كتاباتنا معيبة ومخجلة , وكأنها إسطوانة مشروخة تدور في فراغ , لا تقدم ولا تؤخر , وتجيد المراوحة والتدحرج المتقهقر , والإمعان بالإستنقاع والتعفن.
فتجدنا ” نعيد ونصقل” ولا نستحي مما تصرّح به أقلامنا العفيفة النظيفة , وهي تتحدث عن الطوائف والمذاهب والعرقيات والتحاصصات , وتراها تردد أن أبناء البلاد كانوا بكافة أطيافهم وتنوعاتهم يعيشون كشعب واحد قبل ألفين وثلاثة , التي تشظى المجتمع بعدها , وتمزق وما عاد له وطن يأويه!!
ولن تجد فيما يُطرح ما ينفع , وإنما إجترار وجلد ذاتي ورجم بالغيب , وإلقاء اللوم على الذي مضى وما إنقضى.
فهل من الصائب أن نتحدث في موضوعات تجاوزتها الدنيا؟
الدول التي نسميها متقدمة وديمقراطية , فيها نماذج من البشرية بطوائفها وأعراقها وأديانها ومذاهبها ولغاتها , وثقافاتها , وأقلامها تتكلم عن الوطن والشعب الواحد , وأهمية التنوع لتأمين القوة وصناعة السبيكة الإجتماعية والأخوة الوطنية.
وعندنا كل شيئ واحد , ولا تستحي الكراسي وأبواقها القلمية من الكلام بلغة العصور الوسطى , وربما بأساليب ما قبل التأريخ , فتجدها مشحونة بالضغينة والعدوان على مَن يخالفها , ولا ينضوي تحت تبعيتها وهوانها وكراهيتها لذاتها وموضوعها.
ووفقا لذلك فما قدمت خيرا للبلاد ولا للعباد , وتواصلت في الخراب والدمار , وتقويض أسس وبنى الدولة التي إنطلقت منذ قرن شديد.
فالعيب في الأقلام والأفهام , وبأصحاب الكراسي الموالين للطامعين , والمقلدين للقابعين في مدن الشيطان , وهدفهم الإستثمار بالويلات والأحزان.
ولن نعاصر حتى تتكسر الأقلام التبويقية , وتستفيق الأفهام الحجرية , وتتحفز العقول وتنطلق الأفكار بحرية , ويكون الوطن خطا أحمرا , والمواطنة مفردة مقدسة , والقانون هو السيد والسلطان.
فهل لدينا قدرات التحرر من الإرتهان؟!!
د-صادق السامرائي