22 نوفمبر، 2024 10:33 م
Search
Close this search box.

عيد الغدير عيد الله الأكبر : كيف أحييناه

عيد الغدير عيد الله الأكبر : كيف أحييناه

لقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله)( يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي )( 1) وقال الإمام الصادق عليه السلام (عن سالم : سألت أبا عبد الله عليه السلام : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر ؟ قال : نعم ، أعظمها حرمة. قلت : وأي عيد هو جعلت فداك ؟ قال : اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. قلت : وأي يوم هو قال : وما تصنع باليوم ؟ إن السنة تدور ، ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة . فقلت : وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم ؟ قال : تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد ؛ وآل محمد فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى أمير المؤمنين عليه السلام أن يتخذ ذلك اليوم عيدا ، وكذلك كانت الأنبياء عليهم السلام : تفعل ؛ كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيدا) ( 2).

، وقد أظهر القرآن الكريم الظروف التي تم بها هذا اليوم العظيم قال الله سبحانه وتعالى ( يا آيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ، إن الله لا يهدي القوم الكافرين) ( 3 ) وما تضمنه هذا اليوم من أهمية وعظمة وقدسية فبما أحتوى هذا اليوم اصبح الدين كاملاً وتمت في هذا اليوم النعمة ورضا الله سبحانه وتعالى يكون لنا الإسلام دينا قال الله سبحانه وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ( 4) ، فيوم بهذه العظمة والقدسية والمكانة عند الله سبحانه وتعالى ورسوله (صلى الله عليه واله ) ، فلم يحتوي الإسلام كدين يوم بعظمة يوم الغدير ولا عيد كعيد الغدير لأن محتوى هذا اليوم وهو تنصيب علي بن أبي طالب عليه السلام إماماً للأمة وخليفةً لله ورسوله ومن لا يقبل هذا التنصيب فأن الله سبحانه وتعالى لا يرضى ان يكون له الإسلام كدين له لهذا نلاحظ تكملة الآية ( إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) بالإضافة الى عدم تمام النعمة وهي نعمة الولاية بهذه الولاية تزكى جميع العبادات وتقبل كالصلاة والصيام والحج والزكاة وغيرها ، فعيد بهذه الخطورة والشمولية ، علماً إن بقية الأعياد التي يحيّها المسلمون تعتمد على فروع الدين كالصيام والحج اللذان لا يقبلان إلا بالولاية أي بمحتوى عيد الغدير قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ( من كنت أنا مولاه فهذا علي مولاه ) وقد ذكرت لنا الكثير من الروايات كيف نحيّ هذه الأعياد من الصلاة والدعاء والزيارة والتوسيع على العيال ولبس الجديد والتهنئة ما بين المسلمين ، ويذكر الشيخ عباس القمي في مفاتحه ص297 (( وأعلم انه قد ورد في يوم الغدير فضيلة عظيمة لكل من أعمال تحسين الثياب والتزين واستعمال الطيب والسرور والابتهاج وأفراح شيعة أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) والعفو عنهم وقضاء حوائجهم وصلة الأرحام والتوسيع على العيال وإطعام المؤمنين وتفطير الصائمين ومصافحة المؤمنين وزيارتهم والتبسم في وجوههم وإرسال الهداية إليهم وشكر الله تعالى على نعمته العظمى نعمة الولاية والإكثار من الصلاة على محمد وال محمد صلى الله عليه واله ومن العبادة والطاعة ودرهم يعطي فيه المؤمن أخاه يعدل مئة الف درهم في غيره من الايام وإطعام المؤمن فيه كإطعام جميع الأنبياء والصديقين ومن خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير ومن فطر مؤمناً في ليلته فكأنما فطر فئاما ، وفئاما يعدها بيده عشراً – فنهض ناهض فقال يا أمير المؤمنين وما الفئام ؟ قال مئتا ألف نبي وصديق وشهيد فكيف بمن يكفل عدداً من المؤمنين والمؤمنات فأنا ضمينه على الله تعالى ، الأمان من الكفر والفقر )) ومن خلال هذه الأعمال التي تحيط بهذه الأعياد تظهر أهمية وقدسية وعظمة كل عيد ، فنلاحظ الروايات المتواترة على عظمة عيد الغدير ، فهل هذه العظمة والمكانة العالية ما بين الأعياد لعيد الغدير قد وضعناها نصب أعيننا وعظمنا عيد الغدير بما يناسب الآيات القرآنية والروايات الشريفة التي أظهرت عظمة وقدسية وخطورة عيد الغدير ، فهل احتفالاتنا بعيد الغدير كباقي الأعياد لا نقول افضل من باقي ألأعياد ، بل المؤسف ان عيد الغدير يأتي ويذهب كأنه يوم عادي لا تؤخذ فيه العطل ولا يلبس فيه الجديد (إلا القليل) والتهنئة مابين المؤمنين يحيطها الخجل والحياء ؟؟ ، حتى كلمة عيد من الصعب ان تسمعها تتداول ما بين المؤمنين في الشارع والبيت على يوم الغدير ، يأتي عيد الغدير ويذهب والكثير من الشباب والشابات لا يشعروا به كأنه كأي يوم عادي وما بالك بالأطفال الذين سيحملون الراية غداً ؟؟؟؟ هذه النتيجة التي وصلنا اليها نتيجة تراكمات كبيرة وقاسية وظالمة وجائرة انتهجتها الحكومات الظالمة على مدار 1430 سنة من أجل إبعاد المسلمين عن أهم وأخطر وأقدس حدث في التاريخ الإسلامي إلا وهو عيد الغدير الذي عليه يرتكز الإسلام وبه تسعد الإنسانية وينتشر الخير ويعم السلام والوئام ، فلا نكن أعواناً لهذه الحكومات من خلال تجاهلنا ليوم الغدير والعمل على إضعافه والتقليل منه بل إلغاءه من التقويم الإسلامي والوجود ، فالله سبحانه وتعالى أراده ان يكون عيده الأكبر فلا نتحداه ونجعله عيده الأصغر من حيث نعلم أولا نعلم .

(1) الشيخ الصدوق – الأمالي ص109 ح8(2) الكافي – الشيخ الكليني ج4ص149 ح3(3) سورة المائدة آية67 (4) سورة المائدة آية 3

أحدث المقالات