23 ديسمبر، 2024 9:54 ص

عيد مؤجل في العراق !!

عيد مؤجل في العراق !!

قبل أي كلام أو تحليل نتمنى أن يمن العزيز القدير على العراق وشعبه بالخير والوئام والسلام بمناسبة عيد الفطر المبارك داعين عزوجل أن أن يجعل من المناسبة الكريمة خيمة كبيرة يتسامر بين أركانها العراقيون، ليكون يوم الفطر بداية تواصل تذوب في بودقته كل عناوين الفصل والاجتزاء والانغلاق على كل ما هو غير عراقي، ، وأن يشل الحفيظ كل ايادي الخبث والضغينة لتفشل معها مخططات الفتنة والخبث التي تستهدف العراق وأهله.. انه نعم المولى ونعم المجيب
وبعد
من منا لا يتذكر الكلام الموروث والمعبر عن معانيه بكل بساطة وموضوعية ونضوج” خرجت يوم العيد بالملبس الجديد.. أقول للاخوان هيا الى الدكان”، فليس هناك ما يعبر عن اي شكل من أشكال التخندق غير الأخوي البريء، ” أقول  للاخوان”، أي ليس لطائفتي أو عرقي أو حزبي، أخواني أبناء العراق بلا توصيفات ضيقة، فكم كان الكردي أمينا للعربي وكم كان هذا الأخير مرتفقعا عن كل التوصيفات الطارئة، و من بيننا يتذكر أنه سال صديقا عن انتمائه العرقي أو الطائفي، فقد كنا نعتبر ذلك عيبا، عكس سياسيون يتباهون بهذه الآفات ليل نهار، وكأنهم يتجاهلون ،أو بالأحرى تنقصهم المعرفة بطباع العراقيين وأولوياتهم، التي ليس فيها أصدق من حب العراق،لالأمر الذي يبرر عدم وصول طوق النجاة العراقي الى أيدي هؤلاء السياسيين في أي انتخابات مقبلة.
يتحسر العراقيون ، بطيبة قل نظيرها ، على تلك الليالي التي كانوا ينتظرون أمسيات رمضان والعيد للتنفيس عن اي وجع سياسي او عوز مالي أوجحود عاطفي او غيرها، ففي ” اللمة ” يحلو السهر كما يقولون، لا بل أن تلك اللقاءات كانت حبل سري متين في تعزيز أواصر المحبة والوئام، أما اليوم فيضع العراقيون اليد على القلب خوفا من مفاجأت العيد ونهايات الشهر الفضيل، حيث تتكاثر التقارير عن تهديدات مسلحة وعمليات انتقامية، وكأن هناك من يكره أن يغير العراقيون حالهم، أو حتى أن يفرحوا في ايامهم الكريمة، لأن هناك من يجهل تفاصيل الحرب النفسية غير المتكافئة بقدرعدم معرفته دقة التوقيتات، فما يمكن الترويج له اليوم قد يكون مضرا غدا والعكس صحيح، لكن ما عسانا نقول لمن يجهل قيمة الزمن!!
ليس هناك من هو متفضل على العراقيين بتوفير حياة كريمة وآمنة، بل أن احدا لم يجتهد أو يكلف نفسه عناء السهر على راحة العراقيين، لذلك تلعن كل مرحلة سابقتها منذ تاسيس الدولة العراقية، بعد أن ابتلينا بشعارات وتوجهات غير قابلة للتطبيق في يوم ما، وذلك قبل أن يتحفنا الاحتلال ومن معه، بتوجهات وسيناريوهات غير متناسقة، ديمقراطية في ظل دبايات ومدافع وقمع يومي مقرون بتغييب كل الحقوق الانسانية، شراكة سياسية بين فرقاء يلمزون بعضهم بعضا بمناسبة أو بدونها، ” جمهوريات موز” ولدت ميتة بوصفة أمريكية تخلو من المضادات، ام هكذا أريد لها، ومع ذلك يتحدثون عن سيادة القرار العراقي ووحدة البلاد، اجندات تأكل بعضها من جرف الأخرى على حساب هيبة العراق، ليس اقلها تشنج العلاقات مع كل دول الجوار بما فيها ايران، التي لم تتحسن العلاقات الرسمية والشعبية معها عكس ما توهم بعضهم.
وضمن خلل كبير وعلى مختلف المستويات، فاذا كان هناك من يستحق ” سلام التعظيم” ليل نهار،  وان تنحنى له الرؤوس بكل أحجامها، فهو شعب العراق، الذي صبر على الظيم اكثر من المتوقع، وتحمل ضغط المؤسسات السياسية غير العقلانية بشكل كبير جدا، لكنه لم يخسر عراقيته، رغم ما اصابها من وهن في محطات يعرف نسقها القاصي والداني، نقول بصوت مسموع أن هذا الشعب، ورغم أن صبره طال أكثر من اللازم، نقول مرة أخرى ان شعب العراق بوصفه كيان انساني متجانس جدا، يسمع ويفكر ثم يقرر، لذلك كسر عظم الطائفية العرقية والحزبية، وقرر أن ” يلبس الثوب الجديد ” مطرزا بأخوة عراقية راسخة، لذلك ستنحنى أمام كبريائه عواصف الغدر من حيث أتت، وسيترفع عن حسابات نصف الخطوة السياسية ليحرج الذين في قلوبهم ريبة، ليبقى شعب العراق عنوانا بارزا في الشهامة والكبرياء ونصرة الحق، والقفز بثقة على كل التخندقات، لذلك سيبارك الله للعراقيين عيدهم الأول من نوعه منذ 10 سنوات تقريبا، حيث صاموا وسيعيدوا في يوم واحد، وهم سعداء بذلك، مثلما لمسنا شخصيا من ردود أفعال يختصرها القول ” الا يكفينا تدخلات وفرقة، ونحن ولدنا من رحم كبير هو العراق، الذي ان غضب اهتزت الأرض من حلوه، وان تبسم اشرقت له الأركان الأربعة، لأن عراقيتنا عنصر كبرياء تغص به حناجر الكثيرين، لذلك حاولوا  تقسيمنا واليوم نعيد لهم الكرة مرتين بأننا اخوة حق وحقيقة وليس على الورق” عيد مبارك في العراق باذن الله!!

رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]