23 ديسمبر، 2024 6:40 ص

الديمقراطية منهج وسلوك وثقافة وممارسة لم تكن في يوم من الأيام في مختلف دول العالم فوضى وهرج ومرج ولعب على الحبال وخداع الناخب من المنتخب والتشبث بالكراسي والناصب والامتيازات، لم تكن فسادا يأكل قوت الشعب ولا تبريرات للهروب من تقديم الخدمات ولا سياسة خارجية غبر مفهومة ، لا تعيش الديمقراطية مع القتل اليومي بالسيارات المفخخة والعبوات اللاصقة والكواتم ، لا تصح الديمقراطية مع طبقة سياسية استباحت كل شي في الوطن واستعبدت أهله ونهبت ثرواته وجعلت من الشعب طبقة دنيا لا عمل لها إلا حمايتهم أو تنظيف مزابلهم ، لا يمكن إن تنتج ديمقراطيتنا مسؤولين فاشلين من أنصاف المتعلمين صم بكم لا يبصرون إلا مصالحهم  وتنتج في دول العالم قادة كبار في السياسة والاقتصاد اوجدوا مكان لبلدانهم في صف الدول المتقدمة رفعت صورهم في التظاهرات وفي شوارع العراق تعبيرا عن اليأس والإحباط من ساستنا بغض النظر عن النوايا الأخرى.نعم الديمقراطية من مظاهرها الصحية الاختلاف في الرأي والبقاء للأصلح الذي يخدم الشعب الذي فوضه إدارة شؤونه وليس الصراع الدامي على السلطة والمناكفات وتفضيل المصالح القومية والطائفية والفؤية والجهوية وإسقاط المواطنة من قاموس الحكم بحيث أصبح كل شئ أولا إلا العراق فهو في الأخر مثخن الجراح . الم يحن الوقت للإصلاح السياسي والإداري والمالي الم يحن الوقت لإعلاء الوطن والمواطنة ليكون العراق فوق الجميع الم تصل بنا الطرق إلى إعادة النظر في العملية السياسية وتصحيح مسارها ن قطعت أوصالها الحواجز الطائفية والمذهبية والأجندات الخارجية ،إلا نتوقف عند القوانين والتشريعات والتعليمات والأوامر البالية والتي عطلت الحياة وكرست الفساد والذي عد العراق من أول فرسانه .
الديمقراطية لا تجزأ إلى أنصاف أو أرباع وتسمى بعناوين ما انزل بها من سلطان منها مرة توافقية وأخرى تحاصصية وتارة خصوصية بل هي وحدة واحدة تنعش الأفكار وتطلق القدرات وتسعى للرفاهية والتحرر  وتحل لسان الصحافة والإعلام ليساند الدولة ويوجهها ويعدل مسارها لا إعلام طائفي يؤجج الفتنة ويلعب على عقول الجهلاء. الانتخابات أيا كانت استحقاقاتها برلمانية أم حكومات محلية ليست  هي الديمقراطية  بحد ذاتها بل هي مظهر من مظاهرها .الذي يقرا الشعارات ويشاهد الصور على بعض الملصقات المعلقة بشكل عشوائي في شوارع العراق يصاب بالخيبة هي إعادة أنتاج ما سبق وكان هناك إصرار وترصد على إبقاء البلد في محنته السياسية والاقتصادية والأمنية والخدمية بل ابعد من ذلك بكثير،مئات القوائم وآلاف من المرشحين وشعارات رنانة فارغة غير قابلة للحياة بخلو برامج حقيقية واقعية تتنافس لتقديم خدمات يفتقدها المجتمع لا سياسة نفر منها ولا متاجرة بالشهداء و الأرامل واليتامى والمعوقين والمتقاعدين والعاطلين هؤلاء بحاجة الى قوانين وتشريعات لضمان أمنهم الاجتماعي لا تنفعهم عبارات لفظية تحت صورة المرشح الذي يستظل  بصورة رئيس قائمته  كأنه يقول عيني عينك أتريد أرنب اخذ أرنب تريد غزال اخذ أرنب.