22 ديسمبر، 2024 2:30 م

الصورة تملئ الشاشة  وعيني مسمرة اليها ,بينما الحديث يدور ,انظر مليا ,الصورة تظهر ارضا اوأتساءل مع نفسي …ما هذا…؟…  اكاد لا أجد مسمى لتلك الصورة .

يقول مقدم البرنامج ذا هو الهور!!!

اعود وانظر مليا فتتلاشى الصورة التي كانت في ذهني والتي تتضمن مياها وافرة ومشاحيف وطيور مختلفة المهاجرة منها وغير المهاجرة والامواج التي تعلو وتهبط وشباك الصيادين المليئة بالأسماك المختلفة كبيرها والصغير.

عيني عليك ياهور….

كيف قتلوك …؟

التلوث البيئي, الامراض السرطانية .

هذه هي نتائج الاكتشاف

اكتشاف النفط في محافظة كانت تزخر بالخيرواصبحت فقيرة.

عيني عليك يا هور

كيف خططوا لقتلك وانت المارد …؟

كنت شامخا تأوي اليك الارواح وتحَّيك القلوب وتمتد نحوك الايدي فتعود مملوءة بالخيرات من فضل الله الذي اودع فيك  تلك النعم .

يقول المتحدث عبر الشاشة:

المادة (140) كفلت التعويض بمبلغ مالي لمن كان يعيش في الاهوار وعانى من الظلم والاضطهاد من خلال التهجير القسري او الاعدامات والهجرة الجماعية بسبب الظروف الاقتصادية .

اذن قتل الهور يعني قتل الحياة بمختلف اشكالها فالجاموس هذه الثروة الحيوانية المهمة لا يمكن ان يعيش بعيدا عن الهور وكذلك الاسماك وصيادي الاسماك الذين امتهنوا الصيد مهنة عبر الاجيال ومن خلالها يؤمنون رغيفهم ويستمدون معاشهم ليس هذا فحسب بل خسارة الطيور المهاجرة وخسارة السياحة الى هذا الهور الذي كان يسمى قديما فينسيا العراق تشبها بفينيسا البندقية في ايطاليا ,البيوت التي بنيت على الماء ويحيط بها الماء.

بيوت البردي والقصب في الهور.

كيف تبنى …؟وقد جف القصب وماتت ارضه وجفت مياهه وصار حطاما قابلا للاشتعال ونشر الحرائقوالدخان .

يقول احد المتحدثين :

الهجرة لم تقتصر على ابن الهور بل حتى الموظفين في الدوائر في تلك المناطق لقلة الخدمات صاروا يقدمون طلبات لنقلهم الى مدن خرى يمكن ان يؤدوا فيها خدماتهم الوظيفية على صورة افضل فضلا عن تمتعهم بخدمات مدنية افضل.

هنا كانت صورة جميلة…اجل اقول كانت صورة جميلة

هنا الان صورة اخرى تنبئ  عن قتل بطيء سنوات وسنوات لم يقدم احد علاج لهذا الموت البطيء ولم يقدم اي دعم لعودة الحياة.

جفت المياه ومات الهور

هل تنفع دموع التماسيح …؟

هل تنفع صرخة الاحتجاج …؟

هل تنفع استغاثة المستغيثين طلبا لوقف زحف الموت واخذ الاجراءات اللازمة ليعود الهور من جديد حافلا بالحياة مزدهيا بالخيرات عفيا معافى .

اذكر قبل سنوات وحين تقرر ادخال الاهوار تحت لائحة التراث العالمي كان ذلك خبرا مفرحا استبشرنا فيه خيرا وكتبت في شأنه الصحف وتحدثت عنه القنوات الفضائية المختلفة. ولكن ماذا كانت النتيجة …؟

ها نحن وبعد هذه السنوات نشاهد هذه الصور المؤلمة لحالة الهور …ارض جرداء تحتضن بقايا محطمة لأحلام وآمال وصور كانت رائعة ذات يوم…ذات يوم مضى فهل من عودة ليوم مضى …؟

اتقدم بالسؤال….وليس لي علم في الجواب…..عسى ولعل …وليت …كل التمنيات اكتبها  واكتبها واكتبهافهي رسالة للجميع وصرخة من الاعماق مفادها (اعملوا مخلصين من اجل ان يعود الهور حيا عفيا معافى زاخرا بالخيرات)………..