بعيدةٍ ومتوسطة المدى ” وربما قصيرة ” لجولة الحوار الستراتيجي هذه بين العراق وامريكا < وربما لها علاقةً ما بالإنتخابات المقبلة في العراق > , ومن هنا ايضا يمكن ملاحظة بعض المواقف المرتبكة ” نوعاً ما ” لأطرافٍ وجهات سياسيةٍ عراقية , تجاه موعد سحب او انسحاب القوات الأمريكية من العراق في نهاية هذه السنة , لكنّ المسألة اكبر واضخم من ذلك الإنسحاب الى ما هو أبعد واصعب , فبمقدور الأمريكان ” فنيّاً او تقنيّاً ” القيام بإنزالٍ جوّي – برّي مشترك من خلال قواعدهم في الكويت والأردن خلال دقائق , وهذا ما حدث في حرب عام 2003 عبرَ قوات الإنزال الخاصة المحمولة عبر المروحيات الضخمة وبتشكيل ما يعادل ” لواء ” تسبق الأرتال الأمريكية المتقدّمة من الحدود الكويتية – العراقية الى بغداد .
ورغم أنّ هذا الحديث سابقٌ لأوانه ” وربما لا مسوّغ له ” لكنّه يتطلّب التأنّي في قراءة واستقراء أبعاد المفاوضات الجارية ” لحدّ الآن ” بينَ فريق حكومة الكاظمي والأمريكان .!