المشهد الاول – تاريخ مظلم –
في بلدة حباها الله تعالى بكل الطيبات وفي غفلة من الزمن نزغ الشيطان* بين ابناء تلك البلدة الطيبة وتمكن من استغفال ضعاف نفوسهم فتبعه خلق كثيرممن لديه استعداد ان يبيع امه بحفنة دولارات او يسلم اخيه للجلاد من اجل كرسي السلطة. فحبب اليهم الشيطان تغييب عقولهم وانتزاع الرحمة من قلوبهم باسم الطائفة والدين فتبعه كثير من الحمقى والجهلة والمتعصبين. وبدل ان يستعيذوا بالله كما امرهم و يحتكموا الى العقل في تسوية خلاافاتهم فانهم صغوا بحماقة الى وسوسة الشيطان واتبعوا غلوهم وتطرفهم في قتل اخيهم الانسان. فتفشت بينهم الفتنة والبغضاء وهدروا انهارا وبحور دماء . فازهقت ارواح كثيرة بدم بارد ولم يسلم من شرها شارد وﻻ وارد. كما هدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا و حرقت المدارس وسرقت البسمة من وجوه الاطفال وهدرت فرص العيش الكريم لاجيال واجيال . كما ان حكماء القوم منهم والعقلاء غطوا في سبات وسبات ولم يعقدوها بل اكتفوا ان تنزل عليهم رحمة من السماء. فتكالب عليها كل لص ومختلس وشطروا البلاد الى دويلات اذل من دويلات امراء الاندلس.
المشهد الثاني- مراسيم جماعية – يوم اللعن
طوابير طويلة من الايتام والارامل والعاطلين عن العمل والمحبطين ممن ادركوا بان الشيطان واتباعه هم من تسبب في الحروب الشيطانية التي غيبت الاحبة بغير رحمة ومزقت البلاد وشردت العباد.
من مناسك يوم اللعن هو ان تمر هذه الطوابير بمقبرة المدينة ويتم لعن الشيطان ورموزه ورمي قبورهم بالاحذية والبصاق عليها بينما يقوم البعض بالتبول على هذه القبور استحبابا وتعبيرا عن احتقارهم لها ورفضهم لما اقترفوه بحق ابناءهم وتقتيلهم وتشريدهم وضياع وطنهم و مستقبلهم بدل احتكام العقل والحكمة وتغليب مصلحة البلاد.
المشهد الثالث – قصيدة الوطن
سليل حضارات عريقة تضرب في عمق التاريخ بل هو التاريخ وكل الازمان….ترعبك هيبته ويقتلع الخوف قلبك لعظمة قدره وسمو مقامة وتقشعركل خلية في جسدك حين يذكر اسمه.
حراس المتحف اجزموا بانهم رأوا كبار الهة وسومروفارس و بابل يخرون سجدا يقبلون التربة التي تحت نعليه تبجيلا واكبارا.
بستاني الجنة قال انه بعض من جنة الله….طيب كالحب وعذب كضحكات الاطفال. له قلب يسع العمر كله. هو سيد البهاء والشموخ.
حين التقيته اخر مرة لم يكن يبدو لي كما عرفته طوال عمري. كان يئن بصمت وكبرياء. قال لقد تكاثرت الظباء وكثرت الطعنات. سالته عن الاحبة فلم يجبني. لكني سمعته بوجع يقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعـوا
ليـوم كريهـة وسـداد ثغـر
وخلونـي ومعتـرك المنايـا
وقد شرعوا أسنتهم لنحـري
المشهد الرابع – ايات بينات
كثيراما يقرأون:
“
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.
لو كانوا حقا يتبعون الذكر لما تدنوا لحالتهم البائسة هذه … انهم قوم يسمعون كثيرا ويثرثرون كثيرا ولكن قليل منهم يفقهون.
* الشيطان = المحتل = السياسي الطفيلي = السياسي المتعطش لسلطة = دول الجوار = الطائفي الاحمق و الموتور= رجل الدين المتعصب = رجل الدين المتخلف