عيد الغدير بوابة إنقاذ البشرية

عيد الغدير بوابة إنقاذ البشرية

(مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ) طوق النجاة الإلهي، وسفينة رحمته، ونور الله في أرضه، الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لا ندرك حجم الجهود التي قدّمها في سبيل نشر الإسلام، فقد حوّل الدعوة من أفراد قلائل إلى نهضة إسلامية في مكة، ومن نهضة إلى حكومة إسلامية في المدينة، فقد سعى وأنفق وحوصر وهاجر وقاتل، كله لأجل أن يؤدي رسالته السامية، لتكون ديناً لكل البشرية، فيستلزم أن يكون هناك حصن حامياً للإسلام، وأمير يقود مساره، ويأخذ بأيدي المسلمين إلى العدل والقيم النبيلة، إذاً فلا بد من وصي وخليفة للرسول الأعظم، فبأمر الله تعالى نادى الرسول كنداء دعوته الأولى، بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) نداء غير قابل للتأويل، نداء يصل إلى كل المسلمين، وبهذا النداء الأخير للرسول بولاية علي قد فتح باب إنقاذ البشرية، ليجعلهم في مأمن من كل شيء، بشرط أن يتمسكوا بهذه الولاية.

إن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) رغم كل تأكيداته المتكررة على أفضليته الإمام علي (عليه السلام) واستحقاقه للقيادة، إلا أنه لم يكتفي بذلك، وإنما قطع كل الشكوك وفنّد كل الحجج، يوم نادى بولاية علي على المسلمين، حتى أمر كل الحاضرين واحداً واحداً أن يبايعوا علياً (عليه السلام) فهل هناك من عذر لأحد؟!

يوم الغدير عيد عظيم، إذ اكتمل الدين بولاية أمير المؤمنين، لقد أصبح الإسلام والمسلمين في حصن حيدر، وتحت لواء الكرار الذي نادى بفضله جبرائيل بين السماء والأرض “لا فتى إلا علي، لا سيف إلا ذو الفقار” لقد أصبح أميراً وقائداً وولياً على كل المسلمين، فما أعظمه من عيد، لكن بشرط أن تلتزم الأمة به، وتتمسك بقائدها، حتى لا يكون يوم الغدير غصّة في قلوب المسلمين.

سبعون يوماً فقط وأنكروا كل شيء! يا لها من فاجعة، رحيل الرسول ونكران بيعة الغدير، كل الآلاف الذين صافحوا علياً عليه السلام بالولاية قد أنكروها إلا أربعة أشخاص! لقد أغلق المنكرون باب النجاة، وادخلوا الأمة في جبّ مظلم، بسبب هذا الخذلان وهذا الجحود لبيعة الغدير، الأمة الإسلامية تعاني منذ ألف وأربعمائة عام، حروباً وتفككاً وفقراً وجهلا.

نحن أبناء الجيل الحاضر من المسلمين، أمامنا فرصة أن نعيد الأمور إلى نصابها، ونفتح باباً ننقذ أمتنا والبشرية كلها من الظلم والاضطهاد، ألا وهو العودة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نعود لكتاب الله وإلى العترة الطاهرة، التي يمثلها اليوم بقية الله تعالى، الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) فهو الأمل المنشود لإنقاذ البشرية، بشرط أن تعود الأمة له، وتكفّر عن ذلك الخذلان لبيعة الغدير.

أحدث المقالات

أحدث المقالات