حسنا فعلت وزارة حقوق الانسان عندما اصدرت ملحقا لمجلتها الرائدة (حقوقنا) يرصد ويوثق للخروقات التي تسجل ضد منتهكي الحريات والحقوق الطبيعية للانسان في العراق .. وقد تناولت هذه الملاحق جرائم البعث البائد والسجناء السياسيين والسجينات وخروقات اخرى ارتكبت من قبل قوى متطرفة وضحايا العنف والارهاب ، وبدات مؤخرا توثق جرائم تنظيم داعش في العراق ومن مصادر موثقة لتكون هذه الملاحق وثائق ادانة لهذا التنظيم الاجرامي .. وما يجري توثيقه هو جزء وليس كلا ، لان جرائم التنظيم اليومية كثيرة ومتنوعة لذلك لا بد لمنظمات المجتمع المدني ان تسعى الى ذلك وان تقوم برفع تقارير دورية الى المنظمات العالمية الفاعلة او المنظمة الدولية لحقوق الانسان ( هيومن رايتس) او مكاتب الامم المتحدة الفاعلة خاصة تلك التي تعمل على مناهظة العنف والعنصرية والتمييز العرقي والطائفي ومنظمة الهجرة العالمية .
وهذه الملاحق على صغر حجمها فانها موزعة على ابواب وحسب نوع الجريمة .. فمنها جرائم “القتل والتهجير بحق المدنيين ” و”عمليات الذبح التي تجري لمنتسبي القوات الامنية العراقية” وكذلك رجال الدين المخالفين لعقيدتهم .. و “جرائم هدم القبور الاثرية واحراق او اغلاق الكنائس” خاصة في الموصل .. وجريمة هدم الاضرحة والحسينيات والجوامع في الموصل . اضافة الى جرائم التضييق على الحريات الشخصية وحقوق العمل والتعليم وذلك من خلال منع السفور والتبرج للنساء حتى وان كن من اديان اخرى ليس لديهن مثل هذه التقاليد والاعراف … وجرائم اختطاف وتنفيذ جهاد النكاح في الموصل على النساء والاطفال .. فقد ورد في لائحة علقت في المدن المسيطر عليها من قبل التنظيم هذا نصها : ” بعد تحرير ولاية نينوى وترحيب الاهالي باخوانهم المجاهدين وهزيمة الجيش الصفوي في ولاية نينوى وتحريرها باذن الله سوف تكون هذه الولاية مستقر المجاهدين ومأواهم وبذلك نطالب اهالي هذه الولاية بتقديم النساء غير المتزوجات لكي يقمن بدورهن بجهاد النكاح لاخوانهم المجاهدين .. ومن تخلف سوف نقيم عليه الحد وقوانين الشريعة ..اللهم قد بلغنا فاشهد ” هذه هي فتوى الجهاد والاعلان التي نقلها بعض المتابعين من مدينة الموصل . ونحاول التعرف على بعض هذه الجرائم على ان نكمل الموضوع في مقال اخر..
فقد ورد في الملحق بعض فتوى التنظيم منها :- يمنع ارتداء الفتاة للجنز ويجب ارتداء اللباس الاسلامي ، العباءة والبرقع ويمنع وضع المكياج ، يمنع تدخين الارجيلة حيث قام التنظيم بجمع الآلاف من الارجيلات في وسط المدينة وقام بسحقها وتكسيرها بمكائن ثقيلة ، ومن فتاواهم غلق محلات الحلاقة الرجالية ومنع تقصير الشعر، منع وضع الملابس النسائية على واجهات المحلات وان تكون البائعة انثى ، تغلق محلات الخياطة في حال وجود رجل في المحل ، تزال كل اللوحات الاعلانية لمحلات الكوافير النسائية ، فضلا عن قيام التنظيم بجلد كل من يتداول كلمة داعش بالقدح والذم 70 جلدة ، ومنع التنظيم زيارة النساء لعيادات الاطباء بقصد المعالجة ، واخيرا يمنع تمشيط الشعر.. ويعتقل كل من يلاحظ بيديه مشط فيمسك بالجرم المشهود ويستحق الجلد على فعلته المخالفة لشرع داعش .
هذا فيض من غيض ، ولايسعنا هنا ان نذكر سوى حالة واحدة على امل عرض حالات اخرى اكثر وحشية قام بها التنظيم .. احد شهود العيان في مدينة الموصل ويدعى ابو مصطفى (45عام) قال ان مسلحي تنظيم داعش والفصائل المسلحة الاخرى ، اعلنوا في الجامع الكبير في ناحية حمام العليل ، تنفيذ عقوبة الذبح على الرقاب بحق كل منتسب الى القوات الامنية العراقية لم يسلم سلاحه ، وبين ابو مصطفى ان عناصر التنظيم وزعوا منشورات في القرى ونواحي اخرى في الموصل ، تطالب المنتسبين بتسليم اسلحتهم عبر مكاتب المختارين ، ليذهبوا بعدها الى الجوامع لاعلان توبتهم .. ونفذ عناصر التنظيم مداهمات لمنازل المنتسبين وذبحوا العديد منهم كما جرى في ناحية حمام العليل .. وقد اقدم التنظيم ، والقول ما زال لابي مصطفى على اعدام (12) رجل دين رفضوا مبايعتهم حدث هذا امام جامع الاسراء يوم 12 /حزيران 2014 حسب مصادر اعلامية رسمية والبقية من فواحش داعش تأتي.