من مهازل القدر وسخريته اللاذعة أن يصبح سقوط النظام الايراني عيدا للشعب الايراني ولشعوب المنطقة مثلما توهمت هذه الشعب في بداية تأسيسه إنه تعيش عيدا، ولاسيما إذا ماتذکرنا کم أطلق هذا النظام من الشعارات البراقة والطنانة التي أوهم فيها الجميع بأنه نصير للحرية وند ومقارع للظلم والطغيان، ولکن ومع مرور الزمن تبين إن هذا النظام هو من أکبر وألد أعداء الحرية کما إنه بالاضافة الى ذلك واحد من أکبر قلاع الظلم والطغيان في المنطقة والعالم.
الجرائم والمجازر والانتهاکات التي إرتکبها هذا النظام بحق الشعب الايراني والتي تجاوزت کل الحدود وإن صدور 65 قرارا دوليا يدين إنتهاکات حقوق الانسان من جانب هذا النظام، الى جانب إنه صار في مقدمة الدول التي تنفذ أحکام أعدام الاعدام وإنها تحتل أيضا مرکزا متقدما في قمع الصحافة والمثقفين والکتاب والفنانين، هذا ناهيك عن إن لها باع وخبرة کبيرة في مجال تنفيذ الاعمال والنشاطات الارهابية في داخل وخارج إيران منذ العقد الثامن من الالفية الماضية وحتى يومنا هذا، کما إن له ممارسة وخبرة في فبرکة الاعمال والنشاطات الارهابية وإلصاقها بغيره، هذا النظام الذي لم تسلم من مشانقه حتى الاطفال والنساء الحوامل والشيوخ، کما إن تدخلاته السافرة والوقحة جدا قد ترکت آثارا بالغة السلبية على شعوب وبلدان المنطقة حيث إن تدخلاته وصل الى حد تدمير سياسات وإقتصاديات بعض من دول المنطقة نظير العراق واليمن بشکل خاص.
الشعب الايراني وعندما إنتفض بوجه جلاديه في 28 کانون الاول2017، وهتف”يسقط الديکتاتور”، و”يسقط روحاني” و”عدونا أمامنا وليس في أمريکا”، و”أترکوا سوريا وفکروا فينا” وغيرها، وبدأت معاقل الانتفاضة التي يقودها أنصار منظمة مجاهدي خلق بمهاجمة مراکز ومقرات قوات الباسيج القمعية وإحراقها اى جانب تدمير وإحراق المنصات واللافتات التي تحمل صور خامنئي وخميني، فإن هذا الشعب قد أکد للعالم بأن أيام هذا النظام القمعي قد باتت معدودة، وإن هذا النظام مکروه ومرفوض من جانب شعبه ولايتمتع بأية شرعية کما يدعي.
بلدان المنطقة والعالم التي رأت وترى في النظام الايراني عاملا مزعزعا للسلام والامن والاستقرار بفعل دوره المشبوه ومخططاته الخبيثة ونشاطاته الارهابية، فإن المطلوب منها وبإلحاح عند حضورها لمٶتمر وارسو أن تسعى للعمل من أجل خارطة طريق وآلية عمل من أجل کبح الجماح العدواني لهذا النظام وإجباره على الکف عن نهجه الشرير رغم إننا واثقون من إن أية خارطة طريق أو آلية يتم وضعها ضد هذا النظام لابد من أن تقوم بإشراك العنصر الايراني فيها وذلك من خلال الاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کبديل للنظام وممثل للشعب الايراني وتوجيه الدعوة له لحضور هذا المٶتمر.