23 ديسمبر، 2024 5:49 ص

اتانا الغيث اليوم بعد انقطاع للاشهر الماضية.. لقد بكت الارض واشتاقت لمطر السماء بعد ان غزاها البرد القارص وتكاثرت فيها البكتريا والامراض الجلديه…
لقد اشتاق الفلاحون واراضيهم العطاشه الى سماع صوت المزن ورائحة المطر التي نشمها كما كنا نشم رائحة خبز الحنطة من تنور الطين…
اليوم اغتسلت الارض في محافظة نينوى واطرافها بماء نزل من غيوم السماء وكانت فرحتها وفرحة سكانها كبيرة.. لقد تعودنا على فصل شتوي تمطر فيه السماء بغزارة ويخرج طين الارض ليلتصق بأرجلنا عندما كنا صغار نلعب في الفضاء الطلق لانعرف السيراميك وبناء البلوك والكونكريت المسلح لاننا نسكن بيوت الطين ولانعرف احذية الجلد والقابوط الاجنبي..لاننا في اغلب الاوقات شبه حفاة.. ولانخاف من المطر وهو يبلل ملابسنا المصنوعة من ابسط انواع القماش. اما اليوم فالسيارات الحديثة وتدفئتها المركزية وكهرباء المولدة الذي لاينطفي رغم ارتفاع سعر الاشتراك وانعدام الطاقة الكهربائية المجهزة من قبل الدولة.. ومع كل هذا وقد نزل علينا الغيث اليوم الخميس المصادف الرابع عشر من شهر كانون الاول
نعم ان فرحتنا لاتوصف بهذه المكرمة الالاهية وخاصة ونحن نقرأ دعاء الكثير من الاصدقاء ولسان حالهم يقول اللهم اسقنا الغيث ولاتجعلنا من القانطين.. وهاهي ساعة الاستجابة قد اتت ورحمنا الله بهذا الغيث.. فلنرحم انفسنا فيما بيننا ولنبتعد عن المشاحنات والكلام الغير لائق ونترك مجالس السوء ونفكر في مستقبل بلادنا ونصحح مانستطيع تصحيحه من مسارات اخرى…..
اليوم هو عيد جديد يضاف الى اعياد العراقيين الحقيقية لا اعياد رجال السياسة وما يشتهون ان يقررون من عطل رسمية حسب المزاج…. اليوم عيد المطر وان شاءالله زوال الفايروسات والجراثيم واليكتريا كافة… ومطر دائمه بدون انقطاع ان شاء الله فيها غيثٌ للزراعة وليكون خلفها اراضي خضراء وربيع بهيج عامر……
ان الاراضي الزراعية اليوم بأمس الحاجة الى هذه الكميات من الامطار لان الحقول الزراعية وخاصة التي تسقى ديماً على مياه الامطار باتت مهددة بالجفاف ولكن رحمة الله واسعة..وعند الله كن فيكون…وان شاء الله تكون هذه السنة بالنسبة للزراعة مبشرة بالخير اذا ما توالت علينا الامطار…
اللهم ارحمنا برحمتك الواسعه واكتبنا مع الشاكرين ولاتجعلنا من القانطين….