قد يكون مِنْ القراء مَنْ هو ليس عراقياً ويجد في ثنايا الكلمات تفاخراً بكل امٍ من العراق ويقول لماذا هذا التعالي وماهي الخصوصية في هذا الثناء؟
لانريد سرد ماهو معلوماً في تراث الشعوب حول منزلة الأم ولكن نبتغي أن نقول إن من أنجبت الأبناء على مدى العقود الماضيات لها منزلة تفخر لها باقي الأمهات مَنْ هن ليست في العراق.
وفي لمحةٍ بسيطة على ماضي تلك العقود من الزمن نرى تلك الأمهات اللاتي أنجبن الأبطال الذي ذادوا عن حِمى العراق ضد حقد الفرس الأوغاد… كنا نراهن يستقبلن ابناءهن مِنْ الشهداء وقد ارتسمت الفرحة على وجوهن بدل البكاء.
وحينما حل حصار الظلم على أطفال العراق كانت امهاتنا يصلن الليل بالنهار لكي ننعم بحياة لايشوبها ظلم الأوغاد الذي حل على البلاد…
اصبحت سِمة الأم العراقية الإبتسامة التي يشوبها الألم فهي على مر العقود عاشت المعاناة وفقدت الزوج او الأبن… صار عنوانها الأم الثكلى على مر الزمن.
وفي زمن التغيير الذي جاء بكل مَنْ هو حقير أدمى قلبها فقدان فلذة الكبد أو الزوج المعيل… صار عنوانها أرملة تكدح في يومها لتوفر لقمة العيش لأبناء حُرِموا عنوةً من أبٍ معيل… فهو إما منسيٌ في غياهب المعتقلات أو قد أُريق دمه بغدر الميليشيات.
هل تحتاج ليومٍ في شهر آذار لنعبر لها عن الإمتنان؟ هل لنا الحق نحن أبناء العراق أن نباهي العالم بأمهاتنا؟… هُنّ ليست كالأخريات… قُدِر لها أن تكون الأم والأب على حد سواء… فهو قدر العراق أن تُديم عزه رغم جروحه معاناة ام عراقية في الخفاء… ضحكة يشوبها البكاء… هي هوية أم مِنْ العراق.