23 ديسمبر، 2024 4:41 م

عَدِيُّ بن الرِّقَاع العامِلي

عَدِيُّ بن الرِّقَاع العامِلي

« عَدِيُّ بن الرِّقَاع العامِلي »، يضلَعُ في مشيتِهِ (أعرَج، ذكرهُ واضِع موسوعة “ الغدير ” العلّامة « مُحسن الأمين العامليّ » في “ مُستدركات أعيان الشّيعة ”، ولم يذكر أنه كانَ شيعيّاً، لانتسابه لبني عاملة، مِن جَبل عامِل) ويُكنى أبا داود وابنته سلمى تقول الشِّعر، سَكنَ دِمَشقَ الشّام ولا حرَجَ عليهِ إذ عاصَرَ؛ عبدالملك بن مروان والوليد بن عبدالملك وسُليمان بن عبدالملك والخليفة الرّاشِد الخامِس عُمر بن عبدالعزيز (رض)، وقد امتدَّت خلافة هؤلاء حتى عام 101هـ، تُوفي سنة 95هـ 714م. كانَ مُهاجياً لجَرير، مُقدَّماً عند بني أُمَيَّة، مَدّاحاً لهم، خاصَّةً بالوليد بن عبدالملك. كأمير الشِّعر العربي أحمد شوقي (1868ـ 1932م، يُحتفل بقَرن ونصف القَرن على مولِيدِه)، عاصرَ ثلاثة عهودٍ توفيق؛ توفيق خديوي مصر الذي بعثهُ لِدراسة الحقوق في باريس، ذاته السُّلطان توفيق تحوّل مَلِكاً، وقد تحوَّل شوقي مِن مادحٍ وَليّ الأمر إلى مُعبّر عن صوتٍ الاُمَّة، خاتم اصبع على قيثارَة وشامة على فم الخلود. السُّقوط في الهاوية يبدأ بزلَةِ قدَم في القمَّة، باللُّغةِ السُّويديَّة Falls i avgrunden ole slip fötter vid toppmötet،

شاعِر الرّافدين «جَميل حُسين السّاعِديّ»، سَلامُ السَّلام الله؛ مِن أينَ أبدأ؟، بالحديث «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ الشِّرْكُ ” الرِّيَاءُ “، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً» (الحديثُ الشَّريف)، وأنتهي.. ماذا تقولُ لحُسنكَ الأبيات؟، اُعطيت ما لـمْ تُعطــهُ الملكـات، أصبحت أجْمَـل اُغنياتي كُلّها، تُوحي بها عينـاكَ والبسـماتُ وحَسبُكَ المُستهَلّ المُستلّ المُستنير؛ رياءُ النّاس مُستنكَر لَدو مَكارم الأخلاق، وصلاةُ الرّياء الذَّميم غير مقبولَة، وصحيفة باسم «المُثقف» مُحترَمة اُسوَةً بالصَّحافة العالَميَّة لَلَّتي مِنْ تقاليدِها الرَّأي المَسؤول المَصون أوَّل حقوق الإنسان في المَواثيق الدّوليَّة حجبه جريمة، واحتِرام صحيفة «المُثقف» خيار الاسم القَلَميّ المُستعار رُقيّ، جورج صاند ( George Sand ) اسمٌ مُستعار للرّوائيَّةِ الفرنسيَّة Amantine Aurore Lucile Dupin، اللهُ خَالِقُ الجَّمَالِ المائِز على القُبح، توَفّاها صيف 1876م اُنموذجاً، وتُوفي «ابنُ مَيّادَة الرَّمّاح» عام 149هـ 766م.

لا اُزايد على ثناء الإنسان بحَقٍّ- شاعِر القُطرين ألمانيا والسّويد، المُثقف الأريب «ماجد ( أبو نائِل)»، وبحَقِّ القول: “ قصيدةٌ رائِعةٌ مِنَ البديع المُترَع المُمتِع لا النَّظم المُتَّبع، لا يأتي بها إلّا شاعِر كبير شفيف طهوريّ كدموع العذارى الحيارى، يحار جَميل الرُّوح والمَخبَر، وحقاً لَم يُخظئ مَنْ سَمّاك شاعِر الحُبّ والجَّمال واسمح لي أن أدعوك شاعِر الرّافدين.. أنتَ شاعِرٌ كبيرٌ وأفضلُ شاعِرٍ عربي على الإطلاق باصبع خاتم الزَّمانن، شامة على فم الخُلود، كتبَ في الحُبِّ”، مَشفوعَاً بالشّاهِد الثانيّ الفاضِل غير المفضول صباح الحكيم، القائِل: “ دُمت شاعِرَاً غرّيدَاً في مَيعة صِبا ماجد أبي نائِل ودامت لكم الصّحة وعافية الدِّين والدُّنيا ونعمة الشِّعر البديع. همسة لأُستاذ الأساتيذ ماجد(أبا نائل) انا سعيدة بتكريمكم متواضعي اُستاذي الفاضل..”، مَشفوعَاً مَثنىً وثلاثَ ما طابَ تلقاء عشير راجح غير مَرجوح، ثناء جميل، قول جَمال مُصطفى: “ ودّاً ودّا ..” وكفى وحاشا وكلّا زاجرَة، ولا نافية لِجُنحةِ نشر الكراهية وازدِراء المُروءَة ووجدان الإنسان، ناهية آمِرَة ودّاً ودّاً. ولا أبلغ مِن ردّ ود، مُداخلات على الرّابط اللّام الهام:

http://www.almothaqaf.com/b/c1d/924528-ملكة-الملكات

لَقبَ عَدِيُّ العامِلي “ ابنُ دُريد في كتاب الاشتقاق ” بشاعر أهل الشّام. وكانَ مِن حاضِرَة الشُّعراء لا مِن باديتهم كما يقول “ الأصفهاني في كتابه الأغاني”. وياقوت الحموي (من البلدانيين: الذين كتبوا في جغرافيا البلدان) استشهد بأبيات لِعَديّ بن الرِّقَاع في 110 مواضع. وصاحب كتاب “ لسان العرب ” (قاموس لغوي شهير) استشهد بشِعر عَديّ الرِّقَاع في أكثر مِن مائة موضع، ما يدلّ على اعتماد اللُّغويّين على شِعره.

عَدي ابن الرِّقَاع العامِلي، استطاع ما لَم يستطعهُ غيره، أن يهزم جَريرَاً وأن يضطرَّه إلى الاعتراف بالهزيمة. فعندما سألوا جَريرَاً “ مَن أنسب الشُّعراء؟ ” قال: “ ابنُ الرِّقَاع ” وذكر قوله:

لولا الحياء وان رأسي قد عسا * فيهِ المَشيب لزرت أُمّ القاسمِ

فـكأنها بين النسـاء أعارهـا * عينيه أحوَر مِن جاذرٍ جاسمِ.

ويروي الفرزدَق لقاءه الأوَّل هو وجَرير لعَديّ بهذا النصّ: “ كُنتُ في المجلس وجَرير إلى جانبي، لَمّا ابتدأ عَدي مُستهل قصيدَتِه ”، أمعنَ وأنعمَ النظَرَ، فأنشأَ وأنشد:

عرَف الديارَ توهُّمًا فاعتادها * مِن بعد ما شمِل البِلى أبْلادَها. ( أبلادُ مُفرَدُها بلَد= الأثر )..

رواية background «د. قصي الشَّيخ عسكر» “ قصَّة عائِلَة ” تبدأ أحداثها عام 1996م، بسَفر الشّاب الضّابط المُلازم أوَّل First-Lieutenant (ص17. هاني نجم) الوَسيم طَويل القامة المُفعم حيويَّة وأحلاماً مع جَدول الترقيات الذي يُحيل نجمَتيّ عطفيه إلى رتبة “عميد Brigadier-General أو زعيم” التي عُرف بها مِثالَهُ الجَّليل الجَّميل مُؤسّس “جُمهوريَّة العِراق” الخالِدَة على أرض الرّافِدين «عبدالكريم قاسِم»، لأنَّ هاني نجم اليسارَويّ الاتجاه، يتوَجَّه إلى ألمانيا، ليهبَ فصيلَة دَمه العبيط القاني إلى فلَذَّةِ كبده المُصاب بابيضاض سرطان الدَّم Blood cancer, Leukemia، جرّاء غازات غزَوات حرب الخليج، بيدَ أنَّ الرَّدى أسرَعَ فأودى بالفتي ابنه فتستدعي background الأحداث عام 1959م، الأوَّل الأساس لبَدأ مِحنة عائلَة “الحاج نجم”؛ ابنه البــِكْر يُنقـَل مِن العاصِمة الحبيبة بغداد إلى الوحدة العسكريَّة في حاضِرَة البصرَة الطَّيّبة الخربة الحلوب، يصحب معه عائلته واخوانه، ويسكنون دور الضُّبّاط، وذات يوم يُهرَع إلى دارَته الجُّندي المُراسل، يُنبيه قيام مُلَثّمون في سريته جُنود، بجُنون جُرم قتل وسحل عقيد Colonel جلال القوميّ الحقود على الجُّنود والزَّعيم كريم قاسِم واليسار الشُّيوعي، يعتبرهم مَدّ جراثيم يجب اقصاءهم من الوجود، مَوسِم جزرهم وحصادَهم المُرّ قادِم، والرّيح الصَّفراء كفبركات الصُّحُف الصَّفراء الخبيثة تعول وتُهوّل كدَمات لَكمات كلِمات؛ لَكزَاً و رَكلَاً ولَيَّاً لِعُنقِ الحقيقة بإسقاط ظِلال حُمولَة مُؤامرة تُعِدّ لانقلابٍ عسكريٍّ ضدّ الزَّعيم، وقد اُتهم مُلازم اوَّل “هاني نجم” بأنه مُدَبّر الجَّريمة دِفاعاً عن الزَّعيم الأمين، وفعله بطولي نبيل في افشال مُخططات الثورَة المُضادَّة، وإنْ اُعتبرَ في مناطق ومُدن اُخرى، مُتهم بجريمة قتل يجب القَصاص مِنه بالقتل، ورُغم انّ الضّابط “هاني نجم” كان في دارَته ساعة وقوع الجَّريمة، ولكن الغوغاء والرُّعاع مِن طوابعهم الحماس والسخط، ففي مدرسة شقيقه “هِشام نجم” رفعوه الطَّلبة على الاكتاف كونهُ شقيق البطل الضّابط “هاني نجم”، ورددوا هُتافات تطويب لجريمة قتل عقيد جلال “عاش هاني نجم… يسقط العقيد جلال… يسقط الخونة… عاش هِشام نجم… عاشت جميلة بوحيرد… عاش كاسترو” ص31. حاول الضّابط البريء المُلتبَس لبوس إبليس، بالجُّرم، إنقاذ القتيل، متأخراً، ومُبلغاً الجهات المعنيَّة. اُحتجز واُحيل الى مجلِس تحقيقي، وكان يجأر في كُلّ تحقيق عسكري، بأنه بريء، لم يكن في السَّريَّة وقت حدوث الجَّريمة بقوله “اختلف معه في الرَّأي نعم. كان قوميّاً وانا يساريّ. نعم . اُحِبّ الزَّعيم وهو يكرهه. صحيح. هذه الاُمور لا تدفعني للقتل. ولو قتلت لما انكرت. الجَّميع يعلم أني كُنت خارج السَّريَّة حال وقوع الجريمة” ص50. اُحيلت اوراقه إلى المحكمة العسكريَّة العُليا، التي يترئسها العقيد “شمس عبدالله، قومي بعثي، كان يحكم على انصار الزَّعيم واليساريّين بأحكام قاسية قطعيَّة، وتُشكّل حالَة فريدة في تاريخ العِراق، إذ أنه يترئس محكمة تحاكم انصار الحكومة ومؤيديها” ص53. يبادر “هاني نجم” بأن يستدعي شقيقه “هِشام 13 عاماً” ويطلب مِنه السَّفر حالاً إلى بغداد، ويعطيه مبلغ “خمسين ديناراً” يوصلها إلى صديقه «عبّاس الحاج عليوي صاحب سوبرماركت» لِيُوَكّل المحامي «قاسم كُبّة» لدفاع عنه. لكن النتيجة، حكم بالسَّجن سبع سنوات، يُرحَّل خـَلَلَها ببين المَحابس وطُردت عائلته مِن دارَة الضُّبّاط، وقُطِع المُرتب، وجدت عائلة “الحاج نجم” نفسها في فجاجَةٍ فجاعَةٍ مَجاعَةٍ فجاءَةٍ فريسة شريدَة اضطرَّت العودَة إلى بغداد التي بدَت بغداد غريبة وحشيَّة، لا إلف ولا مألوف. يقول هِشام “بغداد التي ألفناها بدت غريبة عنا . تلك المدينة التي شهدت ولادتي وطفولتي . ادركتها في حال بؤس وسورة دم، حزن وصخب . دامية تنظر ألينا بأستغراب . كأن الدم الذي انفجر من العقيد المغدور، وطالتنا شظاياه في البصرة مازال يلاحقنا نحن الابرياء” ص94 . وبعد لأيٍّ ولُتيّا حطَّ بهم النَّوى في مِنطقة “الرَّحمانيَّة”، وسجَّل هِشام في مدرسة ثانوية في مِنطقة “الجّعيفر” ذات السِّمة القومي بعثيَّة، وحين اُكتشفَ هِشام بأنه شقيق الضّابط قاتل عقيد جلال اُهتبلَت سانِحَة الثأر، لكن مُدير المدرَسة مِن مِنطقة “الجّعيفر” انقذه وطلب منه البحث عن مدرسة اُخرى، فاتقلَ إلى مدرسة في مدينة “الكاظِميَّة” أهلوها يساريّون محبّو الزَّعيم. وآنَ عرفوه شقيق الضّابط البطل، مدّوا لَهُ يد المُنقِذ تِلقاءَ شآبيب كاظِمةٍ ودِفء الرَّحِم العميم الحميم الرَّحيم والتقى التدريسي اليسارَوي “الاُستاذ والكاتب المعروف «محمد شرارة». والد المُترجمة والاُستاذة الجّامعيَّة الأديبة الناقِدَة المرحومة «حياة شرارَة»” ص123. وبشَفاعَةٍ حَسَنةٍ مِن لَدو أقاربه، عملَ في بلدية العاصمة كمراقب، لكن عليه ان يقول بأنَّ عُمره 17 عاماً، وليس عُمره الحقيقي 13 عاماً. وذات عيد فكّر هِشام في مغامرة غير محسوبة العواقب، ان يزور بيت العقيد «عبدالرَّزاق النايف» في مِنطقة اليرموك، وكان آنذاك“ مُدير الاستخبارات العسكريَّة في جُمهوريَّة عبدالكريم قاسم. وُلد في الفلوجة. رئيس وزراء العِراق بعد انقلاب 17 تموز 1968م. بقي في الوزارة شُؤم 13 يوم لانقلاب 30 تموز، ثم نفي إلى لندن واغتيل فيها بتكليف مِن صدّام” ص179. وانسلّ بين المُهنئين، وبعد خلوّ صالة الاستقبال مِن المُنافقين، تطلّع العقيد إلى وجود صبي صغير كالجَّريدَةِ وحيداً، استغرب لماذا لم يذهب مع ذويه، فبكى وافصح عن حاجته بأن شقيقه مسجون بريء، فتعاطف معه وطلب منه ان يكفّ عن البكاء لأنه رجُل، قالَ لَه “انت ضيفي. عيب، نحن عرب نُكرم الضّيف، فكيف وانت جئت إليَّ في العيد” ص183، فأدارة قرص الهاتِف وأمرَ بإطلاق سراح هاني، ولَدى عودَة تسلّط عصابة البعث الفاشست، دوهِمَت دارَة هاني ليلاً وأطلقَ الفاشست الرَّصاص عليه، لكنه هرب في اللحظة المناسبة، وانقذ حياته من الموت المحقق، وبعد أيّام اعتقلوا شقيقه نُعمان (16عاماً) بتهمة الانتماء إلى الحزب الشُّيوعي، وسيقَ إلى مطامير النهاية وأفلَتهُ الحظُّ، ثمَّ جاءَ رسولٌ مِن هاني يخبر بأنه نوى الهروب إلى الجّارَة إيران ثثمَّ الاتحاد السوفيتي عبر أهوار العمارة ويطلب شقيقته “هناء” وابنها الرَّضيع، للتمويه على نقاط التفتيش، لكن أمن الشّاه قبضه وارجعه إلى العِراق، وكان انقلاب القوميّين على البعث، أقلّ وَطأة.