لقد كانت بيعة الغدير, هي الأشارة الواضحة من لدن الرسول الأعظم (صلوات ربي علية وسلم), للدور الأساسي الذي سوف يكون للأمام علي (عليه السلام), ومن بعده أهل البيت, كان الهدف من تلك البيعة, هو بناء الأنسان الذي سيكون المحور الأساسي في قيادة التجربة الأسلامية الحديثة, وأنشاء الدولة العادلة, والوصول بها الى أعلى درجات الرقي والتقدم.
أن الأنحراف العقائدي والأهواء الشخصية, والتجاذبات السياسية والقبلية, حالت دون ذلك وكان وراء ذلك كلة هو التخلف والأحباط والفقر المقدع, الذي يعيشة المسلمون في ذلك الوقت.
حاول أمير المؤمنيين (علية السلام), من لفت أنتباه الأمة الى الأخطار الداهمة, نتيجة الخيارات الخاطئة, لكن لم تكن هناك أستجابة حقيقية من الأمة, بسبب المغريات المادية والترغيب والترهيب, والفساد المالي والأخلاقي للنخبة السياسية الحاكمة في ذلك الزمان, عمل الأمام علي (علية السلام), على بناء نموذج من القيادات الشابة المؤمنة, وبناءها بناءأً فكريا وعقائدياً تعمل على قيادة الأمة وتوجيهها بأتجاة الدين المحمدي الحنيف والعمل على بناء دولة العدل الألهي, فقاتلت الى جانبة وضحت بكل ماتملك, وكانت لها نتائج واضحة في معركة كربلاء الخالدة, وأحدثت أنعطافة ضد الحكم الأموي حتى تم أسقاطه.
الأحداث التاريخية دائما ماتتكرر, بأختلاف الزمان والمكان والشخوص, رجال العراق اليوم هم أحفاد لأولئك العظام الذين تربوا على يد أمير المؤمنيين علي أبن ابي طالب (علية السلام), االمرجع الأعلى ا لسيد علي السيستاني, هو الحفيد لذلك الضرغام عمل على بناء الأنسان لسنوات طوال, حتى حانت ساعة الحسم عندما تعرض العراق لهجوم برري وكانت الأمة في خطر, أعلن الجهاد الكفائي, ليتشكل حشدنا المقدس, من أحفاد حجر ابن عدي, ورشيد الهجري وميثم التمار وغيرهم ممن تربى في الحجر المحمدي, حاملين تلك الصفات التي زرعها أمير المؤمنيين في نفوس أجدادهم.
معركة العراق اليوم, هي معركة الولاية ضد مغتصبيها, أحفاد المغتصبين الذين رضعوا من ذالك الحليب المغمس بالحقد والكراهية, ضد أتباع أهل البيت (عليهم السلام), فالمعركة نفس المعركة والأهداف نفسها, وأن أختلف الشخوص والزمان والمكان, الغاية واضحة هو أعادة يوم السقيفة.