في المجتمع العراقي، حيث الوجود الاسلامي يشكل طبقة كبيرة فيه، ويهيمن عليه جانب العادات والتقاليد، والصبغة العشائرية،حيث يعاني الفرد العراقي من مشكلة كبيرة جداً، وهو سؤال يُطرح كثيراً ( العيب ام الحرام؟)، ونعطي مثالاً بسيطاً، التي يعاني منها الكثير من الشباب العراقي، وهو ان يكون شعره طويلاً، او ازالة الشعر من الجسم ، كلاهما وحسب بحثي من خلال في المواقع لم اجد اي تحريم لهما، لكن الشارع العراقي والعادات والتقاليد، تتكلم عكس ذلك، فالشعر الطويل وازالة الشعر من الجسم، مشكلة لدى المجتمع، وسينظر لك الجميع بنظرة احتقار، وربما تُشتم او تسمى(شاذ جنسياً)، وهنا يقف الشاب في حيرة من امره ، عيب ام حرام ؟، اسير مع الدين وفتوى المراجع ، ام اسير مع كلام ابو محمد الخياط و سعد( الفيترجي)؟.
ربما اطالة الشعر او ازالته، عادة غير موجودة لدى مجتمعنا او جديدة، ولكن هناك قضايا موجودة سابقاً، ما زال المجتمع يحاربها، سأروي لكم موقف حدثني عنه احد الاصدقاء، قال كنت جالسا برفقة ابي، بين جمع من كبار مدينتنا، فسألوا والدي، ان ولد من عائلة محترمة ومعروفة بالاخلاق والدين وهو شاب متدين وذو اخلاق (شعجب) لم يتزوج لحد الان؟، نظر الي والدي وكانه يطلب مني الاجابة، نظرت اليهم جميعاً، وقلت انا اعمل اجيراً في محل للوجبات السريعة، ودخلي اليومي بسيطاً جداً، فهل تقبلون ان تزوجوني احدى بناتكم؟، وهل تقبل ان يكون زوج ابنتك عاملاً في (كافتريا)؟، سكت الجميع، حتى الشيخ المعمم الذي يجلس في الوسط، الذي كانت له خطبة كبيرة في مدح امير المؤمنين (عليه السلام)، فجأة قام احد الرجال وقال لي، انا من يقبل بك، وتحولت تلك الجلسة الى مشروع خطوبتي، وانا الان اعيش بسعادة مع زوجتي .
الزواج هو حق من حقوق الشاب، وهو سر سعادته، وامان له من افات الدنيا، مثل الزنا، حيث قال رسول الله (من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي)، فكم من شاب محروم من نصف دينه اليوم، بسبب العادات والتقاليد، التي تمنعه من الزواج، مثلي ومثل اي شاب يريد الحفاظ على نفسه ودينه، والزواج هو الطريق الى النصف الثاني، الذي ذكره الحديث الشريف، حيث قال رسول الله (لركعتان يصليهما متزوج أفضل من صلاة رجل عزب يقول ليله ويصوم نهاره)، وهناك الكثير من الاحاديث التي تشجع الشاب على الزواج، لكن العادات والتقاليد تضع الحواجز بينه وبين هذه السعادة، ومنها غلاء المهور، بحجة ان الانثى بغلاء مهرها، تمتاز على بقية النساء، وانه (ضمان) لمستقبلها، لكن هل يوجد اضمن من حديث رسول الله عندما قال (أفضل نساء أمتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا)، وهل يا ترى الانثى سلعة تباع وتشترى؟.
الجميع يعلم ان النبي وال البيت هم خير اسوة، نقتدي بهم، ولكن نجد البعض يغض النظر عن الكثير من الامور، وهذه مشكلة كبيرة جداً، نحن نعرف فقط ان الامام علي ( عليه السلام) هو بطل خيبر وهو الذي قتل مرحب وهو القوي الشجاع الذي لا يقف احد امامه، والقليل الذي يعرف ان الامام علي (عليه السلام) هو الحكيم، العادل، الذي يسعى الى قضاء حاجات الناس، المُحب للجميع، وها هو يقدم لنا درس جميل جداً عن زواجه من فاطمة (عليها السلام)، ونقول نسخة منه الى، جميع المسلمين، عسى ان يعودوا الى رشدهم .