الجريمة النكراء التي نفذها تنظيم داعش الارهابي ، بحق عشرة جنود عراقيين وضابط في حوض العظيم،أعادت خطر داعش الحقيقي الى واجهة الاحداث، وعزز هذا الكلام، هجومه الواسع على سجن غويران في الحسكة بسوريا،فما هي حقيقة هذه الهجمات، وتوقيتها ، وخطورتها على الاوضاع الملتهبة سياسيا في العراق،وهل يستطيع داعش، ان يؤسس له موطيء قدم مرة اخرى في إحدى مدن أو أقضية العراق، كما حصل عام 2014،هذا هو حديث الشارع العراقي، وتخوّفه ، وتساؤله،كل قومياته وطوائفه،وماهي اسباب هذا،هنا لابد من الإجابة على التساؤلات الملحّة،ولنكن واقعيين أكثر،أن تنظيم داعش الارهابي(كتنظيم)،لايمكن ان يقضى عليه،شأنه شأن كل الحركات والاحزاب التي تمارس عملها السسياسي والعسكري السري،ولكن مايعنينا هنا عمله على الارض، من خلال جملة عوامل ،قوته ونشاطه وعملياته ، وحاضنته،وحركته،فداعش كقوة عسكرية واستخبارية تحطمت كلها،اثناء عمليات تحرير المدن الغربية وتحديدا الموصل، التي جعلها مقراً(لخلافته المزعومة)،ولم يبق منها سوى فلول هاربة ، دخلت في انفاق وكهوف خارج المدن وفي الصحراء،او هرلت خارج العراق،أما حاضنته الغربية،فقد خسرها الى الابد ،بعد ان نكّل وبطش وذبح أبناءها،وتقلصت عمليات تحت الصفر،وتوقف اعلامه بشكل كامل سوى مواقع التواصل واخبار الفضائيات،بعد أن فقد جميع قادته ،من الصف الاول والثاني، والثالث، قتلاً واعتقالاً،بما فيهم خليفتهم الارهابي ابو بكر البغدادي،اليوم استجمع فلوله،على شكل (ذئاب منفردة)،وظهرت بعمليات متواضعة لاترقى الى التخوف منها، في الحويجة وبلد ومطيبيجة بصلاح الدين، وقره جوخ ومخمور وسد حمرين بنينوى ووصحراء الحضر وقرى ونواحي ديالى ،وبعمليات محدودة رغم قساوتها،ولكنها لاترقى الى خطورة بقدر ما تؤكد اثبات وجود ليس إلاّ،السؤال هنا،ماهو دور قوات الجيش والشرطة والحشود في هذه المحافظات،إذن تنظيم داعش خطورته وَهْمٌ ،تستخدمه أطرافٌ دولية واقليمية ومحلية، لأهداف ومصالح وغايات سياسية،وتضخيم خطره، هي احدى اساليب هذه الاطراف، لتحقيق مآرب سياسية ،فأمريكا، رغم إعلانها محاربة تنظيم داعش،إلاّ أنها تدعم في العراق وسوريا، ولو بشكل خفي،وايران تستخدمه لاجندتها في أكثر من مكان كالعراق واليمن وسوريا،كما تدعم حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا لنفس الغرض،وفي العراق، هناك من يستغل الفراغ السياسي،بدعم من ايران ،
لإحداث الفوضى ،وخلط الاوراق ، بإطلاق التصريحات والتهديدات ،وتخويف المواطنين ،من خطر داعش المحدق بالمدن العراقية وتكرار سيناريو عام 2014واجتياحها، لتحقيق أغراضا سياسية، لم يستطع تحقيقها في الانتخابات الاخيرة،لهذا الغرض يبيعون الوهم للمواطنين وتضليلهم،نعم داعش تنظيم موجود تحت الارض، ولكنه لايقوى ابدا على الظهور،وتنفيذ عمليات كبيرة ، ويبقى خطر محدودا، وغير مؤثرعلى الارض،وهذا ما يؤكده المراقبون الاستراتيجيون العسكريون، والابحاث الامريكية،هذه هي حقيقة خطر داعش،ولكن ما يجعل تنظيم داعش يتنمر، وينفذ عمليات محدودة هنا وهناك ، هو ضعف الجهد الاستخباري وتراخيه، وعدم قيام القطعات العسكرية بملاحقة فلوله، المختبئة في الانفاق والكهوف والصحارى، واقلاقهم، وتفويت الفرضة عليهم من لملمة جراحهم، ولدى الاجهزة الامنية والاستخبارية الكم الهائل من المعلومات وحركات فلول داعش، التي زودهم بها قادة وامراء داعش الذين اعتقلتهم الاجهزة الامنية والجيش والشرطة، إعطاء داعش فرصة استعادة الانفاس، واحدة من اهم نجاحات فلوله في تنفيذ عمليات منفردة وقاسية كالتي حصلت قبل يومين في حوض العظيم، وهو خرق امني كبير تتحمله الجهات الاستخبارية والاجهزة والقيادة، وهو واحد من نقاط ضعف القطعات والقيادة العامة ، التي ترخي لداعش الحبل، وتهمل اهم مفصل للقضاء النهائي عليه ، وهو تفعيل ملاحقة عناصره بحملات يومية تستهدف انفاقه التي يتواجد فيها، وهي معروفه، لدى القوات العسكرية، إضافة العنصر الاهم وهو احكام السيطرة على الحدود العراقية – السورية،بدون ضبط ايقاع داعش، وتجاوز اسباب ظهوره، يبقى عصا بيد اعداء العراق، وبيد من له مآرب سياسية وغير سياسية ،هناك (اشاعات) ربما يطلقها البعض، ودعوات وربما ايضا تخويف للبعض من السياسيين، ان الحشد الشعبي ،سينسحب من المدن الغربية، للضغط على المتحالفين مع السيد مقدى الصدر للانسحاب منه ، وهذا ايضا يدخل في خانة الابتزاز السياسي (إن حصل)، وبالتأكيد إن حصل سيهدد العراق كله وليس المدن الغربية فقط، وهذا البعض لايدرك خطر انسحاب الحشد الشعبي او قطعات الجيش من اماكن رخوة ربما يستخدمها داعش لتحقيق موطيء قدم له، رغم ان هذا مستحل ،لان المدن الغربية واقضيتها ونواحيها،قد وعت الدرس وحفظته ومن المستحيل ان يتكرر ولو على جثث اهلها لما عانت من داعش وبطشه وتهجير اهل المدن ونزوحهم المهين ، ومازالت المخيمات شاهد على الذلّ الي لاقوه من داعش، ولكن يريد البعض من إستخدام داعش ورقة سياسية ،لتحقيق أهدافه ومأربه الحزبية والفئوية،ولايعي خطورة مايفعل،وفيما يصرّ عناصر داعش، وبغطاء دولي ، أن يعيد سمعته بالهجوم على سجن في الحسكة، او هجوم في ديالى ،فإنما يفعل هذا، بسبب الفراغ الذي تشهده العملية السياسية العراقية، وفوضى الصراع على الزعامات والنفوذ والاستحواذ على السلطة، لهذا إستغل داعش الصراع بعد الانتخابات،وأطل برأسه في أكثر من مكان ، كما حصل في الحويجة وسد حمرين والحضر وخانقين وجولاء وجبال مخمور وقره جوخ وبلد والفلاحية ومطيبيجة وصحراء الانباروغيرها، وآخرها عملية حوض العظيم المؤسفة، داعش لايظهر الاّ في الظلام ، وهذا دليل ضعف قوته العسكرية وغدره، وتشتت فلوله، وعدم وجود قيادة لها، والدليل عملياته الليلة المنفردة اللصوصية الغادرة، والغير منتظمة،مانريد تأكيده هنا،أن داعش لم يعد يشكل خطراً حقيقياً على العراق، كما يصوره البعض المغرض،ذو الاغراض الخبيثة، ولكنه سيبقى عامل تهديد،مباشر للعراق وسوريا، مالم تتم ملاحقته اليومية في عقر أنفاقه وكهوفه وصحاريه،نعم الجهد الإستخباري ، والعمليات العسكرية اليومية هي الكفيل بالقضاء على فلوله، المنهزمة والمختبئة في جحورها، داعش وهم يريد بعض السياسيين جعله حقيقة ، لتحقيق مكاسب ونفوذ، وتلبية لاجندة خارجية، لاسيما ايران وهي تصارع وتسارع في الوصول الى غاياتها النووية من خلال مؤتمر فيينا،التي تستخدم التسويف والتضليل في ماوضاتها مع امريكا، لهذا تعمل من خلال اذرعها في العراق واليمن وسوريا ولبنان ، على ادامة الفوضى وخلط الاوراق وتغذية الصراعات السياسية داخل هذه الاقطار، للضغط على الدول الكبرى لتحقيق اهدافها في مؤتمر فيينا ، وماجرى في سوريا الحسكة ،لايخرج من دعم إيراني وتواطؤ إيراني وأمريكي هناك، لإحداث فوضى منظمّة وإنعاش تنظيم داعش الميت سريرياً ،باطلاق قادته من سجن غويران في الحسكة ،وإرسالهم الى العراق في سنجار وقراها ، في المقابل الجيش العراقي ، وحرس الحدود وجميع القوات ،على طول الحدود العراقية – السورية، لهم بالمرصاد ، لافشال أي محاولة للعبور الى داخل العراق ، ويدعم هذه الجهود المواطنون في قرى ونواحي واقضية الموصل ، كي لايتكرّر سيناريو حزيران الوحشي ، فداعش وَهْمٌ يلبس ثوب الحقيقة ، وعودته الى المدن الغربية أشبه بالمستحيل، إنْ لم يكن المستحيل نفسه ….