18 ديسمبر، 2024 10:51 م

الإعلام أعور مراوغ , يرى بعين الباطل ويفقأ عين الحق , ويتجمد حول نقطة واحدة يتموضع فيها , ويدافع عنها ويسوّغها بما يستطيعه من التبريرات الكاذبة.
الإعلام يتخذ من آليات التكرار منهجا وفقا لنظرية ” كرر كرر حتى يتبلد الناس” , وعندها لا يهم قتل الأطفال والنساء والشيوخ , وردم المنازل على ساكنيها , لأن البشر أرقام وحسب.
ويتم تعزيز الثبات على الحالة التي يُراد تسويقها , وتعزيز أهميتها وقيمتها وضرورتها للسلوك الإنساني الرحيم.
فقتل الآلاف من الأبرياء لا قيمة له , بل من ضرورات الفعل الإنساني اللازم لتأمين حقوق الإنسان.
الإعلام دجال , ويضع نظارات الدجل على عينه الواحدة , التي لا ترى ما حولها بل تؤكد ما فيها.
وفي هذا العالم الظالم الغابي الطباع , تجد مَن يعبر عن الأمة يقدم نفسه كالحَمل الوديع , الخاضع الخانع المستسلم للمفترسين , وهو يردد آيات السمع والطاعة والرضوخ التام.
عالم تصول فيه الوحوش الكاسرة , والثيران تقدم قرابينها وتتناسى بأنها ستؤكل جميعا.
هل أنها الغفلة والغباء؟
أم أن أنظمة الحكم مصابة بالخرف؟
عالم تتأجج فيه النيران , ودول أحطاب , وسيحين وقت سجرها بلا رحمة , وهي كالطير ترقص مذبوحة من الغَفل؟
فرقة , عدوانية , تصارعات بينية , وأموال مجمدة في البنوك الأجنبية , وأسلحة تستورد لقتل إبن الوطن , وهرولة نحو الهاوية , وكل كرسي يؤدي مراسيم الإستسلام وخدمة مصالح العدوان.
ماذا يجري في واقع ينزف دما ودموعا , وفيه البشر بلا قيمة ومهان , وتلعب العمائم المؤدينة دورها في تخنيع الناس وإستعبادهم , وأخذهم إلى ميادين سوء المصير , بعد أن عطلت عقولهم وأججت عواطفهم , وأطلقت عدوانيتهم على أبناء وطنهم.
فقتل المسلم من أعلى درجات صدق الإيمان , بل أن المسلم يقدم المسلم قربانا لربه الذي يعبده!!
فعن اي كرامة وعزة وأمان يتحدث المبوقون؟!!
وتفرقوا ولا تعتصموا بحبل الله جميعا , لكي لا ينكسر العدوان!!
د-صادق السامرائي