18 ديسمبر، 2024 11:05 م

عيد الأستقلال وغياب السيادة!

عيد الأستقلال وغياب السيادة!

مر يوم الأثنين الموافق 3/10/2022 باهتا على العراقيين بلا لون ولا طعم ولا راتحة كباقي أيامهم التي يعيشونها بلا معنى بعد أن أخذ منهم اليأس ما أخذ ، رغم أن هذا اليوم هو ذكرى عيد أستقلال العراق! ، بعد أن أتخذت الحكومة الكاظمية قرارا يقضي بأن يكون يوم 3/10 من كل عام عيدا وطنيا ، لأنه يمثل ذكرى أستقلال العراق في 3/10/1932!، ويعطل فيه الدوام الرسمي ، حيث أنه في هذا التاريخ دخل العراق عصبة الأمم المتحدة وأصبح عضوا فيها! ، رغم أن هذا التاريخ لا يمكن الأخذ به والأعتماد عليه ، حسب رأي الكثيرين من المؤرخين وأساتذة التاريخ ليكون عيد الأستقلال للعراق؟ 0 أقول أن العراق وقع تحت الأحتلال البريطاني والأنتداب البريطاني ووصايته وهيمنته على كامل الأرض العراقية ، منذ أنتهاء الحرب العالمية الأولى في 1918، وظل هكذا محتلا وأسيرا للقرارات والمعاهدات البريطانية التي كلها كانت تصب لصالح بريطانيا ! لحين أنبثاق ثورة 14/تموز/ 1958 الخالدة التي خلصت العراق من كل أشكال الأستعمار والهيمنة البريطانية والغربية ، فأسأل هنا : أيهما أولى أن يكون عيدا وطنيا وعيدا للأستقلال ، 14/تموز من كل عام أم 3/10؟؟ ، للأطلاع أكثر راجع مقالنا المنشور على هذا الموقع بتاريخ 11/10/2022 بعنوان ( كذبة أستقلال العراق؟)، لذا فالعراقيين لم يهتموا ولم يبالوا بيوم 3/10 لأن غالبية العراقيين لا يعرفون موضوع الأستقلال وعصبة الأمم وتاريخ 3/10/1932 ، كل الذي عرفوه (هو أجتهم) عطلة جديدة أضافية! 0 من جانب آخر ، أرى أن على الحكومة الكاظمية ، قبل أن تحدد يوم أستقلال العراق ، أن تتابع وعن طريق القنوات الدبلوماسية ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ، موضوع أعادة السيادة للعراق أولا!! ، بعد أن أوفى العراق بكافة ألتزاماته المالية التي أقرها مجلس الأمن الدولي كعقوبات دولية فرضت عليه نتيجة غزوه الكويت عام 1990 وهنا لابد من الأشارة بأنه (((بتاريخ 16/2/2022 ، صوت أعضاء مجلس الأمن الدولي على القرار الذي حمل رقم 2621 والذي نص بأنه لم تعد حكومة العراق مطالبة بأيداع (نسبة مئوية من عائدات مبيعات النفط والغاز) ، الذي كان يستقطع لتسديد ديون دولة الكويت ، بعد أن سدد العراق كامل الدين الذي عليه ، وعلى الرغم من كلمة السيد (فؤاد حسين وزير خارجية العراق) في مجلس الأمن بتاريخ 23/2/2022 والتي أعلن فيها بأن العراق أوفى بكافة ألتزاماته المالية ( ديون دولة الكويت) والتي كانت على ما يبدو الشرط الأساسي لخروجه من عقوبات الفصل السابع! ، ألا أن مجلس الأمن لم يصدر قرارا واضحا وصريحا يعلن فيه خروج العراق من عقوبات الفصل السابع ولحد الآن!!؟ ، للأطلاع أكثر راجع مقالنا المنشور على هذا الموقع بتاريخ 4/3/2022 بعنوان ، متى يخرج العراق من دوامة الفصل السابع؟ )))0 الذي نريد أن نقوله بأن العراقيين وبعد الأحتلال الأمريكي البريطاني الغاشم للعراق ، والجحيم الذي عاشوا ويعيشون به منذ 2003 ولحد الآن ، لم يعد يعنيهم موضوع أستقلال العراق وسيادته !! فكل الذي يريدونه هو تمشية يومهم بأي شكل من الأشكال بعد أن أحاطتهم الأزمات والمشاكل ومنغصات الحياة أينما ولوا وجوههم ، وبعد أن تيقنوا تماما بأن وطنهم قد سلب منهم ومن الصعوبة عودته أليهم !! كما وصار يقينا لديهم أيضا بأن (البارحة أحسن من اليوم واليوم أحسن من الغد) ، فألتبست وتشابكت عليهم الكثير من الأمور، بعد أن سرق منهم المحتل كل شيء حتى أحلامهم! وأباح لكل دول العالم ، لا أن تنهب العراق وتدمره فحسب بل وتتدخل بكل شؤونه الداخليه ،حتى وصل الأمر أن تقيم القواعد فيه!! ، ولو سألت أبسط مواطن عراقي عن هذا الأمر؟ ، لأجابك بأنه لا يعلم هل نحن تحت وصاية مجلس الأمن الدولي ؟ ، أم نحن تحت الأحتلال الأمريكي ، وأحتلال دول الجوار والدول المحيطة لنا؟ ، فالحقيقة التي لمسها العراقيين من بعد الأحتلال الأمريكي البريطاني الغاصب اللئيم عليه ، أن هذا الأحتلال البغيض أفقد العراق كل شيء ، وليس سيادته وأستقلاله فقط! ، فأي أستقلال نحتفل به ، وعن أية سيادة نتكلم؟0