بعد زيارة روحاني الى روما وباريس فقد قطفت كل من ايطاليا وفرنسا مزيدا من اموال الشعوب الايرانية التي كانت محجوزة في البنوك الدولية بسبب العقوبات التي فرضت على نظام الملالي بسبب البرنامج النووي الذي انتهى باتفاق دولي , يحد من قدرة النظام على انتاج سلاح نووي . ويعتقد كل طرف انه انتصر في ابرام ذاك الاتفاق . المهم ان حسن روحاني اراد ان يثبت للعالم ان نظامه نظام اصلاحي , وانه ينشد الانفتاح على العالم الحر , بشراء طائرات للنقل وبعض الصفقات التجارية تعود بالفائدة على الدول الاوروبية اولا .
ومن هنا ثار جدل واسع في الاوساط الايرانية التي تعيش فترة من الصراع الخفي والمعلن حول خلافة خامينئي الذي باتت ايامه محدودة بسبب مرضه الخبيث . والجدل حول جدى الصفقات التجارية التي عقدها روحاني في كل من روما وباريس , والتسائل فيما اذا كانت تلك الصفقات ضرورية في الوقت الذي يعاني منه الايرانيون من الفقر والبطالة وهبوط في قيمة العملة الايرانية مقابل العملات الصعبة الاخرى . أليس من الضروري انفاق الاموال التي سيطلق سراحها من البنوك الاجنبية بعد رفع الحصار عن نظام الملالي على معالجة الازمات التي تعصف بالمجتمع الايراني. بدلا من حل ازمات الدول الاجنبية بشراء منتجاتها ؟. لقد تحولت الزيارة إلى جدل بين زمر النظام حيث تسالت زمرة خامنئي قائلة لماذا أغدقتم الأموال المحررة على جيوب الغربيين بشراء ايرباص؟ هل مشكلتنا الرئيسية وأولويتنا هي النقص في أسطول طائرات ركاب وايرباص؟ فماذا عن موضوع الإشتغال وحرمان الشعب وبطالة الشباب؟
وكتبت صحيفة رسالت التابعة لزمرة مؤتلفة الفاشية قائلة : ”ما هدية هذا السفر للإقتصاد الإيراني؟ أ نخرج من الركود؟ هل يمكن لـ 8 ملايين عاطلين عن العمل أن يتفائلوا بأن قسما منهم سيشتغلون غدا؟ … لماذا خصصتم جزءا كبيرا من الأصول المجمدة التي يجب أن تنفق للإنعاش الإقتصادي في البلاد ولإيجاد فرص العمل، إلى شراء ايرباص وبهذا العدد؟” (31 كانون الثاني 2016) . هذا ونشرت صحيفة كيهان التابعة لخامنئي: ”ألا يشبه هذا بمثل عائلة تعاني من البطالة والمرض و… وأبوها يصرف رأسماله الوحيد لشراء الثريا؟! (30 كانون الثاني 2016).
الامر المهم في مثل هذه الزيارات هو كشف النفاق الذي تمارسه دول الغرب ازاء الانظمة الديكتاتورية في عالم الجنوب . ولو نظرنا الى العلاقات الدولية بين دول الغرب ودول الجنوب خلال الخمسة عقود الماضية لنجد النفاق بعينه , فالغرب صدع رؤسنا بمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير وغيرها من الشعارات التي استهوت قطاعات واسعة من الشباب , وفي الوقت نفسه نجد ان هذه الدول تركز تعاونها مع النظم الديكتاتورية والقمعية المعادية لكل مبادئ حقوق الانسان , وهذا ما شهدناه في تعامل دول الغرب مع نظام الملالي في ايران , فكل وسائل الاعلام او جلها تهاجم هذا النظام القمعي , وتكشف عن جرائمه بحق الانسانسة , وخير مثال على ذلك جملة الاعدامات التي وصل الى 2000 شخص تم اعدامهم في عهد روحاني , ومع ذلك يستقبل بحفاوة من زعماء دول الغرب . فهؤلاء الزعماء يناقضون ارادة شعوبهم التي تقف ضد الارهاب والقمع , ودليل ذلك وقوف قطاعات كبيرة من الفرنسيين والايطاليين ضد زيارة روحاني كونه ارهابي وقمعي ومعادي لحقوق الانسان .
والامر الابرز هو بهتان الاعتقاد بان روحاني ونظامه يمثلان الشعوب الايرانية , بدليل الالوف التي وقفت في الشوارع ضد روحاني ونظامه , وحضور جمع كبير من الايرانيين الذين هربوا خارج بلدهم بسبب قمع النظام وارهابه ومن الشخصيات السياسية الفرنسية ومن إعضاء البرلمان الفرنسي وكذلك من الشخصيات العربية والاوروبية في تلك التظاهرة المميزة من حيث العدد والنوعية .
وما كانت تلك الشخصيات لتحضر تلك التظاهرات لولا الجهد الذي بذلته منظمة مجاهدي خلق المعارضة في اقناع الراي العام العالمي بان نظام الملالي معادي للانسانية ومبادئ حقوق الانسان , فقد دأبت على كشف النقاب عن طبيعة النظام وممارساته في مختلف المجالات من القمع والإرهاب وتصدير التطرف والنشاطات النووية وغيرها. كما أنها كشفت عن مخططات نظام الملالي للتدخل في الدول الأخرى وتصدير الارهاب إليها. وقرعت جرس الإنذار بشأن المشاريع النووية السرية لصناعة الأسلحة النووية لنظام الملالي منذ آب من العام 2002.
كما ان جهد المنظمة دفع الصحافة الغربية والعربية لان تقف ضد الارهاب الذي يمارسه نظام الملالي وتاكيدا لذلك فقد شاركت عشرات الوسائل الاعلامية في مظاهرات باريس المناهضة للنظام الإيراني , بثّت أحداثها بالصوت والصورة .
نظام الملالي ينشد الانفتاح الصوري على العالم , ليأخذ رخصة من دول الغرب بالتوسع في بلدان العرب , وتنفيذ مخطط الملالي في احياء الامبراطورية القديمة . والغرب يريد احياء اقتصاده ولو على حساب مبادئ حقوق الانسان . والصراع بين اقطاب الملالي مستمر حتى تحسم الانتخابات ويتم تعيين بديل لخامينئي
[email protected]