14 نوفمبر، 2024 7:42 م
Search
Close this search box.

عيديّة النواب المدللين و معاناة المهجرين

عيديّة النواب المدللين و معاناة المهجرين

للأسف صار لفظ المهجرين يعم اغلب العراقيين ، فمنهم من هو مهجر داخل بلده و آخرون هجروا قسرا للعودة الى وطنهم الأم ( ايران ) حيث أختاروا ذلك مسبقاً لعدم الانخراط في الجيش لخدمة العلم فسجلوا انفسهم ( تبعية إيرانية ) تهربا من اداء الواجب الوطني المقدس و منهم ايضاً مهجري حكومة الديموقراطية الخرقة في ( دولة القانون ) الذي يخول

( حمودي ) ان يقوم مقام والده الامي اصلاً و كأنه ( عبوسي ) في مسرحية ” تحت موس الحلاق ” .

المهجرون الذين اعنيهم هم كتاب و ادباء و مثقفوا و فنانوا العراق الذين هربوا ابان حكم القائد الضرورة ” صدام ” وليس المالكي لأن ربعه قالوا عنه ضرورة ايضاً . هؤلاء الناس حاربوا نظام صدام بسلاح كان اشد عليه من كل الاسلحة الاوتوماتيكية و الكيمياوية على حد اعترافه حيث قال ( للقلم و البندقية فوهة واحدة ) أنا واحد من هؤلاء المغدوري الحقوق و التعويض الذي كنا نتأمله من الحكومة العادلة التي يفترض ان تأتي بعد صدام حيث استقر بنا المطاف غرباء في دول لا تمت لعاداتنا ، مدركاتنا ، ديانتنا ، لغتنا ، تقاليدنا ، لطمنا ، تطبيرنا ، معتقداتنا ، لون بشرتنا و شعرنا ، عاطفيتنا ، و و و ، و ال ( و ) الاخيرة يعرفها رئيس الوزراء الجديد حيث عاش نفس الظروف ، نعم لم نكن من حزب الدعوة و لكننا اشد حرصاً من حزب منظم كون واعزنا الوحيد هو وطننا و عراقيتنا و ليس انتماءنا الحزبي .

في لحظة نادرة طرق اسماعنا ان حكومة القانون خصصت لنا ( قطعة ارض و مبلغ اربعة ملايين دينار ) تشجيعا لنا للعودة الى ترابنا المقدس لنعيش هناك و نبني قبورنا . كذلك عشرة ملايين من البرلمان هدية ( هذا قبل العيدية للبرلمانيين ) لأن فاقد الشئ لا يعطيه ، كون البرلمان الذي يتقبل هبة الحكومة لا يستحق ان يمثل الشعب ، فقد علمتنا الحياة في الدول المتقدمة ان الحكومة و المعارضة هم من يخشى البرلمان لذلك هم يناقشون قرارتهم و اعمالهم و اجنداتهم تحت مسمع رئيس البرلمان الذي يخاطبونه ( Mr. Speaker ) كونه المتحدث الوحيد باسم الشعب و ما الحكومة إلا موظفين يضعهم الشعب لخدمته و ادارة شؤونه ” و ليس سيف مسلط على ارقاب الشعب ” و أكيد ان السيد العبادي يعرف هذا ، لكني عجبت

على موضوع العيدية التي يستحقها من قضى العيد جائعا في العراق ، عموماً انها اول هفوة استغفال في بداية حكم الدكتور اللندني

إنتابت جسدي رعشة غريبة ، رعشة جسد الطفل حين يجد حضناً و يداً تداعب جسده أو تائه حين يجد من يرشده وقد تكون اقرب الى مهمش ضائع حين يجد من يهتم به ، ، هرعت من غربتي صارخاً صرخة الفوز العظيم ، صرخت قائلاً :- تباً لصدام حسين ، ها أنا سأعود الى بلدي معززاً مكرماً و سأجد قبراً فسيحاً في كربلاء يؤوي جسدي .

إستدنت مبلغ تذكرة السفر الى العراق و سافرت ، قدمت كل اوراقي الثبوتية و اسمي الاعلامي المعارض للحكم الصدامي ، مقالاتي ، كتبي ، تعرضي للقتل في الاردن من صدامي الاردن، و قد ثبت ذلك للامم المتحدة و سارعت في حمايتي و تعجل تسفيري الى استراليا .

وصلت كربلاء قرة عيني و شهوة روحي ، وكر اصدقائي الصعاليك ، قصص لا تنتهي من تأريخ حياتي ، شبابي ، نرجسيتي ، ذكرياتي ، علاقاتي العاطفية و مراهقتي ، ليالي الجمعة في زيارة الحسين ، القيمة ، شاي ابو علي ، و و و . بكيت في مطار النجف حين طالبني احدهم بوثيقة تثبت عراقيتي و أنا الذي هرب دون هوية او حقيبة او جواز سفر من عراق صدام حسين ، من اين اجد ما يثبت عراقيتي ، دفعت قيمة فيزا الاجانت ، ، حميد المحنــّه يدخل العراق بفيزا الاجانب . لو اني قلت انا من جناجة لدخلت العراق دون فيزا و لا تدخل ، لكنني ابيت ، ، انا اعرف كل اهل جناجة و أعرف عائلة نوري العلي الذي انتسب الى بني مالك مؤخراً . أعرفهم جيداً من اولاد حاج صخيل و حاج رخيل الى ” ابي نيزك ” ضياء يحيى العلي { عضو القيادة القطرية ، امين سر فرع كربلاء لحزب البعث } و هو ابن عم نوري العلي فربما يكون ذلك هو سبب تغييره للقبه ، ضحكت كثيراً حين عرفت ان هناك لجنة اجتثاث في حكومة نوري . عموما فضلت ان احترم نفسي و ادفع مبلغ الفيزا و ادخل العراق على اني استرالي .

في كربلاء تقدت بطلب حقي كمهجر و من هنا بدأت اكبر مشكلة نفسية في حياتي .

كان الممثل الوحيد للحكومة المالكية هو السيد محمد مدير وزارة المهجرين في كربلاء ، كتبت طلبي لأقدمه اليه قال :- عليك ان تتقدم بطلب عن طريق كاتب العرائض في باب البناية ، تخليت عن كوني كاتب و أديب و اتجهت الى فخامة السيد كاتب العرائض ، وجت ان كل شئ عنده مطبوعاً ( فورم ) فقط وضع اسمي لأدفع له ً يفوق ثمن اية مجلة بريطانية او امريكية

، لا يهم قطعة الارض ارقى من الرشاوي و مبالغ الاستفزاز . ادفع ايها العراقي لتساوي العجم في حقوق المواطنة .

دفعت ، جلبت الطلب ، قالوا انتظر ، قلت لماذا ؟ قالوا ان المدير مشغول مع النائبة ” ايمان الوسوي ” كانت النائبة تتوسط لأحد اقاربها او أصدقائها لتمييز طلبه ووضعه في الخانة الخاصة لطلبات بقية العراقيين … المشكلة هي انني اعرف هذه النائبة ايام العز و الشباب و سيارتي السوبر صالون .

تفرغ السيد محمد مدير المهجرين بعد ساعة و نصف من زيارة النائبة ، ، وقع طلبي ، فزت فوزاً عظيما .

قالوا اذهب الى العلوية ، ، سألت عن مكانها ، وصلت ، قالت :- دير بالك علينا ،،، درت بالي عليها بورقتين ( 200 دولار ) قالت اطمئن عرصتك تنتظرك فارغة .

في اليوم التالي قال لي احدهم في دائرة الهجرة في كربلاء ( موقع رأسك هو المشخاب ) اذن سننقل اضبارتك الى محافظة النجف . . . تهجيــــــــــــــــــــــــــــر جديد ( اخوتي من الشرطة استلموا قطعاً في كربلاء و هم من نفس موقع الرأس ) ؟؟؟؟

فبلت و لكن لم احضى بقطعة الارض و لا بعراقيتي ، ، ، يا عبادي ، او نصراوي ، و قد تكون من بيت الاغا الايراني :- هل بإمكانك ان تناصر غريباً للحصول على منزلِ في بلاد اهله ال محمدٍ و قبر يأويه في كربلاء ؟

أفيدك ســـــــــــــراً سيادة رئيس الوزراء :- قال مواطن شريف يعمل في دائرة هجرة كربلاء :- ان هذا القرار جاء بأمر من الحكومة الايرانية لتعويض العجم المسفرين الذين قدموا طلباتهم و بسرعة البرق استلموا المنحة و قطعة الارض و عادوا الى بلادهم ايران مع نهشة من لحم عراق نوري العلي رداً لجميلهم في استضافته و منحه جنسيتهم .

هذا يكفيني يا ايها السيد حيدر العبادي ، او النصراوي كون الكثيرون من بيت النصراوي في كربلاء بدلوا القابهم ل ( العبادي ) .

*[email protected]

أحدث المقالات