23 ديسمبر، 2024 1:05 م

عيد الحب و ذكرى اغتيال السيد حسين الصافي الفرزة الأولى

عيد الحب و ذكرى اغتيال السيد حسين الصافي الفرزة الأولى

توطئة لابد منها
اشارة جديرة بعناية الناشر الكريم والقاريء الحميم تحيل الى انني ككاتب وشاعر كما ازعم ! رتبت الشعر دون خلل في السياق او المعنى وربما يحصل لبس خلال الارسال او خلال النشر فمعذرة للاثنين ! بل معذرة لروح من حبرت مقالتي فيه فاقتضت الاشارة . الكاتب عبد الاله الصائغ .

ذات يوم أيوم تربص قاتلوه به وتمت تصفيته ليعلنوا انه مضى لربه إثر حادث سيارة مؤسف ! كان ذلك في 13 فبروري 1987 !! وكان السيد حسين الصافي قد ترك العمل السياسي واتجه الى العمل الحر حيث البساتين وحقول الدواجن ! لكن صدام حسين كان يخشى وجود السيد حسين الصافي حتى وان كان قد اعتزل السياسة فصفاه بحادث سيارة كما صفى كثيرا من البعثيين الكبار بالسيارة او الطيارة او الاغتيال في الشارع ولعلنا نتذكر فبركة ابو طبر !

http://www.kitabat.com/archive/i85985.htm

وقد جعلني الله شاهداً على مروءة هذا العيلم العراقي قبل النجفي ! البعثي على قناعاته الخاصة !! وانا كنت ومازلت واحدا من ضحايا حزب العث المشؤوم ! لكن انصاف الموتى ذوي المروءة شيء وما حاق بهم من ظلم شيء ثان !فجلست لأكتب فيه وعنه غير ملتفت لما سيقوله خصومه وحساده وربما قاتلوه ! فانا كتبت عن المرحوم صباح سلمان مستشار صدام حسين ! وعن المرحوم شفيق الكمالي عضو القيادة القومية البعثية وعن المرحوم عبد الامير معلة مستشار صدام حسين الثقافي بدرجة وزير وعن الشاعرين المرحومين شعراء صدام حسين :فلاح عسكر وغازي ثجيل وغازي العكايشي وكتبت في الاستاذ عبد الحسين الرفيعي رئيس مكتب التنظيم في القيادة القومية :

http://www.alnoor.se/article.asp?id=211146

http://www.kitabat.com/archive/i75313.htm

http://www.iraker.dk/index.php?option=com_content&task=view&id=5638&Itemid=2

وكان هاجسي ان انصف من يستحق الانصاف غير مبال انهم من حزب خرب العراق والعرب ! غير مبال لما نالني من هذا الحزب الهجين ! لأني اعتد من كتبت عنهم ومن ساكتب ضحايا البعث على نحو ما !! والسيد حسين الصافي كان ذا مواقف باسلة بحيث اعترض في رسالة ( احتفظ بها ) موجهة الى الرئيس العراقي السابق احمد حسن البكر ! على خروقات صدام حسين حين قمع المواكب الحسينية وسفر كثيرا من الشيعة العرب بحجة انهم تبعية فارسية ! وقد اجابه البكر برسالة ( احتفظ بها ) بعد ساعتين فقط وفيها يعد السيد حسين الصافي انه سيتخذ الاجراءات الحازمة بعد انقشاع الليل ! مع ان التاريخ يقول ان البكر اضعف من ان يقف في وجه صدام حسين ! وقد وصلت رسالتا الصافي والبكر الى صدام حسين بوقت ضئيل ! وحفظها صدام في روعه لحسين الصافي ! حسين الصافي سليل بيت نجفي منجب وانا كتبت في البيوتات النجفية والعراقية المنجبة مثل بيوتات : الشبيبي والشرقي والخاقاني والحبوبي والخليلي وبحر العلوم وكاشف الغطاء وجريو …. الخ !! وكان تناولي متمحورا حول الجانب التربوي الموجه للمجتمع النجفي بخاصة والعراقي بعامة ! وفي عيد الحب الذي يحتفل به العالم المتحضر اجمع بكل ما اوتي من خزين للبهجة والغناء والرقص ! اظن ان عائلة السيد حسين الصافي ستستقبل هذا العيد بشيء من الأسى !! وسيعرف

القاريء الكريم من خلال هذه الفرزة والفرزات اللاحقة لماذا اكتب في السيد حسين الصافي !!

قال السيد حسين الصافي يوم كان دبلوماسيا في الرباط عاصمة المغرب قصيدة نقتبس منها بيتين :

أن الذي تزرع المعروف راحتهُ بذكره سوف يشدوا كلُ انسان

ولا يُخلد في الدُنيا سوى عملٍ مُنزهً وسواهُ زائلٌ فان

وقال رحمه الله حين كان وزيرا للعدل وقدم استقالته فتريثت السلطة عهد ذاك لكي لاتمنحه موقفا تاريخيا مؤداه انه غير راض عن ما كان يدور حواليه فابتدعت بيانا رسميا قال ان السلطة اعفت حسين الصافي من منصبه واخفت انه استقال فكتب هذه القصيدة وهي نفثة موجوع وضحكة محزون ثم سربها بين المقربين والأبعدين وعنوانها ( اخي الحمار ) :

أخي الحمار

لمن أبث شكاياتي وأحزاني ومن أطارحه وجدي وأشجاني

مافي الخلائق من تعنيه مظلمتي كأنني جئتهم من عالم ثاني

وداخلتني قناعات معززة أني حمار وشكلي شكل انسان

رباه رحماك من رؤيا شقيت بها أن يلتقي فيً أنسان بحيوان

وأسعد الخلق من يمشي بأربعة لا من تسيره في الأرض رجلان

أخي الحمار وما سري بكاتمه والسر يحكى لخلان وأخوان

اني أمرر أيامي بمضيعة وأرذل العمر ان يٌقضى بخسران

أمسي وأصبح لا داري مفضلة على فيافيك او نادي ابن حمدان

وكل ما هو حولي لايحفزني على البقاء وفي دنياك سلواني

فيها الهدوء وفيها الصبر أجمله فليت معطيك هذا الصبر اعطاني

أخي الحمار أدرسٌ انت تدرسه في ذا السكوت أم ان الأمر رباني

أن كان علماً فأني سوف أنهله وليأخذ الله ما آتى وعطاني

أو كان صمتك من أفضاله نعماً فجد علي وعهدي فيك ترعاني

ربي انتصف لي ممن كان ابدلني صمتي بنطق لأن النطق آذاني

وخذ بحقي عن بلوى أكابدها وعاش مأساتها النكراء صبياني

فمن هو حسين الصافي الذي حسد الحمار وهو المحسود من فئات كثيرة ؟ انه المحــامي ابو مصعب الصافي وابو المنهل الصافي هو المرحوم السـيد حسين بن العالم المناضل المرحوم السيد محمد رضا الصافي ! السيد حسين من اعلام اسرة الصافي و رجال القانون والقضاء والسياسة والأدب في العراق. ابصر النور في مدينة النجف عام 1924 وقد حرص والده على تنشئته وتثقيفه ! والـده فدرس الابتدائية والمتوسطة ! وغب المتوسطة وجهه ابوه نحو دراسة العلـوم الديـنية جريا على نهج بيت الصافي ! ثم البسه العمة في احتفال دعا اليه العلماء والشعراء وقد البسه العمة الشيخ عبدالكريم الجزائري تيمناً بيده الكريمة فبدأ دراسته على العلامة السيد محمد امين الصافي ثم العلامة الشيخ عبدالكريم الشرقي ثم العلامتين الشيخ حسين اَل زاير دهام والشيخ محمد الشيخ راضي وكان مسك الدرس الديني مع على العلامة الاديب الشيخ سلمان الخاقاني مفتي المحمرة وقتذاك و في سنة 1942 توفي والده فتحمل عبأ العائلة فاهتم برعاية اخويه السيد فاتك الصافي والسيد محمود الصافي وقد كابد من ضيق ذات اليد مما حدا به الى ترك الدراسة الدينية والتماس الدراسة النظامية فاكمل الاعدادية طالبا خارجيا معتما ! مما أهله للقبول في كلية الحقوق فترك زيه الديني وارتدى الزي الغربي ( الأفندي ) وتخرج في الحقوق ضمن كوكبة الأوائل عام 1954-1955 وقرر العودة الى النجف لفتح مكتب للمحاماة وقد دافع عن الموقوفين وذوي الظلامة من كل الاتجاهات الوطنية دون ان ياخذ اجرا !! وكان ذا ميول قومية عروبية ! وقد سجن وطورد في العهد الملكي ! كما سجن وطورد بعد ثورة 14 جولاي 1958 وسقوط العهد الملكي ! وبامر من عبد السلام عارف خلال ما يعرف بردة تشرين اعتقل السيد حسين وأوقف في موقف العبخانة ببغداد ثم ابعد الى السليمانية و فرضت عليه الاقامة الاجبارية عدة أشهر بعدها اطلق سراحه وخلال عودته الى بغداد القي القبض عليه واعتقل في المعتقل العسكري بمعسكر التاجي ليمضي فيه ثمانية أشهر قبل اطلاق سرحه .! وغب انقلاب 8 شباط الأسود 1963 عين متصرفا للواء الديوانية وقد زرته انا وشقيقي الدكتور محمد الصائغ

لكي يتدخل بانقاذ اخينا الكبير عبد الامير الصائغ الذي اعتقل بسبب ولائه للحزب الشيوعي وكانت المعلومات التي وردتنا انه ستتم تصفيته بين يوم وآخر !! وقد استقبنا هو ومعاونه السيد صاحب الرماحي الكوفي استقبالا حارا ! وبعد شرب الشاي المهيل وعبارات الترحيب خابر مركز شرطة السماوة وشعبة السماوة الحزبية وطلب اليهم اطلاق سراح عبد الامير الصائغ فورا ! وحين غادرنا مركز المتصرفية اوصلنا والرماحي الى باب المتصرفية ! ثـــم استقال السيد حسين الصافي من منصبه لكي يتجنب الخروقات الفاجعة التي كانت تحدث في الديوانية ! وعاد ليمارس المحاماة وينتصر للسجناء ولمن اصابه الحيف !! ! وفي عام 1/8/1971 الى 24/12/1973 شغل منصب وزير العدل و في عهد وزارته ابدل اسم مجلس التمييز السني و الجعفري بمجلس التمييز الشرعي وابدل اسم الطابو باسم دائرة التسجيل العقاري ووضع شروطا حرفية للقضاة والحكام واحالالى التقاعد او فصل كثيرا من اعمدة الوزارة الممسوسين بالفساد والرشوة !!وغب استقالته تسنم رياسة نقابة المحامين !! بيت الصافي بيت منجب كما اشرت كانت دارهم في النجف شاهدة على اجتماعات الثوار وهي من الدور التي هيأت لثورة العشرين ! ووالد السيد حسين كان احد ابرز الثوار الذين حاربوا الاستعمارين العثماني والبريطاني ! وعرف من اشقاء السيد حسين الصافي البرلماني والسياسي المعروف الدكتور علي الصافي العصر الملكي و السياسي البعثي المحامي فاتك الصافي الذي ناصب صدام حسين العداء وكان يهينه على مشهد من رفاقهم !

أولاده ————————————-

اعقب السيد حسين الصافي السادة المهندس السيد مصعب وأبنه الثاني السيد المنهل الذي أكمل الكلية في أدارة الاعمال في الولايات المتحدة وأعقب السادة حسين وغيث وأبنه الثالث المهندس السيد مشعل الذي أكمل الهندسة من بريطانيا وقد أعقب أبنه السيد مضر واكمل ابنه الصغير السيد نوفل الكلية في الولايات المتحدة ايضاً متخصصاً في أدارة المشاريع. وقد أعقب السادة تمام وعلي .

ادبه ——————

السيد حسين الصافي شاعر وناثر وباحث علمي في القانون ! له شعر كثير لم يحوه ديوان مثلا كتب من الرباط :

وطنٌ بودي لو قدرتُ هجرتهُ هجر القطا لم يلتفت لورائه

رصف القضا أحجارَهُ فأقامهُ سجناً وسخر اهلَهُ لبنائه

كان الرخاء لأهله متيسراً لولا وقوف عداهُ دون رخائه

الرافدان تعهدا في ريه وتآخيا في الله تحت سمائه

وتفجر الزيت الكمين بجوفه ليزيد هذا الثَّرَّ في اثرائه

وذووهُ مابرحوا بفقر مدقع والغيرُ يحسدهم على نعمائه

ولرب محسود لو اتصلت به حسادهُ لرثوا لعظم بلائه

طلعت على اهليه شر عصابة فأماتت الأمال في ارجائه

رهطٌ لهم في كل يوم صبغة كالماء مصطبغٌ بلون أنائه

لا أعتبن على الزمان فأنني ممن يرون الويل ملء قضائه

وقال :

أنا في الرباط متيم ولهانُ فيها السعادة والهنا أخوان

ومن اوائل شعره :

ما في الحشى في غيركم شغل او انهم جاروا و ما عدلـــــــوا عنهم ولو في وصلهم بخلـــوا وبــــه صفـــت ايامنـــا الاول كفــوا فما يجيدكم العـــذل اهواهم ولو أنـــهم هجروا لـــم اتخـــذ لهواهـم بــــدلاً سقياً لعصـر فـزت فيه بهم

في الغنــج فيهم يضــرب المثـل إلا و شبــت في الحشــا شــــعل قــد رق لي في وصفــه الغــزل و دجى الليــالي فرعــه الجـــذل و الســحر ما جـاءت بــه المقـل فوق الفـراش و عائــدي الاجــل لـــك ناقــة عنــــدي ولا جمــــــل و الى اللقــا بــي ضـاقت الحيــل كـم فيــهم من شادن عنــــــــج مـا مـاج في خديــه مـاء صـباً برقــت شمائلـه الحسـان كمــا فجبينــه شمــس النـهار ســــنا و الـــدر ما يحويــه مبســـــمه مـا بـين انـي في جفــاه لقـــــى فأجـــابني مـــاذا اردت و مـــا فأجبتــه قلــبي رهـــين هـــوى

آثاره ——————————

1- طبقات النساء عند العرب مخطوط.

2- ديوان شعر مخطوط.

3- بحوث في فقه القانون.

4- كتابات أدبية .

السيد حسين الصافي في عيون اعلام عصره —————

قال السيد حسين بن الحجة السيد محمد تقي بحر العلوم:

أبا مصعب يا رفيق العلى ويا عبق المجد من هاشم ويا نخوة الثأر من يعرب أهنيك لا بل أهني القضاء ويا ألقا في ضميره الهـوى تضوع من برعم المحتوى ترش الربيع بقلب الجـــوى هوالعدل في اصغريك انطوى

وكيف ومهدك صافي النمير وحيث الغري هو المرتـوى

وقال عبد الكريم الدجيلي

حيتـــك ساجعة الخواطر وهفـــت اليك عواطـــف يا ابن الرضا و المدلجين و ابـــن الذيــــن تجشموا و ابــــن الذيــن تقحمـــوا و ترسموا وعــر الطريق العــدل ضـاع و ليـس في فكــن المجلــي عنــد كــل و كـن الصريح بكـل حق عريـان حـرَ الــرأي غير و كـن الــذي يجري مــع أأبـا علـي و الشمائل منـك إنــي لأرجــو ان تقيــــــل و تعيـد مجــــد الواهبيـــن ورعتك نافحة الضمائـر ترعاك من خلل السرائر الى النهى سبيل المفاخـر لســواهم كل المخــــاطر سـوح الكفاح الم المجازر ليستــــــحثوا كــل ثــــائر هــذي البــلاد له منــاصر تســـابق وكـــن المقـــامر ضـائع و كـــن المجــــاهر مســـير مـــن كـــل آمــــر المسـتضعفين الى المصائر زاخــــــــــــرة المــــــــآثر مــن الظلامـــة كــل عـــاثر من الأوائــــل و الأواخـــر

وقال محمد الجيار

لعمرك ان العدل قد ضاق صدره و قد كان صدر العدل فيك رحيبـا

أيا ابن نقيب الطالبيين الاولـــــــى فكــن لقضاة الرافديــــن نقيـبــــــا

و لانت وكتب الدكتور باقر عبد الغني الاستاذ في جامعة بغداد

بعد فيمن بنوا و بنيت صلة الحقد من مجدين و مجد آخر هو من رسم ربك و صنع كفك.هو ما أنت مشتمل عليه من تواضع يعلو على الرفعة و كياسة أشف من الرقة و عزة و اعتزاز ولا يزري بهما زهو.و لطف لا يكدره من قبض بقدر و بسط بتقدير و قيم مقدرة بحكمة و مثل خطت بعلم و حلم و اتزان الى ما وفقت اليه زاد الله في توفيقك من براعة في صنعة الحديث العذب وردية في نحت الرفيع من الكلم و الفة في المجلس و تفقد الحانين على البعد و صفاء في النفس و الذوق الذي تستمرئه من صنوف الوفاء .تخطو و يخطو الجاه في أثرك ما تلفت تصعد الأنظار اليه و رحت لا انت منه يمنة من تعال ولا في يسرة من استعلاء.وتمضي و تمضي المكرمات تشيراليك حتى اذا تلاقيتما هششت لها و بشت بك و اذا افترقتما شرعت بالرواء و الاخوة و الجميل بكل ما لدى السمح السخي كريم البذل

صدى اغتيال السيد حسين الصافي —————-

بيان من نقابة المحامين:

نقابة المحامين تنعى المرحوم الاستاذ حسين الصافي نقيب المحامين الأسبق. بمزيد من الاسى و الاسف تنعى نقابة المحامين الاستاذ حسين الصافي وزير العدل الاسبق و نقيب المحامين لدورة 1974-1975 الذي وافاه الاجل بحادث سيارة مؤسف ليلة 13-14 من شباط 1987 اننا نشيد بدوره كنقيب للمحامين العراقيين حيث عمل على تعزيز مكانة المحامين و النقابة اذ تنعى ابا مصعب فهي تنعى زميلاً و مناضلاً و تثمن دوره الايجابي المتميز و المتقدم في خدمة مهنة المحاماة و تضرع الى العلي القدير ان يلهم اهله و ذويه و زملاءه الصبر و السلوان و ان يطيب الله ثراه بواسع رحمته و أنا لله و أنا اليه راجعون .

حامد صالح الراوي/نقيب المحامين

رثاه ابن عمه الشاعر السيد جواد الصافي:

علم هوى نحو الرمم أم جف ذياك الخضم

ام فارس في حلبة يكبو و سيف يثتلم

عرك الحياة مكافحاً و لوى المصاعب و اقتحم

ما صدقت عين و لا اذن و لا قلب و فم

كيف انطوى في حفرة تحت الثرى طود و أشم

خلي مديحك يا حروف و دع صريرك يا قلــــــم

جم الصفات تحار فيه و قل من قد كان جـــــــم

كم بسمة فوق الشفاه اذا تبسم ترتســـــــــــم

او اكبد حرى تبـــرد نهــارها ممـــــــا ألـــم…

و لكم غريق في الأسى أنجاه من موجات هـــم

نفع عميـــم ان مـــن لا ينتفــــــع منه يــــــــذم

أخي الحبيب ويا ابن ودي في الحياة ويا ابن عم

ما نفع دمع ان جرى حتى و لو قد كــان دم

نــم في ضريحـك آمناً فجميل ذكرك لم ينــــم

يا ناعياً تنعى المكارم و المفـــاخر و الشــــمم

بخلــوده أرخ ( حســـيناً للمفــــاخر و الكــــــرم )

1407هـ

و قال الاستاذ محمد حسين فرج الله :

و ماكان نعيك محمولاً على عجل إلا فجيعة من كانوا على أمل

غادرت ناساً و عبء الدهر أرهقها و كيف تسعى بظهر واهن أزل

دنيا و ما برحت تلقي بكلكلها و نتقي ضرها في فدفد نحل

يا صاحب السيرة الغراء في خلق يسري ويدرج دوماً عاطر العمل

يا ضوء دنيا و كانت في نواظرنا حتى أفلت فحال الصبح كالطفل

آليت أنك تهوى الحق محتسباً كأنما الحق ذات الأعين البخل ينبيك عدل و ما لاقاه من جنف منابذاً عوجاً في حومة العدل

ترنح العدل نشواناً و من طرب و قاده سالكاً في لاحب السبل

ما حاد عن درب عدل قيد أنملة كلا و لا يجتوي حقاً على ذحل

يا صافي النسب الزاكي بمحتده كالكحل يسمو أمير المؤمنين علي

و أذكر أبا مصعب في القبر حين ثوى و القبر ليس يغطي هامة الجبل

إن كنت تنشد سلواناً فأخوته هذا علي و من بالصالحات يلي

و إن أنجاله أشبال مأسدة لا غرو فالجد سبط سيد الرسل

هذا قصيدي و إن قصرت في كلم و المرء عي لهول الحادث الجلل

العلامة المؤرخ السيد جعفر بحر العلوم بقوله :

عــــــز الغري بأبنــــه و فـــارس الرافديــــــن

و أنع الحسين في أسـى بأدمــــــع المقلتيـــــــن

إن قيل أرخـــــــه (فقل و أنع خسرنا الحسـين )

و بقوله : 1407

عز العلى و يذرف الناظران لحادث الحسين قبل الأوان

إن قيـل ما قلــت بتاريــخه ( قل الحسين قد مضى للجنان )

1407هـ

و أرخ وفاته العلامة الشيخ عبد الأمير الحسناوي:

قضى الحسين صافياً من كل عيب و درن

وحل ضيفاً مكــــرماً لدى الوصي المؤتمن

فرداً الى التاريخ ( قد أعقب للذكر الحــسن )

كما أرخ وفاته صديقه صادق القاموسي بقوله:

رثيتك أذ طوى دنياك حتف و غالك -ظالماً- قدر عتـــي

و وفتك القوب اسى و حزنا لأنك ما حييت لها و فــــــي

و حين نعاك للعلياء نـــاع و راح يجيل صرخته النـدي

أهبت بمصعب اذ قال أرخ ( اذا غاب الحسين ابي علي)

1987م

و أرخه الأديب الاستاذ كاظم شكر :

أرخته في نجف الأشرافِ ( ونائباً غاب حسين الصافي )

1407هـ

وقال الشاعرمحمد حسين المحتصر:

أبا مصعب سائلتني الصحاب و نحن نهيل عليك التراب

أهذا هو الموت هل تطمعــن مع الموت ينفع يوما عتاب

لقد كنت ترجى الى المجد تبقى حفياً به في الظروف الصعاب

و اذ كان بابك للوافديـــــــن يفدى من الناس في الف باب

فقلت لقد غاض ذاك الجناب و مات اخونا الشريف المهاب

و غــاب و لمـا يغــب وحده ( ابو مصعب معه المجد غاب)

خلفية ( مليوصه يحسين الصافي ) ——

كان السيد حسين الصافي معروفا بترديد عبارة ( مليوصه ) كلما حاق به امر لايرتضيه ! ومازلت اتذكر ملامحه حين يقول مليوصه فهو يبتسم ويغمز بعينه قليلا ! وغالبا مايريد السيد التعبير الظريف عن موقف غير ظريف ! وفي زعمي ان جل التاويلات في هذه العبارة الشهيرة جدا ( التي صارت مثلا عربيا يردده الكويتي والتونسي والمصري ) غير صحيح ! ومع ذلك نورد عددا من التاويلات :

كتب الدكتور مليح صالح شكر:

http://articles.abolkhaseb.net/maqalat_mukhtara/arabic/0904/malih_290904.htm

في العام 1963 غضب الفرات العظيم واندفعت مياهه مصحوبة بالأمطار الغزيرة لتهدد الشامية ، ووقف أبناء الشامية ورجالها يدافعون عن المدينة ضد الفيضان العارم ، وكان متصرف الديوانية حسين الصافي يشارك المدافعين ، ويوزع الغذاء عليهم ، من تمر وخبر ، وانطلق أهل الديوانية في هوستهم التي ما زال صداها يتردد حتى اليوم ، مليوصة يا حسين الصافي ، ورحمة الله على ذلك الرجل حسين الصافي ، ابن النجف الباسلة.

والعراقيين على مختلف ثقافاتهم وطبقاتهم الاجتماعية واتجاهاتهم السياسية استخدموا هذا المثل العراقي في الكثير من المناسبات فيما سبق من الزمن، وكانت كلها تقريبا مناسبات لا تعادل في الفوضى التي اكتنفتها

وثمة خلفيات اخر

وكتب جمال الموسوي

http://www.ladepechetunisienne.com/%D9%82%D8%

في 17 نيسان 1963 يوم إعلان الوحدة الثلاثيه بين مصر والعراق وسوريا تم تحشيد الناس من داخل النجف وخارجها، وجاء السيد حسين الصافي، ومعه جماهير غفيرة من الفلاحين من لواء الديوانية، ملأت ميدان الاحتفال، ومن دون إدراك حصل خطأ فني بالغ، لا يتناسب وهذه الجموع الغفيرة، التي جاءت لتهوس وتهتف، ووجدت المكان قد صف بالكراسي، مما يُعيق حركتها، ومتطلبات هذه الحركة، في الوقوف والجلوس على الأرض. وكان الحضور الرسمي برئيس وزراء العراق وعدد من الوزراء والمسؤولين !وخلال الحفل حدث مسٌ كهربائي، أعقبه هروب من ذلك المكان، مما جعل الكراسي وهي تصطدم ببعضها وبالناس، تحدث أصواتاً أقرب إلى صوت رمي بالسلاح، الأمر الذي زاد من هلع الناس، وانقلبت الموازين، وصارت الهوسة على لسان الجميع: مليوصة يا حسين الصافي، وذهبت مثلا

وكتب د.صلاح الفضليمن الكويت

http://www.sabr.cc/inner.aspx?id=80584

“مليوصة يا حسين الصافي” هو أحد الأمثال العراقية الشهيرة.

قصة المثل تعود إلى أن حسين الصافي صاحب المثل كان يشغل وظيفة محافظ لمدينة الديوانية في العراق وقد كان كلف من قبل البعثيين بتدبير الأمور في العراق بعد فشل محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم من قبل البعثيين، ومن كثرة ما كلفه البعثيون من أمور لم يتمكن من تلبية ما يريدون، فبدأ بالاعتذار منهم بقوله “مليوصة” وهي كلمة عراقية شعبية وتعني مضطربة، وبسبب ذلك ذهب قوله هذا مثلاً، وأصبح من يريد أن يعبر عن اضطراب الأوضاع يقول “مليوصة يا حسين الصافي”. إ . هــ

وبعد فيا اخي ابا مصعب ان تراثك كثير وان الحديث عنك مثير ! وقد شاء ان يكون رحيلك هذا موشوجا بعيد الحب فكانه اشارة الى قلبك العامر بالحب واشهد الله انك كنت وطنيا قبل ان تكون قوميا وعراقيا قبل ان تكون بعثيا ! وكنت حريصا على قولة الصدق مهما كلفك ذلك من خسارة وهل اكثر من خسارة الحياة ! قال خصومك كل شيء حقا وباطلا لكن اصدقاءك امسكوا عن انصافك خشية اللوم ! فلتكن محاولتي التماسا للانصاف والله من وراء القصد .
ونلتقي في فرزة قادمة ان شاء الله