9 أبريل، 2024 8:29 م
Search
Close this search box.

عِلم يعانِق عِلماً!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعض مفكرينا من أصحاب المشاريع النهضوية المنضّدة على رفوف التجاهل والنسيان , يرى العلة في أن الأمة مهتمة بالعلوم الدينية , ومتمترسة في ذاتها المنغلقة , وعندما تعرّضت لأنوار العلم منذ القرن التاسع عشر أصابتها الصدمة , ووجدت نفسها غير قادرة على المواكبة لعلم أوجده الغرب.
وهذا طرح لا دليل عليه , ولا يمتلك رصيدا واقعيا , ويكشف جهل أصحابه بتراث الأمة , ودورها في مسيرة الإنسانية الحضارية.
أمتنا منبع العلم ومنطلق أساسياته , التي أوصلت الدنيا إلى ما هي عليه اليوم , فما تمكن منه الغرب بدأ من الأرضية العلمية العربية , التي إنطلقت منذ القرن الثامن الميلادي وتواصلت لقرون , حتى أخرجت الدنيا من عصورها المظلمة , فتمتعت بأنوار العقل وتفاعلت مع العلم , بعد أن أهملت ثقافات الطاغوت والإستعباد للبشر بإسم الدين , الذي سفك دماء الملايين من أبنائها , قبل أن ترتشف النور العربي الساطع.
الأمة عالمة , والذي يهمل هذه الخاصية المتميزة للأمة يسعى لمعاداتها , وتستطيع أمتنا أن تنهض وتكون في بضعة عقود , عندما تتوفر لها قيادات ذكية , وتزدان كراسيها بالعارفين المتنورين , لا بالجاهلين المتوهمين بأنهم يعرفون , وهم في دياجير الأمية يعمهون , فيعادون أنوارها المعرفية , ويحاربون عقولها الحضارية الإبداعية , ويحشدون أبواقهم الصاخبة حول كراسي القهر والفساد والمتاجَرة بدين.
الأمة أقوى وأعرق من دعوات الغاطسين في أوحال الوهم , والتصورات المسوّقة لتدميرها ومنعها من التفاعل مع عصرها , وتدثيرها بما هو سلبي , وإقناعها بأنها عاجزة وعالة على غيرها من الأمم.
وستنتصر على الخائبين بأنواعهم , وستلد أرحامها رجالاتها المعبرين عن جوهرها , وطاقاتها الفوارة المترجمة لإرادتها الحرة الفائقة الإنجاز والتدبير.
إن تهافتهم على الطروحات السلبية , المستوردة من قاعات دروسهم في الجامعات الأجنبية , توهم الأجيال بأن الأمة كما يرونها ويريدون لها أن تكون , وهي التي تكون كما تريد أن تكون , وتفرضه طاقاتها الكامنة في ترابها وعقول أجيالها المتنورين.
فهل لبعض المفكرين أن يرعوا ويتبصروا , ويتكلموا بلسان عقل الأمة , لا بلسان الآخرين!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب