للأعيــاد الدينــة التي يعتاد الناس على اقامـة طقوسـها السنوية ، لها دلالات انسـانية كبيرة بمعناها .. فلو نظرنا الى عيــد الاضحـى المبـارك او ما نطلق عليه احياناً ( العيـد الكبير ) .. لا بـد لنا ان نتذكرها .. وما دمنا نتحدث عن ديــن المجتــمع الذي نغيش فيه ذو الاغلبيــة المسلمة .. وتعود ذكراه في كل سـنة هجرية .. فله معانيــه السـامية ومقاصده .. كما تعـود معه الاسئلة التي يجب ان تتجـدد لتلائم تلك المعاني وهذا الزمن .. وما احوجنـا اليوم لان نتذكـر في الظروف الحالية التي تمـر بها الطبقة الفقيرة من الشعب العــراقي .. وخاصة بوجود جائحة كورونا التي ساهمت بشكل او بآخر من جعل الكثير من الطبقة الوسطى تصطف الى مجموعة الطبقة الفقيرة .. والسبب يعود الى الركود الاقتصادي وتوقف الكثيرمن الاعمال التي يعتمد البعض منهم الى عمله اليومي .. وهذا العيـد مقرون بالتضحية ومرتبط بالعطاء الجميل .
والسؤال هو .. كيف نسـتلهم مقـاصـد عيـد الأضحــى .. لنسـتلهم الجمــال والجلال ، ولنتصــور مـدى قيمــة الإيمـان فيه … فالخلــيل ابراهــيم عليــه الســلام بـدا مسـتعداً لتقـديـم ابنـه قـربـاناً لله … واســماعيـل بـدا مـسـتعداً ليكــون الضحيـــة .. ولنـا ان نتصـور قيمـة الايمـان الذي يحمل صاحبــه على التضحيـة بأعــز ما يملك . كما علينا ان نتصــور ان نبل هذا الفتى ومستوى حلمه .. كما علينا ان نتصور إن ابراهيــم عليه السلام لم يـدر في خلده ان ابنه سينجو . وإن كبشــاً سـيحل مكانـه ليفتـديـه ، كان مقبلا على ذبحـه طاعة وامتثالا .
الأمر هنا يتعلق بامتحان كبير وابتلاء عظيم خرج منه الخليل منتصراً . فكل هذا يعتبر درسـاً للتضحــية والصدق . ولنا ان نراجع انفسنا في علاقاتنـا بهذه القيمة التي تصنـع تأريخ الامم العظيمة . .. لنرى ومع الاسف ان اكثـر المسلمين اليوم لم يعودوا مستعدين للتضحية بأي شـــيء لفائدة الآخرين .. ولم تعد لهم رغبـة في البـذل من اجل الغير . في الاعياد مشكلتنا
.. لدينـا مظاهـــر وطقــوس ترتبــط في عمومـها بالأكـــل والشـرب .. ومـلء البطـون .. والى تنافـس محـموم يخوضه البعض لشــراء ملابـس باذخـة الاثمان وهي خاصة بالعيد .
في العــراق .. لا يوجد هناك تخطيط لاسـقبال العيــد .. فيـبدأ الاعـداد للعيــد فجأة .. وتنهـال الطلبـات على رب العائلة المسكين .. وهو بالاساس غارقا في هموم جائحة كورونا .. التي جاءت بحلول سـنة 2020 وصاحبتها هموم اضافية تلك هي انخفاض اسعار النـنـفط التي تعتمد ميزانية العراق على ريعه .. مع الاخذ بنظر الاعتبار ان بعض العوائل تعتبر قدوم العيد مصيبة لان امكاناتاتهم المحدودة لا تسمح لهم بتلبية كل طلبات العيد المتنوعه . فاضافة الى الملابس المبالغ فيها نجد طلبات الاكل والاستزادة من الطعام وكأنهم خارجون لتوهم من مجاعة .. ويصرفون ويسرفون وكأنهم حفاة عراة .. واما بالنسبة للفقراء فانهـم ينظرون فقط ومن بعيد .. ولايجدون من يلتفت اليهم … والمطلوب هنا القول باننـا نفكـر في انفسـنا في كل يوم من ايام السنة .. فلماذا لاتكون ايام العيــد هي المناســبة التي نفكـر فيها من اجل غيرنا من الفقــــراء .