في المشهد السياسي العراقي المتشابك والمليء بالتحولات السريعة، يمكن للمتابع أن يلاحظ تباينًا كبيرًا في ردود الأفعال حيال كل حدث جديد. من بين هذه الأحداث، لعل عودة مصطفى الكاظمي إلى بغداد قد أثارت العديد من التساؤلات والتعجبات، ولكن العجب في ذلك من بعض الناس الذين لم يفهموا سياسة الكتل السياسية وانبطاحهم لأجل شيء واحد، وهو بقاءهم على الكرسي وزيادة كروشهم دون الاهتمام بالمصالح العليا للعراق. كما قلتها سابقًا وكررها هؤلاء السياسيون ليسوا سوى كيانات وظيفية، يفعلون ما يُؤمرون به، وليس بعيدًا عنا أن نرى العجب من هؤلاء السياسيين تحت غطاء “السياسة فن الممكن”.منذ أن تولى الكاظمي منصب رئيس الوزراء في 2020، شهدت العراق تحديات كبيرة سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي. ومع عودته إلى الساحة السياسية، يتساءل البعض عن أهدافه المستقبلية وكيف ستؤثر هذه العودة على الواقع العراقي. لكن هذه العودة ليست مجرد حدث عابر، بل هي جزء من مسلسل طويل من التحولات السياسية التي تعتمد على مناورات وتوازنات دقيقة بين القوى السياسية المختلفة.ولكن في ظل هذه التحركات، يظل المواطن العراقي هو الأضعف في المعادلة، حيث يظل بعيدًا عن دائرة اتخاذ القرار. تبقى الوعود والشعارات مجرد كلمات لا تُترجم إلى واقع ملموس في حياته اليومية، مما يثير التساؤل حول جدوى هذه التحركات السياسية التي لا تخرج عن دائرة الصراع على السلطة. من الملاحظ أن جزءًا من القيادات السياسية العراقية قد اعتادوا على الانبطاح والتسوية على حساب مصالح البلاد والشعب. بدلاً من أن يسعى هؤلاء إلى تحقيق مصلحة العراق أولًا، نجد أن أولويتهم تكمن في الحفاظ على مراكزهم، وكروشهم، وعروشهم. هذا التوجه يضع العراق أمام أزمة مستمرة من تراجع الخدمات، وارتفاع معدلات الفساد، وتزايد الفقر، في وقت ما زال المواطن العراقي يعاني من أوضاع صعبة.للأسف، تبقى شعارات الإصلاح محض كلمات على الورق، بينما الواقع يفرض نفسه بكل قسوته على الشارع العراقي. إذ يعاني العراقيون من غياب الأمل في التغيير الجذري بسبب استمرار نفس القوى السياسية التي تحكم البلاد منذ سنوات. في ظل هذا الوضع، لن يسمحوا أبدًا بولادة قيادات وطنية تتولى قيادة العراق، ويبقى هاجس الخوف والرعب جاثمًا على صدورهم. إنهم يدركون أنه إذا تولت النخب الوطنية قيادة البلد، سينكشف الكثير من الحقائق المدفونة في الأقبية السرية. ومع ذلك، يبقى الشعب في بمواجهة مع زمر الفساد والرذيلة، مع العلم أن السياسيين أنفسهم لا يبدو أنهم في عجلة من أمرهم لتغيير هذه الحال. لكنهم لا يفهمون أن زمن التغيير قادم بإرادة حرة عراقية خالصة، نابعة من الواقع العراقي وتحديدًا من بيوت الطين والصفيح، وهذه البيوت أسقطت أنظمة ودكتاتوريات، والتاريخ حدثنا عنها.ويتذكر العراقيون كيف كانت ثورة البردي والقصب والقرى قد هزمت صدام آنذاك بالانتفاضة الشعبانية التي انطلقت من تلك القرى المهدمة وتحدت السلطة، وسقط صدام لولا التدخل الخليجي وبعض الأعراب. ولم يعتبر بعض من هم في السلطة اليوم من ذلك التاريخ، وعندهم أن المواطن العراقي مجرد رقم في معادلة سياسية. فهو لا يمثل سوى أحد الأرقام في سياسة لا تبالي بمصيره. على الرغم من التضحيات الكبيرة التي يقدمها الشعب العراقي في محاولات الإصلاح والتغيير، يبقى الكثير منهم في وضعية ضحايا، تتقاذفهم سياسات لا تعيرهم اهتمامًا حقيقيًا.واليوم، يعيش المواطن العراقي في حالة من الانتظار والترقب، وقد يشعر كثيرون منهم بالإحباط جراء تكرار الوعود الكاذبة والتغييرات المحدودة التي لا تؤثر في حياتهم اليومية. الأمل في التغيير في ظل هذه القيادات السياسية أصبح ضعيفًا، والنظرة إلى المستقبل قد تكون قاتمة في ظل تراجع العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
وأصبح من الضروري الحتمي أننا بحاجة ماسة إلى تغييرات حقيقية في المشهد العراقي الحالي. وعلى الشعب ان يدرك الانتخابات القادمة هو صاحب التغير وينتخب من هو عراقي اصيل عاش طيلة عمره بداخل العراق وانغمس مع الواقع العراقي انذاك واكل من الخبر الممزوج بالفصم ومخلفات الحيوانات ويقى في ارضه صابراً محتسب ذلك هو الجهاد الحقيقي إذن التغير مرهون عليك أيها العراقي الأصيل ونحن مقبولون على انتخابات ولهذا إننا نقولها انتخب من تجد عنده المواطنه الأصيلة وابتعد عن موظفون السفارات انتخب من يضع مصلحة الشعب العراقي في المقام الأول. وصادق برفع الحيف والمعاناة عن الشعب هذه هي الفرص حقيقية للتغيير على أرض الواقع.
ونحن النخب العراقية، لابد أن نأخذ دورنا الحقيقي في توجيه الشعب العراقي بالاتجاه الوطني الصحيح، وهذا واجبنا الآن. وسكوتنا يعني ضياع وطن ومستقبل الأجيال القادمة.
قد يكون المستقبل مليئًا بالتحديات، لكن يبقى الأمل في أن يتحقق التغيير من خلال الإرادة الحقيقية للشعب والقيادات الصادقة التي تسعى لبناء عراق قوي ومستقر يعترف بقيمة المواطن ويضعه في مقدمة أولوياته.