23 ديسمبر، 2024 12:06 م

عيد الغدير … هويه ومنهاج ؟!!

عيد الغدير … هويه ومنهاج ؟!!

يحتفل المسلمون في انحاء العالم بالذكرى السنوية لتنصيب الامام علي (ع ) وزيراً وخليفة للمسلمين بعد الرسول الكريم (ص) ، وهنا لا نسعى او نحاول ان نسيء لهذا او ذاك بقدر حديثنا عن فتى لا مثيل له ، ولا اريد التطرق الى تربيتة وعلاقتة برسول الانسانية ، لكني ساكتفي بمبدأ واحد الا وهو مبدأ المؤاخاة ، اذ عندما دخول النبي الكريم (ص ) الى المدينة آخا بين المهاجرين والانصار ، فلم يبقى من المهاجرين سوى ( علي ) فجاء الى النبي فقال له (ع ) يا رسول الله لقد آخيت بين المهاجرين والانصار ولم يبقى الا انا فقال الرسول ( ص ) يا علي الا ترضى ان تكون اخي ووزيري ، من هنا بدأت شرارة الحسد والحقد ياخذ طريقة نحو قلوب المنافقين ، اذ ومنذ ان مسك النبي (ص ) زمام السلطة الدينية والسياسية في المدينة ، ظلت الاحقاد تطارد النبي (ص) ، وكان الامام (ع ) يقف موقف الصد صابراً محتسباً على ظلم واذى المقربيين ، وكان هو المقدم في السلم والحرب ، وكان المثل والقدوة في الشجاعة ، وكان ( ع ) عالماً بارزاً يلجأ في حكمه الشيخ والشاب ، والقاضي والحاكم ، حتى امسى اميراً للمؤمنين ، واباً للبشر ، وشفيعاً للخلق يوم الورود .

جاء يوم الغدير ليعلن الرسول ( ص ) ان الانسانية انجبت فتىً سيكون شريكاً للقران ، وصاحب الحوض ، وقسيم الجنة والنار ، فاعلن امام الجميع وقال هذا اخي وولي ووزيري اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من انصره واخذل من خذله ، فجاء الهاتف من السماء ، (ايها النبي بلغ ماانزل ما انزل اليك من ربك ) حتى تعالت الصيحات من الجميع ، بخ بخ لك يا ابا الحسن فانت لها وهي لك ، فانت ابن كافل النبي (ص) ، وانت سيف الحق وانت الحق كله ، وتهافت الجميع لتقديم التهاني للوزير الجديد ، وهو يستلم وزارة النبوة ووصاية العهد بعد نبوة نبي الامة وهاديها بعد ما كانت تعبد الاصنام وتاكل الطين والتراب ، وتقدم الكاذب والمنافق لتقديم التهاني لامير المؤمنين ولكن القلوب لم يرق لها ان ترى زوج الزهراء ، وزيراً للدولة وقائداً للامه ، كيف وهو قد ساوى بينهم وبين ما دونهم ، كيف توافق هذه العقول المتحجرة ان يكون علي كاسر انوف الشرك اميناً لبيت المال ، وحامل لواء امة الاسلام المحمدي الاصيل .

الغدير يمثل انعطافة مهمة جداً في تاريخ الامة الاسلامية ، فهو مرتكز من مرتكزات الاسلام الحق ، وهو اساس الدولة المدنية العادلة التي كان يسعى لبناءها سيد البشر وهادي الامة ، وما حصل في غدير خم كان حلقة مهمة من حلقات تثبيت الدين المحمدي الاصيل ، وكان يمثل هذا الحدث حجر الزاوية في ترسيخ العدالة والمساواة والانسانية في الحكم ، حتى بات مبدأ العدل قرين علي ، وبات مبدأ المساواة تؤام علي ، وعندما تخلت الامة الاسلامية عن علي والحق ساد الظلم وانتشر الفقر ، وضاع العدل فكانت دكة القضاء تبكي قاضيها والعدل فيها ، وامسى مسجد الكوفة مظلماً بعد شهامته (ع ) .