للعيد رمزية دينية مهمة، في نفوس المسلمين،فأيامه هي -مع الفرحة بانجاز حالات عبادية شاقة كالصوم والحج- إلا إنه يمثل إستمرارا للحالة العبادية، وهذا واضح من خلال الإعمال المخصوصة، في أيام العيد.
العيد ايضا؛ يمثل رمزية إجتماعية خاصة، ففيه يلتقي ذوو الأرحام، ويتزاور المؤمنون فيما بينهم، وترتسم فرحة اللقاء، وخصوصا بين من إبتعد عن أهله، وأحبته، لظرف معين.
الأطفال لهم النصيب الإكبر من العيد، فتجدهم يرتدون ملابسهم الجديدة، وكلهم يتأتنق، وهم يملؤون الشوارع والمتنزهات، بضحكاتهم البريئة، ويصرفون بسخاء، ماجادت أيادي أهاليهم، وعوائلهم عليهم من “عيديات”.
الصورة الجميلة، والسعيدة، نجدها مختلفة في مكان آخر.
على السواتر؛ فالعيد إمتزج بأزيز الرصاص، حيث المجاهدون، الملبون لفتوى المرجعية، يقفون هناك، لننعم نحن وأهلونا بالأمن والأمان.
أولئك الأبطال، تركو عوائلهم تحتفل بالعيد دونهم، وخلت أيادي أطفالهم من العيديات، وبقيت عيون الأطفال ترنو صوب الجبهة، علّها تحظى بنظرة لرؤية الوالد العزيز.
عوائل الشهداء من جانبها، عيدها مختلف، فقوافل الشهداء السعداء، التي غادرتنا، تركت خلفها عوائل، مابين أم ثكلى، وأب مفجوع، وزوجة ترملت، وطفل تيتم، وصار عيد عوائل الشهداء في المقابر، حيث قبور الأحبة، وحيث الأنين المُفجِع، والدموع السائلات، وحرقة القلب، والزفير القاتل.
المسؤولية الشرعية والأخلاقية، تحتم علينا، نحن الماكثون قرب عوائلنا، أن لا ننسى عوئل المجاهدين، والشهداء، وعلينا أن نصلهم، ونتواصل معهم، وأن نزرع البسمة على شفاه أطفالهم، من خلال شراء الملابس، والألعاب، والهدايا لهم، وأن نعين تلك العوائل، بما يتيسر في أيدينا من أموال، لعلنا نرد جزءا من فضل آباءهم، الذين ضحوا لأجلنا